مزار سياحي يستحق الزيارة..هل سمعت يوما عن “محلج القطن الأثري”؟
أمنية أحمد:
عرفت مصر منذ آلاف السنين بحضارتها العريقة، ومناطقها الأثرية التي تجذب السياح من مختلف أنحاء العالم.
حيث تحتوي الأقصر فقط على ثلث آثار العالم، تحملها مدنها بين طياتها، لتخبر العالم بحكاياتها الفريدة.
ومن بينها “محلج القطن الأثري” الذي يبعد 500 مترًا عن مدينة القناطر الخيرية.
الذي يضم أقدم مكينة للغزل والنسيج على مستوى العالم، وثاني أكبر ماكينة في العالم.
تاريخ محلج القطن:
على مساحة إجمالية تصل إلى 28000 مترًا مربعًا، أنشئ أول محلج للقطن في عهد أسرة محمد علي، حيث قام بإنشاءه مستثمر يوناني قسطندي عام 1847.
ضمن إطار مشروع النهضة الكبرى الذي ارتكز على الزراعة، خاصة زراعة القطن، لكنه توقف عن العمل ليصبح مسكنًا للكلاب الضالة.
فصمم على الطراز المعماري الجذاب الذي أنشئت به المدينة، حيث امتد على مساحة كبيرة مغطاة بسقف هرمي.
كما قسم المحلج إلى عدة أجزاء، بداية من الاستراحات المطلة على الكورنيش، وصولًا للعنابر الداخلية.
المقسمة إلى مساحات مربعة، مخصصة لماكينات الحلج، المصنوعة في بريطانيا التي تعود ملكيتها لشركة الدلتا لحليج الأقطان.
حيث عملت تلك الماكينات بالبخار، ثم تم استحداثها لأخرى تعمل بالسولار، حتى أصبحت مقتنيات أثرية تروي قصة محلج القطن.
كما ضم المحلج الأثري، ماكينة حلج سويسرية، يرجع تاريخ تصعنيها لعام 1900، كانت تدير أكثر من 100 دولاب حلج، فتضيء المناطق الخيرية بأكملها ليلًا.
أما خارج المبنى، فكان المحلج محاطًا بحديقة في إحدى استراحاته، استخدمت آنذاك كإسطبل للخيول.
أما نهاية الاستراحة الأولى، اتسعت لقطار مخصص لنقل بالات القطن إليه، عبر قضبان سكك حديدية خاصة بالمصنع.
كما كان المحلج محاط بأبراج تشبه القلعة المحصنة، لمراقبة أي عدو يهاجم البلاد.
اقرأ أيضًا: كان موقعًا لتصوير الأفلام في قلب القاهرة .. ماذا تعرف عن متحف “جاير أندرسون”؟
فاعتبر مصنع متكامل للقطن، حيث استخدم الأخير في صناعة الغزل والنسيج واستخراج الزيوت من البذور، وتحويل القشرة الخاصة بالبذور إلى أعلاف.
وفي نهاية عام 1996، أغلق المحلج لأسباب لم تعلن.
ولأن الموقع مسجل ضمن قائمة الآثار، فوضع ضمن خطة الترميم ليكون مزارًا سياحيًا أو متحف أثري يحكي تاريخ تلك الماكينات.