مع انطلاق فعالياتها.. تفاصيل احتفالية القاهرة عاصمة الثقافة للعالم الإسلامي
تُعد القاهرة نقطة التقاء حضاري كبير بين مختلف دول العالم الإسلامي، فهي تحتوي على العديد من الآثار الفرعونية والإسلامية والقبطية واليونانية والرومانية، كما أنها شهدت العديد من الحقب التاريخية المختلفة، فضلاً عن احتوائها على مؤسسات ثقافية كبيرة، لتصبح متحفاً مفتوحاً أمام الجميع.
وتنطلق فعاليات القاهرة عاصمة الثقافة لدول العالم الإسلامي في التاسعة مساء الأحد 10 أبريل، من سور القاهرة الشمالي بشارع المعز، وتضم 149 فعالية ثقافية وفنية وورش للحرف التراثية والتقليدية، وتتواصل الفعاليات على مدار العام، بمشاركة دول منظمة «الإيسيسكو»، لتعبر عن الهوية، وتؤكد مكانة مصر الريادية، باعتبارها ملتقى للثقافات عبر الأزمنة والعصور.
كما تهدف الفعاليات التي تتضمنها احتفالية إعلان القاهرة عاصمة الثقافة للعالم الإسلامي، إلى توطيد أواصر العلاقات بين الشعوب الإسلامية، وتعزيز التواصل الفكري بينها، من خلال إقامة حوار إبداعي يبرز قيم التعايش والتسامح، التي يزخر بها تراث العالم الإسلامي.
في السطور التالية ترصد منصة «كلمتنا» أسباب اختيار القاهرة عاصمة الثقافة لدول العالم الإسلامي لعام 2022، وتفاصيل الاحتفال وأبرز فعالياته.
تتميز «قاهرة المعز» بعراقتها، ذلك الأمر الذي جعل منظمة «الإيسيسكو» تختار مدينة القاهرة عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي لعام 2022، وذلك بعد أن تعذر الاحتفال بهذه المدينة خلال سنة 2020، كما أن القاهرة تمثل نقطة تحول في برنامج الإيسيسكو في نظرتها الجديدة للاحتفال والتعريف بالمدن والحواضر الكبرى للعالم الإسلامي، فهي أول عاصمة ضمن هذه الرؤية الجديدة، التي سيعتمدها مؤتمر وزراء الثقافة بالعالم الإسلامي، في دورته الثانية عشر، كما يأتي هذا الاختيار، إلى جانب مدينة الرباط بالمملكة المغربية.
كما أن مدينة القاهرة تعد أكبر مدينة عربية من حيث تعداد السكان والمساحة، وتحتل المركز الثاني أفريقياً، والسابع عشر عالمياً من حيث التعداد السكاني، كما أنها مسجلة على قائمة التراث في العالم الإسلامي منذ عام 2019، وعلى قائمة التراث العالمي منذ عام 1979، لذلك فهي تمثل أهمية كبرى على المستوى الإقليمي والدولي.
وتُعد القاهرة حاضنة للعديد من المنظمات الإقليمية والعالمية، حيث يقع بها مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، والمكتب الإقليمي لكل من منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأغذية والزراعة، ومنظمة الطيران المدني الدولي، والاتحاد الدولي للاتصالات، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، مقر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، ويتداخل فيها النسيج العمراني الحديث الموروث من الحقبة الاستعمارية المؤخرة، بالنسيج المعماري التقليدي الموروث من الفترة الإسلامية المبكرة.
مقومات جعلت القاهرة عاصمة للثقافة للعالم الإسلامي 2022:
عادة ما يتوافر عدد من الشروط والمقومات في المدينة التي تم اختيارها للاحتفال بها كعاصمة للثقافة في العالم الإسلامي، ولكن لمدينة القاهرة كل المقومات لكي تكون عاصمة ثقافية مهمة، فهي جامعة بين الشرق والغرب والشمال والجنوب، حيث أنها تمثل نقطة التقاء حضاري كبير، سواء كان ذلك بين دول العالم الإسلامي أو خارجه، وأبرز مقوماتها هي:
1- آثار مادية وفكرية:
يوجد بالقاهرة آثار مادية وفكرية تستحق التعريف بها وتثمينها، أولها أهرامات الجيزة، التي تُعد من عجائب الدنيا، التي لا زالت راسخة في المدينة، حيث شهدت القاهرة العديد من الحقب التاريخية المختلفة على مر العصور، وتوجد فيها العديد من المعالم القديمة والحديثة، فأصبحت متحفاً مفتوحاً يضم آثاراً فرعونية ويونانية ورومانية وقبطية وإسلامية، ويعود تاريخ القاهرة إلى نشأة مدينة «أون» الفرعونية، أو «هليوبوليس»، عين شمس حالياً، والتي تعد واحدة من أقدم مدن العالم القديم.
ويعود تاريخ إنشاء القاهرة بطرازها الحالي، إلى الفتح الإسلامي لمصر، على يد عمرو بن العاص، عام 641 ميلادية، وإنشائه مدينة «الفسطاط»، ثم أنشأ العباسيون مدينة «العسكر»، ثم قيام أحمد بن طولون ببناء مدينة «القطائع»، ومع دخول الفاطميين مصر، قادمين من أفريقية (تونس حالياً)، بدأ القائد جوهر الصقلي في بناء العاصمة الجديدة للدولة الفاطمية، بأمر من الخليفة الفاطمي المعز لدين الله، وذلك في عام 969 ميلادية، وأطلق عليها الخليفة اسم «القاهرة».
وعلى مر العصور، أطلق على القاهرة العديد من الأسماء، فهي مدينة الألف مئذنة، والمحروسة، وقاهرة المعز، وشهدت القاهرة خلال العصر الإسلامي أرقى فنون العمارة، التي تمثلت في بناء القلاع والحصون والأسوار والمدارس والمساجد، مما منحها لمحة جمالية لازالت موجودة في أحيائها القديمة حتى الآن.
2- المؤسسات الثقافية:
يوجد بالقاهرة عدد كبير من المؤسسات الثقافية، على رأسها المركز الثقافى القومي (دار الأوبرا)، والمركز القومي لثقافة الطفل، ومكتبة مصر العامة، والمركز القومى للترجمة، ومتحف الفن الإسلامي، ومتحف الآثار الإسلامية، والمتحف القبطي، ومتاحف قصر عابدين، وغيرها من المؤسسات التي لا تحصى ولا تعد في كل ركن من المدينة.
3- المساهمات المختلفة في مجالات الثقافة:
تتميز القاهرة بمساهمات متميزة في مختلف مجالات الثقافة، من خلال الأعمال الأدبية والفنية والعلمية والثقافية، لعلمائها وأدبائها ومثقفيها وفنانيها، كما ألهمت عدداً كبيراً من الرسامين والمثقفين والمبدعين على مر العصور.
4- المهرجانات والمواسم الثقافية:
تحتضن القاهرة بصفة خاصة، ومصر بصفة عامة، أكبر المهرجانات والمواسم الثقافية في كل سنة، كمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ومعارض الكتب والرسم، والعروض المسرحية، وأهمها معرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي يستقطب عدداً كبيراً من المهتمين بالثقافة في كل عام، وغيرها من المواسم الثقافية.
أبرز فعاليات احتفالية القاهرة عاصمة الثقافة للعالم الإسلامي:
– ورش سينمائية لمشروع «ابدأ حلمك» افتراضياً بدول العالم الإسلامي.
– عرض مجموعة مميزة من كلاسيكيات الأفلام العربية والإسلامية، على غرار «المومياء»، للمخرج الراحل شادي عبد السلام، من مصر، و«أسد الصحراء عمر المختار» من ليبيا، إخراج المخرج السوري العالمي مصطفى العقاد، و«الفلاقة» من تونس، و«وقائع سنين الجمر» من الجزائر، و«بيروت الغربية» من لبنان، و«ذيب» من الأردن، و«المخدوعون» من سوريا، بالإضافة إلى فيلمي «الناصر صلاح الدين» و«وداعاً بونابرت» للمخرج العالمي الراحل يوسف شاهين، والفيلم القصير «شكاوى الفلاح الفصيح» لشادي عبد السلام.
– تنظيم أمسية ثقافية حول جماليات العمارة المملوكية.. مسجد السلطان حسن نموذجاً.
– تنظيم عدد من المحاضرات والندوات حول العمارة الإسلامية.
– افتتاح معرض التصوير الفوتوغرافي عن جماليات القاهرة التاريخية، ومعرض مستنسخات لصور مساجد مصر، عبارة عن صور لمجموعة كبيرة من المساجد، يرجع تاريخها إلى عام 1920، ومعرض القاهرة في عيون فنانيها.
– مسابقة «تراثي» في التصوير (دورة استثنائية) عن دول العالم الإسلامي.
– المؤتمر العلمي الأكاديمي الخامس «القاهرة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي».
– مؤتمر دولي بعنوان «تراث القاهرة غير المادي في ألف عام».
– ندوات عن الفلكلور المصري وتأثيره في دول العالم الإسلامي.
– معرض لرسومات الأطفال تحت عنوان «مصر في عيون أطفال دول العالم الإسلامي».
– حفلات الإنشاد الديني والصوفي.
– أوبريت غنائي استعراضي «هنا القاهرة».
– إنتاج عرض مسرحي يضم «كولاج» من أهم الأعمال الدينية التي تم إنتاجها في السنوات الأخيرة.
– سهرات عربية وإسلامية وأمسيات يتم تنظيمها بالتعاون مع السفارات العربية والإسلامية بالقاهرة.