الوصايا الأربع.. تعرف على أهم النصائح قبل بلوغ سن الثلاثين
فترة المراهقة والشباب في العشرينات هي القاعدة التي يبدأ منها كل شيء، هي التي تحدد إذا كنت ستعيش حياة مختلفة جيدة مليئة بالفرص والتحدي، أو حياة تقليدية مملة مثل التي عاشها ويعيشها الملايين في مثل عمرك.
ستمر عليك السنين سريعاً، وتكتشف أن ملامحك أصبحت أكثر نُضجاً، وأنك على مشارف الثلاثين، هذا العمر الغريب الذي يجعلك تقف في المنطقة الوسيطة ما بين شباب العشرينيات المليئة بالفرص، وكهولة الثلاثينيات المليئة بالتعقل والحذر قبل اتخاذ القرارات.
الوصية الأولى: لا تفكر في التدخين
أعرف أن مرحلة المراهقة والشباب في العشرينيات هي مرحلة الإنطلاق، والتجربة، والاستعداد لإرتكاب الاخطاء، بل والرغبة في ذلك أحياناً، تحت مسمى (دعنا نخطئ فإننا ما زلنا شباباً يافعاً، وأمامنا الحياة)
لكن حاول بقدر الإمكان أن تجعل مغامراتك الإنسانية لا تتضمن التدخين، سواء التدخين المستمر الشرِه، أو حتى التدخين بشكل موسمي في المُناسبات.
فالتدخين مُضر جداً وفاتورته مكلفة جداً على صحتك، ومظهرك، وقوامك، وإتزانك، وحياتك المادية والنفسية، وسيجعل من مظهرك وكأنك في سن الثلاثين، كما لو كنت فى بداية الأربعينات من العُمر، وبالتأكيد ستعاني بشدة للتخلص من هذه الآفة بعد سنوات طويلة من إدمانها.
عش مراهقتك، وعشرينياتك، وخض تجارباً خاطئة، واوقع نفسك في أخطاء وتعلم منها، ولكن صدّقني لا تجعل من بين هذه الأخطاء الوقوع في التدخين، ولو من باب التجربة، ستندم كثيراً جداً فيما بعد.
الوصية الثانية: الزواج مهم.. ولكن
في سن المراهقة والشباب والعشرينات، يكون بداخلك طاقة هائلة سيتم تفريغها حتماً في الطريق الذي ترسمه لنفسك، رسمت لنفسك طريقاً تقليدياً مملاً، فسوف تسلكه وتنجح فيه حتماً، رسمت لنفسك طريقاً مميزاً مُختلفاً، فسوف تسير فيه وتحقق المعجزات بلا شك.
عصام حجي، عالم فلكي مصري شهير، يشغل منصباً كبيراً في وكالة ناسا الفضائية وهو في الثلاثينيات من عُمره، عندما سألوه فى إحدى اللقاءات، كيف استطاع أن يصل الى هذا المنصب الكبير في ناسا، وهو مازال صغير ًا السن بهذا الشكل، كانت إجابته:
“لأننى عملت على تطوير نفسي بشكل مكثف في فترة العشرينيات.. في الوقت الذي كان فيه أقراني وأصدقائي منغمسين في تجهيزات الزواج، والبحث عن عروس مناسبة، وتجهيز شقة مناسبة، وتأثيث المنزل، وتوفير ثمن متطلبات الزواج، وحجز قاعات الأفراح، كنت انا أنهي دراستي لدرجة الدكتوراة، وأسافر لتحقيق حلمي بالعمل في وكالة ناسا الفضائية وأنا في هذا السن الصغير”
الزواج مهم جداً لضمان الاستقرار الجسدي والنفسي في حياتك، وتكوين أسرة جديدة، والاستقلال بذاتك، ولكن نصيحتي ألا تجعل الزواج حجر عثرة في طريقك للتميز في حياتك، إذا كانت ظروفك المادية صعبة، وتبدأ من الصفر، فلا بأس من تأجيل قرار الزواج إلى نهاية العشرينيات، وربما بداية الثلاثينيات، والعمل الجاد وبحرية لتحقيق ذاتك.
الوصية الثالثة: النجاح أسهل وسط البلهاء:
يقول العبقري الساخر مارك توين: “لولا البُلهاء لما حقق الآخرون فى هذا العالم أي نجاح”
النجاح أسهل فى بلاد العرب، وليس في الخارج كما يظن الجميع، الخارج أكثر بريقاً وتطوراً ونظاماً، ولكن النجاح هناك ليس بسهولة النجاح في البلاد العربية، لأنهم ببساطة أكثر تميزاً وتعليماً
نحن فى البلاد العربية نسبح في بحر هائل من الجهل والتراجع والأمية والمشاكل الإجتماعية، اضمن لي أنك متميز، ولديك الإرادة للنجاح، وتبغض السير فى الطرق التقليدية، أضمن لك النجاح السريع جداً والظهور، لأنه ببساطة لا يوجد أمامك منافسين كثر، مثل الذي ستجدهم فى المجتمعات الغربية المليئة بالمُبدعين والمُتعلمين تعليماً راقياً يسمح لهم بالتميز والمنافسة الشرسة معك.
الوصية الرابعة: لا تلتفت لغيرك
أكبر خطأ كارثي يمكن أن تقع فيه، وأنت في مرحلة الشباب هو أن تلتفت لأصدقائك أثناء انطلاق السباق، وتقرر المسير على نفس خطاهم، إياك ثم إياك أن تقع في هذا الخطأ، تتخرج من جامعتك، فترى صديقك هذا التحق بوظيفة إدارية في شركة ما، وصديقك الآخر نال وظيفة في شركة معينة، فتقرر: يجب أن أقلد أصدقائي، وألتحق بالعمل في إحدى الشركات، وأسلك الطريق الوظيفي الذي يسلكه الجميع.
إذا سرت في هذا الطريق فأنت حرفياً ذهبت إلى طريق الضياع، طريق التقليدية والغباء والنمطية، تحولت إلى شاب آخر فى المجتمع العربي، الذي لا يريد شيئا من الحياة سوى الراتب فى نهاية الشهر، شقة جيدة، عروس جميلة، زواج، ثم أطفال، وتربية، ثم تكبر في السن وتشيب، ثم تترك هذا كله وتموت.
يمكنك طبعاً أن تبدأ في هذا الطريق التقليدي كخطوة عابرة وليس هدفاً نهائياً، إذا سلكت هذا الطريق لمجرد أن يُقال عنك أنك تعمل مثلما يعمل الآخرون، وتعيش مثلما يعيش الآخرون، وتكدح كما يكدح الآخرون، وقتها ستموت أيضاً كما يموتون، ولن يبقى لك أي أثر في هذه الحياة إطلاقًا.
اقرأ أيضًا: “كلمتنا” تناقش الخبراء في أبرز أسباب عزوف الشباب عن قضاء الوقت مع أسرهم