الدكتورة دينا الجندي في حوارها لكلمتنا: “عندما تحلم لا تعرف المستحيل”
رضوى عماد
“كلية الحقوق دي كلية الوزراء، كل الوزراء اللي إنتي شيفاهم دول كلهم خرجيين كلية الحقوق و هتمشي مع ميولك و شخصيتك” …هكذا اقنع والدي الدكتورة دينا الجندي بالالتحاق بكلية الحقوق جامعة القاهرة، لتبدأ منها انطلاقة ومسيرة حافلة في الدفاع عن حقوق المرأة..وكان لكمتنا حوارا معها.
البداية
تقول د.دينا أن والديها شرعا في إقناعها بدخول كلية الحقوق مؤكدين لها أن العديد من الذين يشغلون المناصب العليا والوزراء خريجين كلية الحقوق وأنها تناسب ميولها وشخصيتها، ولم تكن تعلم أن نظرتهم صحيحة فلقد أصبحت أحد أهم السيدات .
واستجابت لهم والتحقت بالحقوق جامعة القاهرة، خاصة أنها كانت تحب معرفة كل شيء عن السياسة وكانت تنضم لندوات وجلسات عائلة أصدقائها الذين يعملون في المجال السياسي وكانت تستمع لهم بكل استمتاع، وبعد التحاقها بالكلية انضمت إلى الأسر السياسية وبدأت نشاطها معهم عشقًا لوطنها مصر، بالإضافة إلى انضمامها للأسر الرياضية والتحاقها بمنتخب جامعة القاهرة في ألعاب القوى، كرة السلة وكرة الطائرة.
خطوات جديدة
تروي د.دينا ماحدث بعد تخرجها وحصولها على الليسانس فكان أول خطواتها العمل كمحامية في الشئون القانونية لصندوق تحسين الأقطان المصرية بوزارة الزراعة ولكن لم تستطيع إيجاد نفسها في ذلك العمل، وبعد فترة من التوقف عاد إليها الشغف مرة أخرى وقررت أن تعمل كمحامية حرة وتفتح مكتبها الخاص، ثم بدأت أول خطواتها في الحياة السياسية عام 2011 عندما كانت عضو مؤسس لحزب المصريين الأحرار، ثم تم اختيارها بعد ذلك للانضمام إلى حزب حماة الوطن كأمينة الشئون القانونية والنيابية بعد أن سمعوا عن نشاطها وحيويتها في العمل، ثم أمينة المرأة على مستوى محافظة الجيزة، لتنضم بعد ذلك إلى حزب مصر الثورة وتصبح أمينة المرأة وعضو هيئة عليا وعضو مجلس استشاري على مستوى الجمهورية.
توعية وثقافة
وتؤكد في حوارها أنها لم تكتفِ بذلك بل سعت للوصول إلى مناصب أكثر بكل عزم وقوة فأصبحت أمين مساعد أمانة المرأة على مستوى الجمهورية في حزب الحرية المصري، ثم منصب أمينة المرأة للسادس من أكتوبر و الشيخ زايد لحزب مستقبل وطن ومنها إلى أمانة التدريب و التثقيف في منصب أمين مساعد على مستوى الجيزة لنفس الحزب حتى الآن، وبدأت في نشر أعمالها ونشر التوعية والثقافة على صفحتها الرسمية، كما أنه تم ترشيحها لمجلس النواب، وبدأت الانضمام إلى العديد من الندوات وفي أحداهم التقت بالدكتورة مايا مرسي رئيسة المجلس القومي للمرأة ليكون أول تواصل بينهما.
وتكمل موضحة أنه بعد مرور ثلاثة أشهر من هذا اللقاء تفاجأت بمكالمة من الدكتورة مايا مرسي تبلغها فيه بأنه تم تعيينها عضوة في لجنة المشاركة السياسية للمرأة في المجلس، وبالفعل بدأت العمل على أرض الواقع في مجال التدريب والتوعية على يد متخصصبن في الحياة السياسية والاجتماعية ومختلف مجالات الحياة لكل سيدات وفتيات مصر، وتوعيتهن بكل شيء وكيفية التعامل مع الأزمات خاصة في ظل جائحة كورونا وكذلك أهمية محو الأمية الفكرية والدراسية، بالإضافة إلى توعيتهن بخصوص حقهن في الانتخاب واختيار من يمثلهن في مجلس الشعب أو مجلس الشيوخ أو المحليات بنسبة 25%.
رائدات ريفيات
وعن أهم الحملات التي قامت بها الدكتورة دينا فتوضح أنها حملة طرق الأبواب والتي تهتم بوجود رائدات ريفيات وإعطاء نصائح لهن، والتي تدعمها المجلس القوني للمرأة الذي تعتبره الملجأ والسند لكل إمرأة أو فتاة تستطيع التواصل معهم عند حدوث أي مشكلة.
ليس ذلك فقط بل أشارت إلى أنها من مؤسسي منتدى المصريين حول العالم وفريق كبار الكتاب بالخارج وعضو بكودار وقيادات شبابية خاصة أن استجابة المصريين في الخارج أفضل لوجود الكثير من الندوات الخاصة بدراسة التاريخ المصري ودراسة اللغة العربية باستمرار من منطلق مبادرة الوزيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة “أتكلم عربي” للحفاظ على الهوية المصرية.
أما عن هوايتها بعيدًا عن حياتها العملية فقالت ل”كمتنا” إنها تحب الكتابة وتكتب في مختلف المجالات مثل السياسة، المجتمع، الموضة بالإضافة إلى المقالات، وتتمنى للسيدات والفتيات أن تحلمن والسعي وراء حلمهن عن طريق الثقافة والتطوير من أنفسهن، فهي ترى أنك عندما تحلم لا تعرف المستحيل.
أحلام للمرأة
و عن أحلامها للمرأة تقول الدكتورة دينا أن معظم أحلامها للمرأة تحققت بداية من زيادة نسبة المقاعد في مجلس الشعب، ثم تولي المرأة ثمانية وزارات من الوزارات ذات المهام الكثيرة و القوية : وزارة الصحة، وزارة الهجرة، وزارة الصناعة و التجارة، وزارة الثقافة، وزارة البيئة، وزارة التخطيط، وزارة الإستثمار و التعاون الدولي و وزارة التضامن الإجتماعي. و أيضا أن تكون هناك محافظ أمرأة، و تطمح في أن تكون هناك مساعد لمحافظي الحدود امرأة حيث يجب أن يكون المحافظ للمحافظات الحدودية رتبة أمنية.
و من المناصب المهمة جدا السفيرة فايزة أبو النجا مستشار الرئيس الخاص للأمن القومي التي لا أحد يتخيل أن تتقلده أمرأة. و تطمح الدكتورة دينا للمرأة بأن تكون رئيس للحكومة المصرية و نائب الرئيس.
فخر واعتزاز
وما زالت حياة الدكتورة دينا الجندي تدعو للمزيد من الفخر والاعتزاز، نظرًا لأشياء أخرى مهمة في سيرتها الذاتية وهي:
عضو نقابة المحامين المصرية، محامية بالنقض و الدستورية و الإدارية العليا، حاصلة على دورة أستراتيجية و أمن قومي من أكاديمية ناصر العسكرية العليا، عضو اتحاد المحامين العرب، عضو فريق المحامين العرب في مبادرة سند للمحاماة و الاستشارات الدولية، مؤسسة و رئيسة حملة دستورنا مستقبلنا للتعديلات الدستورية، من قيادات المجلس الأعلى للقبائل و العائلات المصرية، و خبيرة شئون المرأة و الطفل.
و عن النصائح التي قدمتها الدكتورة دينا للفتيات و السيدات أن تحلم و تسعى وراء حلمها في جميع الأتجاهات، تثقف نفسها و تطور من نفسها.
صديقتي العزيزة! كل ما قرأتيه أعلى هو مجهود عمر طويل و نجاحات مشرفة لنموزج لمرأة قوية متعلمة مثقفة محبة لبلدها، عندما تحلم لا تعرف المستحيل.