“حيرة المبدع بين الإبداع والنقد” في العدد الجديد لمجلة مصر المحروسة
يصدر اليوم الثلاثاء العدد الأسبوعي من مجلة “مصر المحروسة” الإلكترونية، وهي مجلة ثقافية تعني بالآداب والفنون، تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، ويرأس تحريرها الدكتورة هويدا صالح.
في مقال رئيس التحرير تكتب د. هويدا صالح، عن “حيرة المبدع الذي يجمع بين الإبداع والنقد”، وتناقش الأسئلة التي تواجهها باعتبارها تجمع بين الكتابة الإبداعية (قصة ورواية) وبين النقد الأدبي، وتقول إن ما يشغلها سؤالين عند محاورة أي نص أدبي: الأول هو السؤال الجمالي، ماذا قدّم الكاتب من مغامرات جمالية وتقنية؟ والثاني هو ماذا أراد الكاتب قوله من خلال الطبقات المختلفة لنصه؟ ما هي رؤيته للعالم؟ أي خطابات ومقولات تكمن في فراغات نصه وتحت طبقاته المتنوعة؟ أو بمعني أدق ما هو الخطاب الثقافي الذي يكمن في طبقات النص؟
وفي باب “كتاب مصر المحروسة” يوضح الكاتب إبراهيم المليحي مفهوم “رؤية العالم”، حيث يرصد المبدع التغيرات السوسيوثقافية التي تطرأ على مجتمع ما، وتكشف عن مدى قدرة هذا المبدع على التعبير عن الطبقة الاجتماعية التي تعايش واقعا معينا.
وفي باب “آثار” يكتب الدكتور حسين عبد البصير عن الرحلة الشهيرة إلى “بلاد بونت في عهد الملكة حتشبسوت”، حيث أعادت الملكة القوية والنشيطة حتشبسوت إنشاء شبكات التجارة التي تعطلت أثناء احتلال الهكسوس لمصر، وأرسلت بعثة ناجحة للغاية إلى بلاد بونت من أجل الحصول على ثروة من البضائع والمواد القيمة، وخلدت ذكرى مناظر تلك الرحلة الاستكشافية على جدران معبد الدير البحري الخاصة بها في البر الغربي لمدينة الأقصر.
كما يواصل الكاتب الصحفي صلاح صيام في باب “بوابات الوطن”، حكايات الخديوي الأخير لمصر والسودان عباس حلمي الثاني الذي تحدى الإنجليز، ويذكر في الحلقة الخامسة الصراعات الطويلة التي حدثت بينه وبين اللورد “كتنشنر” المندوب البريطاني في مصر من أجل إنشاء الجمعية التشريعية برئاسة سعد زغلول، وتغيير النظارة المتهمة بالفساد والرشوة، وسفر الخديوي إلى أوروبا في رحلة تنتهي بإطلاق النار عليه في تركيا عام 1914 قبيل الحرب العالمية الأولى.
وفي باب “رواية” تكتب سماح ممدوح حسن، عن تقرير مصير البشرية من خلال السلطوية في رواية “دفاتر ناعوت” للروائي المصري “يحيى صفوت”، الذي اعتدتنا أن تتضمن رواياته موضوعات وجودية فى إطار فانتازي ربما يكون أقرب للماورائية، وفي هذه الرواية يخلط الواقع بالفانتازيا عندما أخذ الحوادث التي وقعت فى مصر حقيقة مثل حادث القطار الذى انفجر على محطة رمسيس في 2019، وحادث غرق العبارة السلام في 2006، بأسلوب فانتازي ليظهر أن هناك فاعلا مجهولا وراء كل هذه الحوادث الضخمة، وجزء من تشكيل عصابي عالمي يتبنى فكرة القتل الرحيم للبشر دون إذن منهم!
وفي باب “دراسات نقدية” يأخذنا الكاتب الجزائري إبراهيم المليكي للحديث عن الجزائر وتاريخها، من خلال قراءته سيرة الكاتب الجزائري “الطيب ولد العروسي” المعنونة بــ”وراء السحاب.. كلماتٌ من معركتي في الحياة”، حيث يعد “العروسي” شاهدا على الكثير من المحطات التاريخية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية في الجزائر، خاصة ما شهدته بسبب الاستعمار، ثم استقلالها بعد أن حمل المجاهدون مشاعلَ الحرية على أكتافهم وقدموا التضحيات للعيش بحرية وكرامة.
وفي باب “ملفات وقضايا” يكتب أكرم مصطفى عن
الشغف والهوى المصري في كتاب “تاريخ مصر في العصور الوسطى” للمستشرق الإنجليزي “ستانلي لين بول” (1854-1931)، وترجمه للعربية المترجم أحمد سالم، الذي يعد من الكتب القليلة التي تناولت تاريخ مصر الإسلامية على وجه الإجمال بنظرة شاملة ودقيقة في الوقت نفسه، فقد حاول مؤلِّفه حصر أهم الأحداث التاريخية وذكر الأسماء والتواريخ والأرقام والإحصائيات، ووضع قوائم للولاة والسلاطين والخلفاء، ودعَّم كل ذلك بالصور والأشكال التوضيحية التي بلغت مائة صورة وشكل.
وفي باب “كتب ومجلات” يعرض المحرر الثقافي لكتاب”الاستشراق، المفاهيم الغربية للشرق” للمفكر الفلسطيني العالمي إدوارد سعيد، الذي صدر مؤخرا بترجمة محمد عناني، ويُعدُّ هذا الكتاب درة الكتب التي تناولت مفاهيم “الاستشراق ” ورؤية الغرب للشرق الأقصى والأوسط، والعالم الإسلامي، وفيه تصدَّى إدوارد سعيد بالبحث والتحليل لشرح وتفسير المواقف المختلفة للغرب تجاه الشرق بعامة، والثقافة العربية والإسلامية بخاصة.
وفي باب أخبار وأحداث، نرى إطلالة على كتاب الباحثة العُمانية منى حبراس “ظل يسقط على الجدار”، الذي صدر مؤخرا، وهو عبارة عن نصوص سردية مفتوحة دون تجنيس تمكنت فيها الكاتبة أن تكتب ذاكرة طفولتها وصباها في قرى عُمان، متخذة من تيمة السرد الذاتي بعدا جماليا يمكنها من استجلاء هذه الذاكرة وتمحيصها، لنرى بعين الكاتبة تفاصيل الحياة اليومية في رحلة عبر الزمان والمكان.
وفي باب “شعر” يكتب أكرم مصطفى عن السخرية اللاذعة في قصائد “ضحك على الأطلال”، حيث يقدم الشاعر والكاتب المسرحي “عبدالرزاق الربيعي” نفسه في ديوانه الأخير “ضحك على الأطلال”، محاولا من خلال الاحتشاد في الصور والمعاني ومن خلال الثقافة الواسعة أن يحيل الحاضر تاريخا، وأن يجعل التاريخ حاضرا بفعل صور إبداعية تربط بين الماضي والحاضر بخيط ناعم، مما يجعل ديوانه الأخير يأخذ أهمية من خلال ما يطرح من رؤى ومفارقات شعرية وجمالية تختزل تجربة كبيرة في هذا الديوان.
وأخيرا يواصل الكاتب والشاعر محمود يسري حلمي في باب “أطفالنا”، رؤيته النقدية حول ثقافة الأطفال في المجتمعات العربية، ويتحدث في مقاله الثالث عن واقع نشر كتب الأطفال، والسلبيات التي تواجه هذا المجال في أركانه الثلاثة: الكتابة، والرسوم، والنشر.
يشار أن مجلة مصر المحروسة الإلكترونية تقوم خلال شهر رمضان بتغطية صحفية شاملة لفعاليات ليالي رمضان الثقافية والفنية التي تنظمها الهيئة العامة لقصور الثقافة بمواقعها المركزية الكبرى، في 4 مواقع بالقاهرة منها قصر ثقافة روض الفرج، والحديقة الثقافية بالسيدة زينب، ومسرح السامر، وقصر السينما.