«صلاح السقا».. ترك المحاماة ليصبح رائداً لمسرح العرائس
يعد فن العرائس هوية ثقافية وأحد الفنون الشعبية التي تميز بها الشعب المصري عن غيره، ذلك الفن الذي لا يجذب الأطفال فقط بل يجذب الكبار أيضاً وينقلهم إلى عالم آخر خيالي، ليس الأطفال فقط وإنما أيضًا الكبار، فحتى اليوم لا يزال الكثير من يستمتع بمشاهدة العرائس وهي تتراقص بأجسادها وتنحني يميناً ويساراً، ولكن من كان وراء الإبداع في هذا الفن وسبب شهرته بمصر؟، إنه صلاح السقا الذي أحب هذه المهنة وبرع بها، فلقب بـ «رائد فن العرائس» و«مؤسس مسرح العرائس».
تعلم وإبداع
عمل صلاح السقا مدة لا تقل عن عام في مجال المحاماة ولكنه قرر الانتقال إلى العمل بمجال العرائس، ولأن «سيرجي أورازوف» الأب الروحي لفناني العرائس في العالم، التحق صلاح السقا بدورة تدريبية لتعليم فن العرائس على يده، ومن ثم سافر بعدها السقا إلى رومانيا وحصل على دبلومة الإخراج المسرحي، وتخصص في فن العرائس، ثم حصل على ماجستير من معهد السينما قسم إخراج.
واستطاع السقا التميز في مجال العرائس، فقد اعتبره فناً مختلفاً وعمل على تطويره والاجتهاد فيه، لتقديم أعمال مميزة، فأخرج «الليلة الكبيرة»، من كلمات الشاعر الكبير صلاح جاهين، وألحان سيد مكاوي، وكان هذا العرض من أشهر ما قُدم على مسرح العرائس في مصر، ليصف المولد الشعبي بشكل رائع ومختلف مستعيناً ببعض الشخصيات: الأراجوز، بائع البخت، بائع الحمص، القهوجي، العمدة، المعلم، الراقصة، الأطفال، المصوراتي، مدرب الأسود، معلن السيرك، الفلاح، المنشد، كما استعين في العرض بعرائس من تصميم ناجي شاكر، وكان الإخراج لصلاح السقا.
وقدم السقا العديد من الأعمال الفنية، لعل أبرزها: الليلة الكبيرة، الأطفال يدخلون البرلمان، خرج ولم يعد، حسن الصياد، حكاية سقا، مقالب صحصح وتابعه دندش، عقلة الإصبع، الديك العجيب، عودة الشاطر حسن.
إنجازات في فن العرائس
ساهم صلاح السقا في إنشاء مسارح العرائس ببعض الدول العربية الأخرى مثل سوريا، الكويت، قطر، وتونس، العراق، وحضر له الرئيس جمال عبد الناصر عرضاً مسرحياً عام 1960 وأبدى إعجابه به بشدة، فقرر إنشاء مسرح للعرائس يكون السقا مديراً له، وبعد ذلك تولى رئاسة البيت الفني للمسرح من الفترة حتى 1988 حتى 1990.
كما تولى رئاسة المركز القومي المسرح والموسيقى والفنون الشعبية، وتدرج في مناصب متعددة حتى بلغ درجة وكيل أول وزارة الثقافة، كما تم اختياره عضواً بالهيئة العالمية لفنون ومسرح العرائس، وهو أيضاً من أدخل مادة مسرح العرائس ليتم تدريسها بالمعاهد الفنية المتخصصة.
جوائز مختلفة
حصل صلاح السقا على العديد من الجوائز، منها الجائزة العالمية الثانية من بوخارست في بداياته الفنية، وفي 1973 حصل على الجائزة الأولى ببرلين، كما نال شهادة تقدير من الولايات المتحدة الأمريكية في 1980، كما منحه عمدة «مستل باخ» بالنمسا وساماً خاصاً بمناسبة عرض الليلة الكبيرة عام 1989، وكانت النمسا كرمته من قبل عام 1980، ونال الدرع المميز من مهرجان جرش الأردن 1985.
وفي الـ 25 من سبتمبر 2010 توفي صلاح السقا، متأثراً بهبوط في القلب وقصور في وظائف الكلى.