أحد أبرز صناع الموسيقى في الوطن العربي، ما أن يقف على المسرح متوسطًا العازفين يأخذك إلى عالم آخر ساحر يبهرك، هو أحد مؤسسي الأوبرا؛ المايسترو سليم سحاب مؤسس الفرقة القومية للموسيقى العربية في دار الأوبرا المصرية، وأحد أهم قادة الأوركسترا في الوطن العربي، الذي لا تقتصر شهرته على حفلاته الرائعة وقيادته لفرقة الموسيقى العربية فقط، بل تميزت مسيرته باكتشاف المواهب وصناعة النجوم واحتضانهم، ليخلق أثره الفني الخاص.
المايسترو سليم سحاب:
ولد المايسترو المصري اللبناني سليم سحاب في فلسطين عام 1941، ولكنه نشأ في القاهرة، طالما أحب الموسيقى العربية منذ طفولته وكان دائمًا يستمع لها فلقد كان يحب كثيرًا الاستماع إلى أم كلثوم، وعبد الوهاب، وأسمهان، وعبد الحليم حافظ، وفايزة أحمد، كما كان يهتم بدراسته أيضًا، ودرس سحاب الموسيقى في كونسرفتوار بيروت، ليذهب بعد ذلك إلى روسيا لدراسة الموسيقى وحصل هناك على شهادة في قيادة الكورال الموسيقية من معهد “جنيسين” عام 1971، فضلًا عن حصوله على دبلوم قيادة أوركسترا سيمفوني من معهد تشايكوفسكي الموسيقي بموسكو عام 1976.
وفي عام 1977 عاد المايسترو سليم سحاب إلى لبنان وبدأ في كتابة مقالات موسيقية تم نشرها في صحف ومجلات عربية ولبنانية معروفة، كما عمل أيضًا مشرفًا موسيقيًا على محطة الإذاعة اللبنانية الرسمية، وفي تلك الفترة كان يهتم سحاب بتأسيس العديد من الفرق الموسيقية للكبار والصغار في لبنان، أبرزهم فرقة بيروت للموسيقى العربية والتي أسسها عام 1980، ليسافر بعد ذلك إلى مصر ويصبح أحد مؤسسي الأوبرا المصرية فلقد أسس الفرقة القومية للموسيقى العربية وأشرف عليها، ليستطيع بعد أربعين يومًا فقط من تأسيسها المشاركة في مهرجان بابل بالعراق والحصول على الميداليتين الذهبية والفضية.
دعم المواهب ونشر الوعي الموسيقي:
أسس المايسترو سليم سحاب عدة فرق موسيقية أخرى أبرزها “مؤسسة المبدع العربي” والتي تهتم لاكتشاف ورعاية المواهب سواء كان في الغناء أو التلحين أو العزف على الآلات الشرقية، كمايقدم العديد من الورش الفنية التي تهدف إلى رفع كفاءة العازفين، فضلًا عن إقامة المؤتمرات والندوات من أجل نشر الوعي الموسيقي لدى الجمهور العربي، ودائمًا ما يتمنى المايسترو أن تنتشر الموسيقى العربية في مختلف أنحاء العالم ليتعرف الجميع على ثقافتها وتاريخها.
ويُعرف سليم سحاب دائمًا بدعمه للمواهب الفنية ليس الكبار فقط بل أيضًا الأطفال، فلقد أسس كورال أطفال مصر وضم إليه العديد من الأطفال الموهوبين من مختلف أنحاء مصر، ليترك بصمته الخاصة في الفن ويصنع جيلًا جديدًا من فنانين الموسيقى، بعد أن تتلمذ على يده العديد من الفنانين المشهورين أبرزهم: شيرين عبد الوهاب، تامر حسني، آمال ماهر، أحمد جمال، ريهام عبد الحكيم، أحمد سعد، مي فاروق، وشيري عادل، وغيرهم من الفنانين في العالم العربي الذين خرجوا من فرقته الموسيقية.
اقرأ أيضًا: حكايات في حياة “رياض السنباطي” .. فيلسوف الموسيقى العربية
