كاتب ومقال

ما الذي يحدث لنجوم الفن؟

هناك حالة من الاستعلاء التي انتابت فنانين مصر الشباب الذين فوجئوا بشهرة كبيرة تصاحبهم وأنهم حين يسيرون في الشارع يتهافت الناس لالتقاط الصور معهم وعندما يرقعون بوست على السوشيال ميديا تتلقفه كل المواقع الإخبارية الإلكترونية باعتباره خبرا كبيرا رغم أن موضوع هذا البوست لا يتعدى فستان جديد ارتدته النجمة، ناهيك عن لهاث القنوات التلفزيونية وراء هم لعقد اللقاءات الخطيرة بخطورة السنين، وأمام هذا الاحتفاء والصهللة الإعلامية والتصفيق الحاد عمال على بطال تصور هؤلاء النجوم أن مصر لم تنجب غيرهم وأنهم مثال نموذجي للفن الراقي والأداء التمثيلي العبقري وهم حاصدو جوائز مؤتمرات ومهرجانات الجمعيات والندوات للفن الكبير، وأن تاريخ مصر الفني كله لم يكن صحيحا أو مفرطا في الإدعاء.
فأصبح فناني الزمن الجميل لا يجيدون التمثيل ومبالغ في تقديرهم.
فكان من العادي أن يدعي أحدهم أن اسماعيل يس غير مضحك وآخر يعتبر شكري سرحان مفتقد للموهبة وغيرهم
حتى خرج هذا التصريح من ممثلة شابة مؤخرا
“هي مين مشيرة اسماعيل دي في الحياة”
إن هذا التصريح لا يعني الجهل بل إن النجمة تعرف جيدا من هي مشيرة اسماعيل، لكن يبدو أنها عقدت مقارنة سريعة بينها كنجمة لامعة تعيش في أبهى صورة وبين مشيرة اسماعيل تلك الممثلة القديمة التي تحجبت واستقرت في بيتها فمن يكسب في هذه المقارنة؟
لقد فقدنا البوصلة
اتصور أن أداء هذه الممثلة النجمة سوف يتحسن كثيرا عندما تشاهد وتتعلم من أدوار مشيرة اسماعيل اتصور أن عمرها الفني سيطول إذا أحضرت ورقة وقلم وشاهدت مسلسل “دموع في عيون وقحة” وجلست كتلميذة مهذبة تكتب ملاحظات عن الأداء الرائع لمشيرة اسماعيل في دور جوجو وكيف تستطيع أن تقنعك ببساطة وبلا تكلف ومبالغات.
اتصور أن مشكلة نجوم الزمن الحالي تكمن في احتياجهم الشديد لمقاعد الدراسة والعودة لقراءة الكتب والاطلاع وهو ما سينقذهم وينقذنا، ويجعلهم يجيدون التمثيل فنحن نتحملهم ولكن إلى متى؟
والقراءة ربما تعلمهم أن التمثيل كان زمان وليس الآن.

بقلم: فيصل شمس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى