كلمتها

ماذا لو كانت المشاعر بين الأم وابنتها تتلخص في “الكره”؟

كتبت: أمنية أحمد

إن الأم هي محور الأمان والحب والثقة لإبنتها، حيث أنها تعد أسمى العلاقات المؤثرة في حياة الفتاة، فنظرتها لذاتها ما هي إلا انعكاس لرؤية والدتها لها، ولكن ماذا إذا كان الذي يجمع بينهما هو الكره؟

لما قد تتعقد الأمور بين الأم وطفلتها؟

إن المشاعر التي تتولد في قلوبنا، ما هي إلا نتاج لظروف وأحداث مررنا بها، بعضها أسعد أرواحنا، وآخر كان قاسي لدرجة أن قلوبنا لم تعد تشعر إلى بالجفاء والكره.

تمامًا مثلما يحدث مع كثيرٍ من الفتيات حول العالم، فبعض الأمهات قد لا تحسن التصرف مع إبنتها، وتعتقد أن تلك هي التربية صحيحة، لكنها لم تعلم أن ذلك قد يدمر علاقتها بطفلتها حتى النهاية، وقد يصبح إصلاح الماضي صعب قليلًا.

الأسباب التي تؤدي إلى ضعف صلة الحب بينكما:

عدم الاكتراث للفتاة:

إن الفتاة تحتاج دومًا إلى والدتها، إلى حديثها معها ومشاركتها الأمور الحياتية، إلى أن تروي لها ما يحمله قلبها، من مشاعر سعادة أو ربما سخط، عن أحلامها وصديقاتها ودراستها ومخاوفها، حيث تنتظر أن تقدم الدعم لها دائمًا، فهي مصدر الأمان.

ولكن عندما تفعل الأم النقيض، يبنى حاجر بينها وبين صغيرتها، مهما حاولت هدمه مستقبلًا، لن تصل إلى قبلها مهما حدث، فانشغالها عن إبنتها باعتقادها أنها تفعل ذلك من أجلها، ما هي إلا تضحية دون مشاعر، ستنعكس على الصغيرة بالكره لا الحب والامتنان كما تعتقد.

فيحدث بينكما فجوة، تؤثر على حياة ابنتكِ أكثر مما تعقدين، فعلاقتك بها خالية تمامًا من المشاعر واللين والعطف وهو ما تطلبه الصغيرة دومًا حتى وإن لم تتفوه به.

فغياب الحوار الأسري، سيؤدي إلى تفاقم المشكلات دون الوصول إلى حلول فعالة، فعليكِ تعزيز التفاهم بينكِ وبين طفلتكِ، من أجل علاقة أكثر قوة وترابط.

الأم

العنف الجسدي:

العنف هو أقسى ما قد تطبقه الأم على طفلتها، الأمر الذي سيخلد في ذاكرتها مهما طالت السنوات، وهو ما سيولد طاقة كره داخل قلب الصغيرة لن تمحى بسهولة.

فالاحترام والتربية السليمة الصحية ليس من نتاج العنف بمختلف أساليبه كما تعتقدين، وإنما اللين هو الطريق إلى الترابط بينكما الذي سينشيء علاقة أشبه ما تكون بالصداقة، مما سيجعل صغيرتك سوية نفسيًا، دون مشكلات داخها تراكمت بسبب العنف الذي تعرضت له منكِ، الأمر الذي سيؤدي إلى اضطرابات نفسية تتفاقم كلما تقدمت في العمر وواجهت الحياة.

الانتقاد وانعدام الثقة:

تلعب الثقة دورًا بارزًا وأساسي في تقوية أواصل العلاقات، وانعدامها يؤدي إلى تفككها بشكل مأساوي.

فانتقاد الأم الدائم إلى ابنتها بشتى الطرق، يؤدي إلى ضعف روابط الثقة بينهما، فإشعارها دومًا إنها ليست جميلة، أو إنكِ لا تثقين بتصرفاتها أبدًا، وإخبارها دومًا أنها لا تجيد التصرف وقيادة الأمور، وعدم تقبل إختلافهما، بالإضافة إلى إحراجها أمام الناس، كل تلك الأسباب وأخرى تؤدي إلى تشوه مشاعرها وفقدان الثقة بنفسها.

الأمر الذي سيترجم تلقائيًا إلى مشاعر غضب وسخط، ستظل الفتاة تحملها في قلبها واحدة تلو الأخرى حتى تتحول إلى كره دون إرادة منها.

اقرأ أيضًا:  كيف تتعامل مع طفل ال ADHD؟

كيف يتم تعزيز علاقة الحب بن الأم وابنتها؟

1- خلق طرق تواصل فعالة بينكِ وبين إبنتك، فالاكتراث لها ولمشاعرها، ومحاولة التقرب منها، ومشاركتها سعادتها وآلامها وأحلامها، يعمل على توطيد العلاقة بينكما، لذا استمعي إليها دائمًا وأبدًا.

2- تقديم الدعم لها دومًا، إذا كان على المستوى الشخصي أو العملي، وأشعارها دائمًا أنكِ فخورة بها وأنها ستنجح للوصول لمبتغاها رُغم كل شيء.

3- عدم اللجوء إلى العنف مهما تعددت الأسباب، فالحوار الأسري من شأنه حل الخلافات مهما ازدادت شدتها، أما العنف اللفظي والجسدي فسيهدم العلاقة بينكما.

4- التعبير عن  حبك لها دوًما، إذا كان معنويًا وهو الأهم أو لفظيًا، فلا تجعلي مشاعرك تجاهها يحاوطها الجفاء والقسوة، حتى تتلقى العطف واللين منك لتواجه العالم.

5- حاولي الابتعاد عن انتقادها، الذي من شأنه أن يشوه قلب طفلتكِ، أخبريها دائمًا بمميزاتها، وساعديها في تقدير ذاتها وزيادة حبها لنفسها، ومعرفة نقاط القوة وإبرازها، وتحسين نقاط الضعف.

أخبريها دومًا أنها جميلة وتستحق كل الحب والدعم والتقدير، وأن تبقى كما هي فريدة بكل ما تحمله من مشاعر وأحلام وحب.

اقرأ أيضًا: لما علينا التصدي للزواج المبكر؟ تعرف على القصة كاملة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى