فعاليات و مبادرات

نقاش حول الترجمة والثقافة الرقمية بالأعلى للثقافة

أقام المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمي، ندوة بعنوان: “الترجمة والثقافة الرقمية”، ونظمتها لجنة الترجمة ومقررها الدكتور أنور مغيث، بالتعاون مع لجنة الثقافة الرقمية والبنية المعلوماتية، ومقررها المهندس زياد عبد التواب، وذلك مساء أمس الخميس الموافق 26 مايو الجاري.

أدارت الندوة الدكتورة جهاد محمود، وشارك بها: الدكتور حسين محمود؛ عميد كلية اللغات والترجمة جامعة بدر، والدكتور خالد البلتاجي؛ أستاذ اللغة التشيكية بقسم اللغات السلافية وآدابها بكلية الألسن جامعة عين شمس، والدكتور محمد خليف؛ استشاري الابتكار والتحول الرقمي وعضو مجلس بحوث الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات التابع لأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا.

فضلًا عن مشاركة المهندس محمد فاضل؛ المترجم الدولي ورئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب بشركة بيان جروب للابتكار الرقمى، وشهدت الأمسية استمرار تطبيق الإجراءات الاحترازية كافة، بهدف الوقاية والحد من انتشار فيروس كورونا، كما بُثت الفاعلية عبر الصفحات التابعة للمجلس الأعلى للثقافة بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.

تحدث المهندس محمد فاضل مشيرًا إلى تحول الثقافة الإنسانية إلى شكل رقمي، مما خلق بدوره نمط جديد للحياة يؤثر بدرجة كبيرة في كيفية صياغة الأفكار والممارسات والعادات اليومية، ويكمن جوهر الثقافة الرقمية في تمكين أفراد المجتمع من استخدام التطبيقات الرقمية باختلاف أنواعها لإنجاز الأعمال المهام اليومية.

فضلًا عن أن الثقافة الرقمية تمثل عملية رقمنة أو هيكلة المهمات والأعمال الخاصة بالمؤسسات والأجهزة الإدارية، اعتمادًا على الوسائل التكنولوجية الحديثة بهدف الحد من إهدار الوقت وتيسير الإجراءات على المتعاملين مع تلك الجهة الإدارية.

عقب ذلك أوضح الدكتور حسين محمود أنه لن تستطيع الترجمة الآلية أن تنتزع وجودها على أرض الواقع وأن يكون لها دور، إلا إذا فهم الحاسوب ماهية الموضوع المراد ترجمته، والحقيقة إنها ستصل لذلك مستقبلًا، وقد جاءت البداية الحقيقية للترجمة الآلية بفضل جهود العلماء عبر تغديتهم قواعد بيانات الحواسيب بكم كبير من القواعد اللغوية، بجانب عدد مهول من الكلمات لا يقل عن مليوني كلمة جذر لغوي دون مشتقاته، وهو الأمر الذي لم يحقق مبتغاه في ترجمة النصوص.

من ثم انتقلنا بعد ذلك في فترة التسعينيات إلى أسلوب يعتمد على التحليل والاستدعاء الاحصائي، ويتم هذا حينما يترجم شخص ما نص من لغة إلى أخرى مع وضع تعديلات على النص المترجم آليًا، فيقوم تطبيق الترجمة الآلية باستدعاء تلك التعديلات الترجمية البشرية وضمها إلى قواعد البيانات الخاصة به، وعلاوة على ذلك يعمل المبرمجون على الاستعانة بترجمات الكتب من لغة إلى أخرى وتغذية قواعد البيانات الخاصة ببرامج الترجمة الآلية.

في مختتم حديثه أوضح أن الجيد فى الأمر أن بعض برامج الترجمة الآلية تطلب ترجمة نهائية مقترحة من المستخدم لكي يتم ضمها لقواعد البيانات بعد إجراء عمليات التحليل عليها، وحذر الدكتور حسين محمود من وقوع أمر خطير للغاية، وهو حدوث انفصال بين المترجم والنص، بسبب تسارع تطور التكنولوجيا في هذا الإطار بشكل مستمر، وهو ما يجب أن يتم استغلاله فى الاتجاه الإيجابى وبحرص بالغ.

من جانبه أكد الدكتور خالد البلتاجي أهمية تسليط الضوء على مسألة الترجمة والتحول الرقمي، ولكن يبقى العنصر البشري هو الأساس في علم الترجمة، وتظل البرامج والتطبيقات الخاصة بالترجمة الآلية مجرد أدوات ووسائل مساعدة للمترجم وليس العكس؛ فمهما بلغت أهميتها لا تقدر تلك البرامج إلى الآن على مضاهاة العنصر البشري الذى يقوم بالترجمة على أساس فهمه لروح النص.

كما أشار إلى العديد من الأمثلة التي توضح سقوط الترجمة الآلية في أخطاء أثناء الترجمة، مرجعًا هذا في الأساس وراء عدم قدرة تلك البرامج على فهم روح النص المراد ترجمته، وفي مختتم حديثه أكد أن التراجم الأدبية بشكل خاص تحتاج من المترجم دراسة ثقافة اللغتين بشكل عميق، بجانب ومعرفة الدلالات الثقافية لمفردات وتراكيب الخاصة بهاتين اللغتين، وهو ما لن توفره برامج الترجمة الآلية وتطبيقاتها، كما يجب أيضًا أن يحرص المترجم على إيصال الرسالة التي يحملها هذا النص الأدبي؛ فهي القيمة الأساسية التي ينقلها المترجم إلى وعاء ثقافي آخر.

ختامًا تحدث الدكتور محمد خليف، موضحًا أن تحقيق عملية التحول الرقمي بشكل عام، يجب أن يتم بواسطة المرور أولًا على مرحلة الهيكلة ثم مرحلة الرقمنة، وأشار إلى الإنجاز الكبير الذي قدمته شركات مصرية في مجال الترجمة الرقمية إلى اللغة العربية؛ حيث أنتجت تلك الشركات التقنية برامج لديها القدرة فى تفهم العنصر البشرى بدرجة كبيرة، وتحديد الانفعالات البشرية الغاضبة وما غير ذلك من خواص، تتم بفضل تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

واختتم حديثه موصيًا بالقضاء على فكرة الجزر المنعزلة بواسطة العمل التكاملي التشاركي بين مختلف الجهات، سواء القطاع العام مثل المركز القومي للترجمة وسائر الجهات الثقافية الأخرى بتعددها، مع جهات القطاع الخاص المختلفة، وأن يتم ربطها بواسطة تقنيات الربط الشبكى “Cloud”، لكي يتم تحقيق الاستفادة القصوى بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي، عقب دمج محتوى كل من هذه وربطه في صورة محتوى واحد متاح للجميع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى