تحدت “دينا طارق” صعوبات عدة، وواجهت اختلافها بنجاح باهر، حتى أصبحت بطلة الجمباز الإيقاعي في العالم العربي، كما تتعدت مواهبها، فتألقت في تنس الطاولة والسباحة والباليه ومجموعة من رياضيات أخرى.
لذا تقدم لكم “كلمتنا” رحلة بطلة داون إلى العالمية والميداليات الذهبية.
البطلة دينا طارق:
ولدت عام 1996 في الإسكندرية، وأتمت دراستها في مدرسة “سان جان أنتيد“، لذوي القدرات الفائقة.
تعلقت بالرياضة وأحبتها كثيرًا حتى التحقت برياضات عدة، منها الفروسية والسباحة والجمباز والتنس الطاولة والأرضي، حتى حققت من خلالهم نجاحًا فريدًا، لفت الأنظار لاسم “دينا طارق“.
ومع وصولها للعام 12، حدث ما لم يكن بالحسبان؛ حيث تعرضت لإصابة خطيرة أدت إلى وقفها عن ممارسة الرياضة بالكامل، وهو ما أصابها بإحباط شديد.
شَخّص الأطباء إصابتها بالتواء جانبي في العموي الفقري، الأمر الذي كان يزداد سوءًا بمرور الأيام، حتى حذرها الأطباء من أنه قد يؤثرعلى أعضاء الجسم الأخرى، فكان لابد من التدخل الجراحي السريع من أجل تقويم العمود الفقري، ولكن تعتبر تلك العملية من أصعب وأخطر العمليات الجراحية على الإطلاق.
خضعت دينا في النهاية إلى عملية جراحية استمرت 7 ساعات، لتخرج منها بجبس دام لستة أشهر، يغطي الجزء العلوي من جسدها بالكامل، مما أدى إلى عجز في الحركة وظلت طريحة الفراش شهور طويلة.
العودة إلى الأحلام:
لم تستسلم دينا للظروف أبدًا، ولكنها عادت وكأنها حورية وسط المياه من جديد، ليمر 6 أشهر من جديد، ولكن تلك المرة ليست بين العمليات الجراحية، وإنما تتوج بالمركز الأول في السباحة.
لم تتوقف دينا عن النجاح، بل واصلت طريقها لتحصد 4 ميداليات ذهبية عام 2010، في البطولة الاقليمية السابعة للاولمبياد المصرية في سوريا.
ثم توالت النجاحات والبطولات، لتحصل عل ميداليتين فضية وبرونزية في بطولة العالم للتنس الخاصة بالاولمبياد في أمريكا عام 2015، ولم يقتصر نجاحها على إحراز الميداليات والبطولات.
فعلى الجانب الإنساني اُختيرت دينا ضمن قائمة أكثر 9 أشخاص مؤثرين في العالم من أصحاب “متلازمة داون“، ومن بين أكثر 50 امرأة ملهمة في مصر عام 2017.
العام الذي شهد خطبتها من سباح متلازمة داون “محمود عبدالباري”، ليصبح عام الاحتفال والنجاحات والتفرد، حيث توجت دينا ببطلة العالم في السباحة لمتلازمة داون.
أما نجاحها الآخر، فكان في رياضة الجمباز، حيث فازت بأربع ميداليات ذهبية البطولة الاقليمية للاولمبياد الخاص في أبوظبي عام 2018.
أما عام 2019 تألقت من جديد في العاصمة أبوظبي، لتحصد 4 ميداليات برونزية وأخرى فضية في بطولة العالم للاولمبياد الخاص، حتى حازت على لقب بطلة العالم في الجمباز والتنس الأرضي.
كما اعتبرت أول لاعبة جمباز إيقاعي في مصر والعالم العربي، بالإضافة إلى أول راقصة باليه في العالم العربي من أبطال متلازمة داون، كما تميزت في رقص الفنون الشعبية، لتعتبر بدورها أول امرأة من ذوي الهمم تقوم بالدوران بالتنورة.
ولتميزها ونجاحها الباهر، شاركت في احتفالية “قادرون باختلاف“، لتقوم بتقديم عرض جمباز إيقاعي من أصحاب ذوي الهمم، لأول مرة في مصر أمام رئيس الجمهورية السيد عبد الفتاح السيسي، لينبهر بدوره بأدائها ويكرمها في الاحتفال.
لتصبح البطلة دينا طارق، نموذج للكفاح والإصرار، وتحدي صعاب الحياة من أجل الوصول لأحلامها، بدعم عائلتها والمقربين منها، بالإضافة إلى أنظار العالم الموجهة إليها، وفخر مصر بتلك المرأة ذات الإرادة القوية المفعمة بحب الحياة.
اقرأ أيضًا: “شيماء سامي”.. أصيبت بالشلل عن طريق الخطأ فأصبحت بطلة دولية
