في اليوم العالمي للصليب الأحمر .. ما هي القصة وراء مؤسسها ؟
أسماء هنداوي:
شاب سويسري قادته رؤيته إلى إنشاء منظمة معروفة دوليًا “الصليب الأحمر”، تهدف لحماية الإنسان وتقديم المساعدة لضحايا الحرب، أنه رائد الأعمال هنري دونان.
الذي عرف بأبو الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر لتأسيسهما، كما أنه أول فائز بجائزة نوبل للسلام في العالم.
ويحتفل العالم في الثامن من مايو من كل عام باليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر.
وذلك لأنه ولد هنري دونان في مثل هذا اليوم 8 مايو 1828، في جنيف بسويسرا، وكانت عائلته متدينة بروتستانتية لها تأثير على المجتمع.
فلقد كان والده يهتم بالأيتام، بينما والدته كانت تعتني بالمرضى، فتلعم منهما الإحسان ومساعدة الغير.
وعند بلوغه الثامنة عشر من عمره انضم إلى تدريب في منظمة جنيف من أجل إعطاء الصدقات.
كما أنه أسس بعدها هو وأصدقائه جمعية الخميس، والتي تهدف إلى مساعدة الفقراء والعمل الجماعي.
بداية رحلته
في عام 1853 سافر دونان إلى الجزائر في مهمة إلى مستعمرات “سطيف”، ونجح فيها رغم خبرته القليلة.
ثم سافر إلى تونس وعاد بعدها إلى جنيف مرة أخرى، وكان أول كتاب له عن هذه المهمة ورحلته.
وأسماه “مذكرة عن إيالة تونس”، وقام بنشره عام 1858.
وفي عام 1856 أنشأ هنري شركة للعمل في مستعمرات أجنبية، وذلك بعدما منحته الجزائر عندما كانت تحتلها فرنسا امتياز الأراضي.
ولكن لم تتعاون السلطات الاستعمارية معه، لذلك قرر التحدث إلى نابليون الثالث، حتى يستطيع الحصول على وثيقة العمل التي يحتاجها.
معركة سولفرينو
كان نابليون يقود قوات التحالف الفرنسي-السرديني التي كانت تقاتل النمساويين شمالي إيطاليا، لذلك ذهب دونان إلى سولفرينو.
من أجل الالتقاء به، وكان هذا سبب حضوره معركة سولفرينو، والتي تسببت في وجود 23 ألف مصاب ومحتضر وقتيل.
ولكن لم يتواجد غير محاولة ضئيلة لتوفير الرعاية، وبالفعل أسرع دونان لتقديم المساعدة إلى المصابين والمرضى.
كما أنها عانوا من ندرة المواد والإمدادات اللازمة، لذلك قام هنري بشرائها، وساعد على إقامة مستشفيات مؤقتة.
وأقنع جميع السكان بمساعدته في خدمة المصابين تحت شعار “الجميع إخوة”.
وبعد أن عاد إلى جنيف كتب كتاب “تذكار سولفرينو”، الذي وصف فيه المعركة والظروف التي حدثت فيها.
الصليب الأحمر
ذلك الكتاب الذي كان سببًا في تأسيس لجنة الصليب الأحمر الدولية عام 1863، بعد أن وزع الكتاب على الكثير من الشخصيات البارزة في أوروبا.
كما أنه كان سببًا في توقيع 12 دولة على اتفاقية جنيف الأولى عام 1864.
وكان هنري عضوًا وأمينًا للصليب الأحمر، وذاع صيته كثيرًا في مختلف دول أوروبا.
حتى أعلن إفلاسه عام 1867 وتراكمت عليه الديون، ونتيجة ذلك استقال دونان من اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وبعدها سافر إلى باريس وكان ينام في الشارع على المقاعد العامة، حتى استدعته الإمبراطورة أوجيني.
من أجل أن تستشيره في توسيع نطاق اتفاقية جنيف لتشمل الحروب البحرية، ليتم اختياره بعدها عضوًا فخريًا لجمعيات الصليب الأحمر الوطنية.
كما أنه ساهم عام 1875 في مبادرة منه بتنظيم مؤتمر دولي، من أجل الإلغاء الكامل والنهائي للاتجار بالزنوج وتجارة الرقيق.
فقر ثم تعاطف
بعد سنوات عاني دونان مرة أخرى من الفقر، وكان يعيش على الصدقات، وسقط في فراش المرض في نزل للفقراء بقرية في سويسرا.
حتى عثر عليه جورج بومبيرجي أحد الصحفيين، وكتب عنه مقالًا نشرته الصحافة في جميع أرجاء أوروبا.
ذلك الأمر الذي تسبب في حصول دونان على العديد من رسائل التعاطف من جميع أنحاء العالم.
ليعود مرة أخرى للشهرة ويحظى على تكريمًا عظيمًا، فلقد كان أول من يحصل على جائزة نوبل للسلام عام 1901.
وتوفي هنري دونان عام 1910، ويتم الاحتفال في يوم ميلاده من كل عام باليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر.
يمكنك معرفة تفاصيل أكثر عنه من خلال قناتنا على اليوتيوب