اعرف تراثك| من هو “حسب الله” صاحب الفرقة الشهيرة؟
أسماء هنداوي:
أسطورة فنية مصرية تأسست منذ أكثر من 160 عامًا وظلت لها بصمتها حتى الآن، كما أن ألحانها ما زالت تتواجد في كل مناسبة ليتم اعتبارها تراث مصري شعبي، أنها فرقة حسب الله.
التي لا يعرف عن مؤسسها الكثير من الشباب، لذلك في السطور التالية ترصد لك “كلمتنا” ما لا تعرفه عن الشاويش حسب الله.
الشاويش محمد علي حسب الله أحد أفراد فرقة السواري، التي كانت تعمل في خدمة الخديوي عباس حلمي.
حيث اتسم بموهبته المتميزة، كونه موسيقيًا محترفًا.
كما أجاد العزف على آلة “الكلارينيت”، إلى جانب استماعه للموسيقى المصرية الأصيلة، والموسيقى العالمية الكلاسيكية التي كانت تعزف في قصور الخديوي الاربعة.
إلى جانب استماعه إلى الموسيقى المصرية المتأثرة حينها بالطرب العثمانلي.
ولكن بعد اغتيال الخديوي عباس حلمي عام 1854 تقاعد، وظل يجوب في شوارع ومقاهي شارع محمد علي.
ويفكر فيما يفعله مستقبلًا، وهنا برزت فكرة تأسيس فرقة حسب الله الموسيقية عام 1860.
حسب الله باشا
بالفعل بدأ في انتقاء عددًا من العازفين بلغ عددهم 11 عازفًا، وبدأ في تأسيس فرقته، ثم زادت إلى 25 عازفًا.
واستطاعوا خلق مزيجًا شعبيًا من الآلات النحاسية والطبول تطرب له الأذن، واشتهرت الفرقة سريعًا، وصار العديد يطلبها بالاسم.
كما عزفت فرقة حسب الله أمام الخديوي إسماعيل الذي أحب موسيقتهم، وكان ذلك الأمر السبب في حصول محمد حسب الله على الباشوية، ما كان سببًا في ذيوع صيتها وتحول حسب الله باشا لواحد من الأثرياء، فلقد كان حذائه مصنوعًا من الجلد المرصع بكبسولات من الذهب.
وليس ذلك فقط بل أن فرقته عرفت على المستوى العالمي وسافرت إلى عدد من الدول الأوروبية وشاركت في مهرجانات عالمية.
كما شاركت في الأفلام السينمائية وكان أبرزها المشاركة في فيلم “شارع الحب“.
لتصبح فرقته من وقتها جزءًا من التراث والفلكلور المصري التي ذاع صيتها على مستوى العالم.
ثم بعد ذلك بالمشاركة مع زملائه في الفرقة من العازفين بدأ في تأسيس أول مدرسة لتعليم العزف بأسس علمية في مصر.
اقرأ أيضًا: اعرف تراثك| “فن التحطيب” من مصر القديمة لليونسكو
شهرة ثم فقر
كان الشاويش معروفًا بأناقته الشديدة، فلقد كانت أزرار سترته من الذهب الخالص، وكان يعتز بنفسه جدًا.
كما كان ظاهرة مصر الفنية وتطارده إعجابات أميرات المجتمع الراقي وقتها.
ولقد كان يتم طلب فرقته كثيرًا من طبقات المجتمع الراقية، وكان يحدث تنافس بين العائلات لجلب الفرقة.
ولكن لم يحافظ الشاويش على ثروته ونجاحه، فلقد اغتر وبدأ في تبديد أمواله، وتراجع الطلب على فرقته حتى أفلس.
وفي عام 1945 توفى ذلك الفنان الرائع، تاركًا خلفه تراث فني شعبي لا يزال يتم تخليد اسمه حتى الآن.
فلقد ظهرت بعض الفرق الموسيقية الشبابية التي احتفظت باسم حسب الله، نظرًا لاعتباره تراثًا لا يجب أن يندثر.
بل يجب تطوير لكي يتوافق مع العصر الحديث، وذلك لأن فرقة حسب الله تعد جزء أصيل من التراث الموسيقي الشعبي المصري، الذي يجب المحافظة عليه.