الأرشيف والمكتبة الوطنية يحاضر في توظيف التراث في الكتابة الإبداعية
قدم الأرشيف والمكتبة الوطنية بالتعاون مع جمعية التنمية الاجتماعية في رأس الخيمة محاضرة افتراضية بعنوان توظيف التراث في الكتابة الإبداعية، تناولت مجموعة من المواضيع في إطار التراث الإماراتي، وجاءت هذه المحاضرة انطلاقاً من اهتمام الأرشيف والمكتبة الوطنية بالتراث، وأهمية تناقله بين الأجيال حتى يسيروا على نهج الآباء والأجداد، ويستفيدوا مما فيه من حكم وعبر.
استهلت الأستاذة فاطمة المزروعي محاضرتها بمقدمة عرفت فيها التراث الثقافي وأهميته في الأدب، واستعرضت أنواعه: المادي وغير المادي، وتحدثت عن دور التراث في الحفاظ على الهوية الثقافية للشعوب، وتطرقت لأهمية استخدام التراث في الأدب لإثراء المحتوى وتنوع الموضوعات، ودور التراث وكيفية توظيفه في أدب الأطفال.
وعلى ضوء المعلومات التي تضمنتها المحاضرة -التي استمرت أكثر من ثلاث ساعات- تمت قراءة وتحليل مجموعة من الأعمال الأدبية التراثية مثل: حكاية الشاطر حسن، وحكاية علي بابا والأربعين حرامي، وقصة السندباد البحري، وتم خلال المحاضرة تحليل السياق الثقافي والتاريخي، والبيئة الاجتماعية والقيم، والرموز الثقافية لهذه الأعمال، ومدى تأثيرها على المجتمع.
واستعرضت المزروعي مجموعة من التقنيات والطرق التي يمكن توظيفها أثناء كتابة القصة التراثية، وفي مقدمتها طريقة الاستلهام والإعداد والاقتباس، وطريقة التحويل والتقديم والاستدعاء، مشيرة إلى مجموعة من الأعمال الأدبية التي تصبّ في تاريخ الإمارات وتراثها، مثل: رواية (طوي بخيتة)، للكاتبة مريم الغفلي، ورواية (ثلاثية الدال) للكاتبة نادية النجار، ورواية (أم الدويس) للكاتب علي أبو الريش، ورواية (شاهندا) للكاتب راشد عبد الله النعيمي، ورواية (الصقر) للكاتب جيلبرت سينويه.
وتطرقت المحاضرة إلى أهمية توظيف الوثائق والجرائد والصور في عملية إعادة كتابة التاريخ مثل حكاية (السفينة دارا) التي غرقت قبالة سواحل أم القيوين، والحكايات والقصص التي رويت عنها بعد حادثة الانفجار التي أصيبت بها، فهناك الكثير من الحوادث التي تناولتها التقارير والجرائد ويمكن توظيفها في موضوع إعادة كتابة التاريخ والتراث بطريقة سلسة شيقة.
وسلطت فاطمة المزروعي الضوء على أشكال الأدب الشعبي؛ كالحكاية الخرافية، والحكايات التاريخية، وقصص الحيوان، والحكايات الهزلية.. وغيرها، وعمدت إلى تحليل مجموعة من الأمثلة والخرافات والحكايات الشعبية مثل: حكاية أم الدويس، وسلامة وبناتها، وبابا درياه، كما تطرقت إلى فكرة التوازن بين التراث والابتكار في موضوع الكتابة، وكيف يستطيع الكتّاب استخدام بعض الوسائل والطرق لتوظيف التراث، مثل المقابلات الشفاهية، وطرق التدوين والمذكرات اليومية، والاطلاع على الثقافات الأخرى، وما تتضمنه السيَر والتراجم وكتب التاريخ.
وتضمنت الورشة مجموعة من التدريبات والأنشطة العلمية والممارسات الكتابية حول فكرة توظيف التراث في السرد القصصي؛ حيث قدم بعض المشاركين جوانب من تجاربهم الشخصية، وسردوا بعض الحكايات التراثية، والقصص التراثية التي سمعوها من جداتهم في مرحلة الطفولة.
وتجدر الإشارة إلى أن الأستاذة المزروعي قد وجهت أنظار المشاركين إلى إمكانية الاستفادة من مكتبة الإمارات في الأرشيف والمكتبة الوطنية، وما فيها من مصادر ومراجع تعنى بالتراث الإماراتي، والتي يمكن الاستفادة منها في إثراء النص الأدبي وتقريبه من نفس القارئ.