ندوة بعنوان “شرم الشيخ.. إنجازات وطموحات” بالأعلى للثقافة
تحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، والدكتور هشام عزمى الأمين العام بالمجلس الأعلى للثقافة، نظمت لجنة الجغرافيا ندوة بعنوان: “شرم الشيخ .. إنجازات وطموحات”، وأدار النقاش الدكتور عبد المسيح سمعان؛ أستاذ الدراسات البيئية بجامعة عين شمس ومقرر اللجنة، وشارك فيها كل من: المهندس أحمد يوسف؛ مساعد وزير السياحة والآثار، والدكتور عادل عبد الله سليمان؛ خبير الإدارة البيئية والتنوع البيولوجي فى وزارة البيئة وعضو اللجنة، والدكتور محمود بكر؛ مدير تحرير الأهرام ويكلى وعضو اللجنة ورئيس مجلس إدارة جمعية كتاب البيئة والتنمية، وشهدت الفاعلية مواصلة المجلس تطبيق الإجراءات الاحترازية كافة، بغرض الوقاية والحد من انتشار فيروس (كوفيد-19)، كما بثت فعاليات الندوة مباشرة عبر حسابات المجلس على موقع التواصل الاجتماعى (فيسبوك).
تحدث الدكتور محمود بكر موضحًا أن تطور الاهتمام بالإعلام البيئي يرجع إلى أوائل الأربعينيات، وإن كان التطور ملحوظًا مع بداية الاهتمام بالبيئة فى الستينيات والسبعينيات، وبصورة خاصة بعد مؤتمر استكهولم عام 1972، وكان من نتائج هذا الاهتمام أن أضحت كلمة البيئة تتردد كل يوم عبر وسائل الإعلام المختلفة، وعرفها أغلب الناس مع مختلف مستوياتهم الثقافية والاجتماعية.
وتابع مشيرًا إلى أن المؤتمر الدولى للبيئة البشرية الذى انعقد فى السويد عام 1972، قد أصدر إعلانًا دوليًا حول حقوق الإنسان البيئية والتى كان من بينها الحق فى الإعلام البيئى، بمعنى حق كل إنسان دون تمييز أو تفرقة فى معرفة الأنباء والمعلومات البيئية بصورة صادقة وواقعية وافية، ومنذ ذلك التاريخ توالى انعقاد المؤتمرات والندوات الدولية والمحلية التى تناولت قضية البيئة، ومن هنا جاءت مطالبته بضرورة إثارة اهتمام صانعى القرار، ورجل الشارع بالأسباب التى تؤدى إلى تدمير البيئة؛ حيث يرتكز الإعلام البيئى أساسًا على تحفيز الجمهور على المشاركة الفعالة فى رعاية البيئة، من خلال دفع الناس إلى العمل الشخصى، وتشجيعهم على الحوار وإيصال آرائهم بقوة إلى المسئولين، فيكون لهم رأى مسموع يسهم فى عملية صنع القرار.
وفى مختتم كلمته أكد أهمية الدور الذى يلعبه الصحفى البيئى، وهو العمل كمترجم ومحلل ومتأمل ووسيط فى عرض القضايا والموضوعات البيئية، ويعتمد الخبر البيئى فى نقله على الإعلامى سواء كان مراسلًا أو صحفيًا أو مراسلًا للإذاعة أو التليفزيون، ويتطلب ذلك منه الخبرة والموضوعية والأمانة العلمية فى تحليل الخبر وصياغته بطريقة بعيدة عن الإثارة الإعلامية، ومن الملاحظ أن المحرر البيئى فى الصحافة المحلية ليس إلا محررًا عاديًا أو معدًا لبرنامج إذاعى أو تليفزيونى؛ لذا فغالبًا ما نجده بعيدًا عن الدقة فى التعبير، كونه غير مدرك للجوانب البيئية التي تترتب على نقل الخبر البيئي بطريقة سلبية، ومن هذا المنطلق أكد ضرورة زيادة الوعى البيئى لدى هؤلاء المحررين ومعدي ومقدمي البرامج البيئية سواء فى الإذاعة أو التليفزيون.
وذلك عن طريق عقد الدورات واللقاءات البيئية المتخصصة فى مجال الإعلام البيئى ومحاولة شرح المفاهيم لهم، وأشاد بتنظيم مصر أماكن فعاليات مؤتمر المناخ، عبر تشييد ١٤١ جناحًا فى ٥ مبانٍ كبيرة شكلت المنطقة التى تديرها الأمم المتحدة، وكل جناح كان لديه جدول الأعمال الخاص به، ويمتلئ بأصوات المفاوضات وحلقات النقاش المتتالية، ونوه أن مؤتمر المناخ ليس أول حدث عالمى تستضيفه مدينة شرم الشيخ، بل إنها استضافت المنتدى الاقتصادى العالمى مرتين، عام 2006 وعام 2008، وبالتالى فإن الأمر ليس جديدًا على المدينة الساحلية.
فيما تحدث الدكتور عادل عبد الله سليمان، موضحًا أن التنوع البيولوجى يمثل التباين بين الكائنات الحية من جميع المصادر، بما فى ذلك النظم الإيكولوجية الأرضية والبحرية والمائية الأخرى والمجمعات البيئية، التى تشكل هذه الكائنات جزءًا منها، ويشمل هذا التنوع داخل الأنواع وبين الأنواع والنظم الإيكولوجية، وباختصار يتضمن التنوع البيولوجى كل أشكال الحياة على الارض من كائنات وما تعيش فيه من بيئات، سواء كانت هذه الكائنات: (نباتية – حيوانية – بكتيريا …إلخ).
وأشار إلى أهمية الحفاظ على التنوع البيولوجى كونه يمثل الضمانة الحقيقية لحفظ التوازن البيئى؛ حيث تنتج مختلف المشاكل البيئية مثل التدهور البيئى وتغير المناخ بسبب فقدان التنوع البيولوجى، وأوضح أن قرابة ثلاثة أرباع انتاج الأدوية الأكثر استخداما هى فى الأساس مستخلصه من النباتات، بجانب كون الغابات تحفظ بقاء أكثر من ثلاثة أرباع الحيوانات والنباتات على ظهر الأرض، كما توفر سبل العيش لأكثر من مليار وستمائة ألف إنسان، على الأسماك التى تمثل مصدر للبروتين لحوالى ثلاثة مليار إنسان.
وفى مختتم حديثه أشار إلى أنه فيما يخص إحياء النظم البيئية التالفة، قد أطلق UNEP التقييم العالمى لمناطق الاراضى المتدهورة، وهو أول تقييم عالمى شامل للأراضى الرطبة المتأثرة على مدار 15 عامًا، وسلط هذا التقييم الضوء على أهمية الأراضى الرطبة لكل من التنوع البيولوجى وعزل الكربون، وحذر من فقدان العالم 500.000 هكتار من الأراضى الرطبة سنويًا؛ حيث تساهم الأراضى الرطبة المستنزفة والمتدهورة بالفعل بنحو %4 من انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى العالمية التى يتسبب فيها الإنسان.