عمرو .. شاب ثلاثيني يهزم الإعاقة بالرسم
أسماء هنداوي:
لم تمنعه إعاقته وبتر أصابعه من ممارسة موهبته بل جعلته يتشبث بها أكثر.
فلم تكن السبب في بعده عن موهبة الرسم التي أحبها منذ نعومة أظافره، فاستخدم الأقلام بديلًا لأصابعه المبتورة.
أنه الفنان المبدع عمرو صديق، شاب في ربيعه الثاني والثلاثين، الذي تمسك بموهبته في رسم البورتيه والطبيعة الصماء.
تلك الموهبة التي اكتشفها منذ أن كان في السادسة من عمره عندما طلب منه أخيه الصغير أن يرسم له للدخول لمسابقة الرسم في مدرسته.
وكانت المفاجأة أن تلك الرسمة أخذت المركز الأول على مستوى المدرسة بأكملها.
“الرسم بالنسبالي أسلوب حياة، وقمة سعادتي بتنحصر في الرسم، لأنه الشيء الوحيد اللي بعرف من خلاله أني اعبر عن المشاعر اللي جوايا سواء كانت سعيدة أو حزينة”..
بتلك الكلمات يصف عمرو شعوره بالفخر عندما يبدأ الرسم موضحًا أنه كان يرسم قبل بتر أصابع يده اليمنى والتي كان يستخدمها في الرسم.
ليظن وقتها أن الحياة انتهت ودخل في مرحلة الاكتئاب الحاد لمدة ثلاثة أشهر.
خاصًة عندما حاول مسك القلم ولم يستطع الرسم فكانت طامة كبرى بالنسبة له.
إبداع الطبيعة:
أوضح صديق أنه بعد ذلك بدأ يفكر أن تلك المشكلة ليست إلا اختبار من الله لكي يحاول أكثر ويبذل المزيد من الجهد.
من أجل أن يتغلب على الإعاقة ويستطيع التطوير من نفسه وبالفعل بدأ المحاولة حتى وصل لطريقة معينة يستطيع من خلالها التحكم في القلم.
ويضيف أنه أصبح يستخدم “الظلط” وأوراق الأشجار وأي مواد طبيعبة تقابله في الرسم.
أما عن مصدر الفكرة فيشير إلى أنها جاءت له عندما دقق في الطبيعة من حوله ووجد الألوان الخلابة التي يستخدمها الفنانين.
فبدأ التفكير في استخدامها مباشرة دون تصنيعها، فكانت البداية المُبشرة للسير في طريق موهبته.
وبالرغم من تعرضه لانتقادات من ضمنها أن تلك المهنة ليست بمهنة متميزة وإنما تضييع للوقت والجهد فقط.
ولكنه كان يضرب بتلك الكلمات عرض الحائط ولا يهتم بها.
“قمة السعادة أنك تشوف الدهشة والإنبهار في عين الناس بسبب أعمالك الفنية”..
بتلك الكلمات عبر صديق عن سعادته عندما ينبهر كل من يرى رسوماته.
واختتم صديق حديثه متمنيًا الوصول لأفضل مستوى وأن يتم عرض لوحاته في معارض عالمية فيما بعد.
اقرأ أيضًا: ميرنا .. فنانة شابة تبدع في تغيير مفهوم “الطوب والزلط” بالألوان