الظمأ للمعرفة.. أحمد درويش يتأمل مسيرته بعد نيل أرفع جوائز الدولة

تتويج جديد أهدته الدولة المصرية لأحد أبرز رموزها الثقافية، الدكتور أحمد درويش، الذي حاز جائزة النيل في الآداب لعام 2025، اعترافًا بمسيرة أدبية ونقدية ممتدة امتزجت فيها الدقة العلمية بجماليات اللغة وعمق الرؤية، صاحب “اختلاف النهار والليل” لم يُخفِ مشاعره تجاه هذا التكريم، ولم يتردد في الكشف عن أقرب محطاته إلى قلبه، موجّهًا في الوقت ذاته رسالةً واعية إلى الأجيال الجديدة، تؤكد أن الكلمة لا تموت ما دام الشغف حاضرًا والعقل ظامئًا للمعرفة.
في تصريحات خاصة لمنصة “كلمتنا”، عبر الدكتور أحمد درويش، الفائز بجائزة النيل في فرع الآداب، عن اعتزازه العميق بسيرته الذاتية الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب منذ عامين بعنوان “اختلاف النهار والليل”، مؤكدًا أنها من أقرب مؤلفاته إلى نفسه، لما تحمله من اعترافات شخصية تمتزج فيها البساطة بالعمق الإنساني.
ورغم ذلك، لم يُغفل أهمية ما قدمه في مجالات أخرى كـنقد الشعر والرواية، فضلًا عن ترجماته الأدبية من لغات متعددة، مشيرًا إلى أن جميع أعماله تمثل حصاد فكره، ولكل منها مكانتها المحببة في قلبه.
وفي رسالته إلى الشباب المثقفين في مصر والوطن العربي، شدد درويش على أن المعرفة الحقيقية هي الزاد الذي لا غنى عنه، وأن القراءة الواعية هي ما يمنح الإنسان قدره ومكانته، مؤكدًا أن الفارق بين الأمم لا تحدده الأعداد، بل نوعية الوعي وعمق الثقافة.
وقال: “أمة صغيرة في عددها قد تتفوق على أمة أكبر حين تمتلك المعرفة القادرة على صياغة الوعي والرؤية، حتى في ميادين مثل الفن والسينما”.
وأضاف أن رحلته الفكرية الطويلة يمكن تلخيصها في عبارة واحدة: “الظمأ للمعرفة”، وهي العنوان الذي اختاره لموقعه الشخصي، الذي يقدّم عبره للقارئ عشرات الكتب مجانًا، إلى جانب تسجيلات صوفية نادرة ومواد توثّق جوانب مشرقة من التراث والحاضر.
وأكد أن هذا الظمأ المعرفي هو ما يُبقي شعلة الوعي متقدة، ويمنح الإنسان استمراريته وقيمته.