“العيد زمان”.. بهجة لايعرفها جيل الآيباد
أمنية أحمد:
منذ أقدم العصور، انفرد الشعب المصري بعاداته لاستقبال عيد الفطر المبارك والاحتفال به.
فقد حرصت الأسر على إقامة شعائر العيد المميزة وتوارثتها الأجيال من بعدها.
لكن خلال ١٠ سنوات فقط استحوذت وسائل التواصل الاجتماعي على جزء كبير من حياتنا اليومية، حتى وصلت لأيام الأعياد فسرقت منها بهجتها.
لتقتصر على التهنئة عبر شاشات الهاتف، بكلمات قصيرة دون مشاعر حقيقة، ترسل للأصدقاء والأقارب حتى أصبحت فرحة العيد وبهجته تتلاشى عامًا تلو الآخر.
ومع أزمة كورونا انبته الكثيرون لهذه الأزمة، وأدركوا أن العيد فقد مذاقه.
واليوم نعرض لكم لمحات من أعياد المصريون قبل عصر الواي فاي والآيباد.
إعداد الكعك:
تبدأ عملية التحضير قبل أيام قليلة من انتهاء شهر رمضان، والإعلان عن موعد عيد الفطر المبارك.
فاعتادت العائلة المصرية على تجميع أفرادها وجيران المبنى الواحد أو المباني المحيطة، وإعداد كعك العيد والبسكويت.
وكان من النادر أن تشتري الأسر كعك جاهز او دليفري كما يحدث الآن.
فتجهز عجينة الكعك وتنقش عليها أشكال مختلفة، ثم يحملها الأطفال إلى الأفران المجاورة لتخبز وتزين فور نضوجها.
كما تصنع حلويات أخرى كالبسكويت والبيتي فور تقدم برفقة الكعك أول أيام عيد الفطر.
صباح العيد:
يبدأ صباح العيد بالصلاة وأصوات التكبير التي تعلن قدومه، حتى تمتلئ المساجد بالمصلين الذي يلتقي بعضهم بالآخر، بعد فترات طويلة من الغياب بسبب مشاغل الحياة.
وما إن تنتهي الصلاة، حتى يركض الأطفال إلى الشوراع لتبدأ جولة اللعب، فيشتري الأولاد الأسلحة البلاستيكية والخرز اللازم للمواجهة والصواريخ الصغيرة التي تستمر أصواتها طوال أيام العيد.
أما البنات فتحتل الدمى وغزل البنات مكانة خاصة في قلوبهم، كما تبهج البالونات الملونة والهدايا الصغيرة أرواحهم.
وقبل ذلك تلتف العائلة بمختلف أعمارهم لتوزيع “العيدية” والهدايا على الصغار والمرح يعم الأرجاء.
الحدائق العامة والأكلات الشعبية:
في الصباح، تتجمع أفراد الأسرة استعدادًا للتنزه في إحدى الحدائق العامة، فتجهز العائلة أطعمة مختلفة كالأسماك المملحة.
يصاحب تلك اللحظات استحضار ذكريات قديمة للعائلة، وربما بعض الدعابة والمزاج وأصوات ضحكات متداخلة.
أما عن الأطفال، فتحملهم الألعاب الشعبية والأرجوحة عاليًا فتملأ قلوبهم بالسرور وترتسم الضحكات على وجهوهم، فيواصلوا الركض واللهو لساعات طويلة حتى يغفو فجأة في زاوية ما.
لتجدد طاقتهم حتى يستعدوا لأيام العيد التالية، بينما يجتمع باقي أفراد الأسرة أمام التلفاز ليلًا لاستكمال سهرة العيد بين المسرحيات والأفلام التي تشكل عادة مصرية أصيلة.
أين نذهب:
قديما لم تكن المولات والمطاعم شاغل أفراد الأسر، فالطبيعة والهواء النقي كان بطل العيد.
وهناك عددا من الأماكن اعتبرت مقدسة لخروجات الأعياد .. نتذكر معكم بعض منها:
1-أهرامات الجيزة:
هي أشهر المعالم السياحية على مستوى العالم، فتعتبر مقصدًا مميزًا أيام عيد الفطر المبارك ومكان رائع لالتقاط صور تخلد مع العائلة.
فيقبل عليها العديد من الزائزين للاستمتاع بركوب الخيل والجمال ورؤية عظمة ذلك التراث، فسعر التذكرة هو بضع جنيهات مقابل ذكريات لا تنسى.
2-حديقة الفسطاط:
تعد من أهم الأماكن التي يقصدها المصريون في العيد، فهي تقع في حي مصر القديمة في القاهرة، وتمتد على مساحة شاسعة خضراء.
كما تحتوي على ألعاب مخصصة للأطفال للاستمتاع بالعيد.
وعروض تقدمها الحديقة خلال أيام العيد الثلاثة، بينما تجلس الأسرة لتناول الوجبات التي اعدت لعيد الفطر، وسعر التذكرة لا يتعدى 5 جنيهات.
3- القناطر الخيرية:
تقع على كورنيش محافظة القليوبية، وهي تعبر عن جمال الطبيعة المصرية، كما يمكنك الاستمتاع بركوب الدرجات والخيل والتجول بجانب النيل.
بالإضافة إلى عدد من الحدائق العامة والمتنزهات التي تحويها، والمتاحف التي تجعلها مقصد ثقافي وترفيهي للأطفال والكبار.
كما يعتبر كورنيش النيل ضمن قائمة أكثر الأماكن إقبالًا في العيد.
فالمراكب النيلية تجوب النيل مع نغمات العيد التراثية، وتهلل الأطفال والأسر يضفي بهجة مختلفة للحظات العيد.
فالأفضل أن تستمتع بنزهة نيلية وقت الغروب ومشاهدة المناظر الساحرة، أو ليلًا عندما تشعل الأنوار الملونة في المراكب فتزين النيل بشكل جذاب.
4-حديقة الأسماك أو حديقة الجبلاية:
تقع في ضاحية الزمالك بالجيزة، تحتوي من 49 حوضًا للأسماك النادرة والمتنوعة.
كما تضم العديد من الأسماك النيلية والبحرية، وأنواعًا مختلفة من السلاحف والزواحف البحرية.
فهي تجذب الزوار من مختلف الأنحاء باختلاف الأعمار، للتعرف على الطبيعة الساحرة.
فتعتبر مقصد مميز لمن يبحث عن الطبيعة، وتجمع العائلة والأقارب في أيام العيد المباركة.
5-حديقة الحيوان:
حديقة الحيوان في الجيزة، تعد من أكثر الأماكن ارتباطًا بالعيد، نظرًا لحب الأطفال لها وتعلقهم بها.
فالاستمتاع برؤية الحيوانات المختلفة وإطعامها والتعرف عليها، هو ما ينتظره الصغار في المناسبات.
فهي تعد أكبر حديقة حيوان في مصر والشرق الأوسط، كما أن التقاط الصور للأطفال برفقة الحيوانات يجعله أمر مميز ومزيج من الفرحة والحماس.
وأمام حديقة الحيوان توجد واحدة من أكبر الحدائق النباتية في العالم وهي “حديقة الأورمان”:
فهي تضم حوالي 1200 نوع من النباتات، ومجموعة نادرة من الأشجار والنخيل.
فألوانها وأشكالها المتعددة، تجذب الأطفال إليها لتلعب وتلهو حولها، بينما تستمع العائلة بذلك المنظر الخلاب.
وسعر تذكرة الدخول هو 10 جنيهات.
6-السيرك القومي:
يوجد بمنطقة العجوزة، ويعد من أكثر الأماكن التي يفضلها الأطفال وينتظر زيارتها.
للاستمتاع بالعروض التي تجذب اهتمامهم، وحركات مدربي الأسود والحيوانات المفترسة.
فيقدم السرك أكثر من 14 فقرة، ويختتم بفقرة استعراض النمور والأسود، فيزيد ذلك من فرحة الأطفال وحماسهم.
7-القاهرة الفاطمية:
تعبر منطقة الحسين وشارع المعز، إحدى الأحياء الشعبية التراثية والجاذبة للعائلة بمختلف أعمارهم، فيمكن زيارة الآثار الإسلامية والتعرف على حكايتها.
كما تقدم عروض ثقافية ترفيهية تجمع الأطفال، وفقرات للعيد المبارك، كعروض بيت السحيمي وغيره.
فهناك جيل استمتع بطقوس العيد ولحظاته الفريدة، وآخر غلبته التكنولوجيا وجعلته أسيرًا لها، فقلت التجمعات العائلية، وازدات أمام الشاشات الإلكترونية، فالعيد يأتي ضيفًا ممتعًا لأيام قليلة فلتجعلها أنت مميزة من جديد.
اقرأ أيضًا: كيف يمكنكِ زرع بهجة العيد في طفلكِ ؟