“لويس شيفروليه”.. من ميكانيكي إلى مؤسس أشهر شركة للسيارات في العالم
إن السعي وراء الأحلام سيؤدي حتمًا للوصول، ربما بعد سنوات طويلة، أو عقبات مؤلمة أو حتى فشل زريع، فلويس شيفروليه سانده شغفه وإصراره ليصبح مؤسس أشهر شركة محركات بالعالم “شيفروليه“، بعد أن كان ميكانيكي لا يفقه شيء فيالصناعة.
الشاب لويس شيفروليه
ولد لويس فرنسي الأصل في 25 ديسمبر عام 1878، في قرية سويسرية فقيرة، وقضى فيها طفولته حتى سن التاسعة، انتقلت عائلته إلى فرنسا، حيث كان والده يمتلك متجر لبيع الساعات، لكنه لم يستطع أن ينجح في مشروعه الصغير.
وهو ما اضطر لويس الذي كان يبلغ الحادية عشر من عمره آنذاك، من العمل ميكانيكي في ورشة “روبلن للميكانيكا“، وعلى الرغم من صعوبة تلك المرحلة، إلا أنها كانت المحطة المصيرية لاكتشاف شغفه.
فبعد فترة طويلة، سافر لويس إلى باريس لتعلم أساسيات محرك الاحتراق الداخلي، وما هي إلا فترة وجيزة حتى غادر إلى وجهته المقبلة.
حزم شيفورليه أمتعته وهاجر إلى مونتريال كندا عام 1900، وبعد عام إلى نيويورك الولايات المتحدة، حيث عمل في شركة هندسية سويسرية، ثم لأخرى فرنسية لكنه غادر الأخيرة بسبب إغلاق الشركة عام 1902 ليبدأ محطة إنتقالية أخرى.
عالم سباق السيارات
بدأ شيفروليه الخوض في عالم سباق السيارات، فشارك في عدة سباقات ممثلًا شركات عالمية، ففي عام 1905 شارك في سابق تابع لشركة فيات، ثم انتقل إلى شركة أوتوكار في فيلادلفيا، من أجل تطوير سيارات سباق ذات الدفع الأمامي، ورُغم تعلقه الشديد بذلك الشغف، إلا أنه كان سببًا في مكوثه 3 سنوات في المستشفى بسبب حادث أليم.
لكنه لم يتخل قط عن أحلامه، فواصل مسيرته في السباق حتى توظف في شركة “بويك“، كما أسس صداقة مع مؤسس شركة بويك ومجموعة جنرال موتورز “وليام دورانت“.
ثم بدأ في تعلم الكثير حول تصميم السيارات، حتى صمم محرك خاص لسيارته الجديدة عام 1909، صمم لويس صمام من 6 اسطوانات في متجره الخاص في ولاية ميشيجان.
ولم يمض الكثير حتى أبرم لويس اتفاقية شراكة مع وليام دورانت، لتأسيس شركة جديدة لصناعة المحركات عام 1911، وهي شركة “شيفروليه موتورز” في ولاية ديترويت ميشيجان الولايات المتحدة، وقام باختيار شعار الشركة نسبة لوطنه سويسرا.
رحيل لويس شيفروليه
توفي شيفروليه في 6 يونيو 1941 عن عمر يناهز 62 عامًا، نتيجة مضاعفات لعملية جراحية في ساقه أدت إلى بترها، ثم دفن في مقابر سانت جوزيف في ولاية انديانا، التي تم إنشاء نصب تذكاري برونزي لشفروليه فيها عام 1975.
وتكريمًا لميسرة لويس شيفروليه الحافلة، التي تعتبر رمزًا بارزًا للكفاح وتحدي الصعاب، وضع اسمه في قاعة المشاهير الدولية في رياضة السيارات عام 1992، ومثيلها في الولايات المتحدة عام 1995 بالإضافة إلى عدة جوائز أخرى.
شركة “شيفروليه موتورز”
تعد واحدة من أهم وأبرز شركات السيارات العالمية، حيث انتجت “شيفروليه موتورز” مجموعة واسعة من السيارات خلال القرن العشرين، منها سيارة “كورفييت” عام 1953، التي اعتبرت من أعرق وأهم رموز ماركة شيفروليه، كما اطلقت سيارة “امبالا” الفاخرة عام 1958.
كما تنتج شيفروليه حاليًا 18 طراز لأنواع مختلفة من المركبات داخل الولايات المتحدة الأمريكية، ومنها السيارات السيدان وسيارات النقل والشاحنات، وأخرى رياضية ومركبات الدفع الرباعي.
أما خارج الولايات المتحدة فيتم استخدام اسم “شيفروليه” على مجموعة من سيارات “جنرال موتورز“، حيث يتم تصنيع السيارات بواسطة شركات أخرى، ثم يعاد وسمها بعلامة شيفروليه لتباع حول العالم.
كما نجحت في الاستحواذ على شركات كانت قائمة بالفعل كشركة “دايو موتورز” في كوريا الجنوبية، ويتم إنتاج مجموعة من مركبات شيفروليه بواسطتها.