خروجتنا

“مسجد الظاهر برقوق”.. أول تصميم معماري في تاريخ المماليك

منطقة الحسين مليئة بالكثير من المناطق الأثرية المميزة، ويعتبر من الأماكن المميزة التي تتمتع بالطراز الإسلامي القديم وهو “مسجد السلطان الظاهر برقوق”، فأهم ما يميز ذلك المسجد تمتعه بالتراث المعماري الأصيل، الذي يأخذ شكل الطراز المملوكي، وسنتعرف خلال موضوعنا على موقع ذلك المكان ومن نشأه تفاصيل أكثر.

أين يقع “مسجد الظاهر برقوق” ومن أسسه؟

يقع في شارع المعز لدين الله الفاطمي، يجواره عدة آثار إسلامية، حيث يوجد بأحد جوانبه المدرسة الكاملية وحمام السلطان إينال، ويقع بالجانب الآخر مسجد ومدرسة الناصر قلاوون ومجموعة السلطان المنصور قلاوون، وأمامة سبيل محمد علي وقصر الأمير بشتاك.

ويرجع الفضل في إنشاء ذلك المسجد إلى “الظاهر أبو سعيد سيف الدين برقوق”، حيث أمر الأمير”جركسي الخليلي أمير آخور بالإشراف على “المسجد”، وقد ساعده أكثر من 15 عاملا من المماليك، وقد تم ذكر اسمه عند مدخل المسجد الرئيسي، ويوجد بأعلاه شريط مكتوب ينص على”بسم الله الرحمن الرحيم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم”.

وكان الهدف الرئيسي من بناء المسجد، هو تدريس المذاهب الفقهية الأربعة، ثم تحول إلى مبنى سكني يسمى “خان الزكاة”.

الذي كان مسؤولا عن ذلك المشروع هو المهندس”شهاب الدين أحمد بن الطولوني”، حيث كان ينتمي إلى أسرة نشأت على العمل في الأساس المعماري، وقامت بالكثير من الأعمال المعمارية في مصر والحجاز، لذلك أبدى الملك إعجابه بمهامهم العمارينة، وأمره بالإشراف على ذلك المسجد.

وصف التصميم الهندسي للمسجد:

ينقسم التصميم إلى أربع إيوانات يقع في نصفها صحن مكشوف، ويعتبر أهم إيوانات التصميم هو الإيوان الشرقي، ويوجد به القبلة المفروشة والمؤرز الذي ينقسم إلى 3 إيوانات، حيث يكون أكبر أروقة به أوسطهم، ويفصل كل ذلك أعمدة من الجرانيت ذات تيجان كبيرة، ويكون لكل منهما سقف دلايات.

الجانب الأوسط يتصدره المحراب ذو الرخام أسود، أما أرضيتها على شكل شرفات في أرضية بيضاء، ينتشر بها الكثير من الفصوص الفيروزية والحمراء، وتعتبر من أهم أعمال الرخام، ويعلوه سقف مستوي يتحلى بالنقوش الذهبية.

تكون الإيوانات الثلاثة متشابكة فيما بعضها البعض، حيث تشغل جزء من جانبين الضلع أيوانان صغيران متقابلان يتقدم لكل منهما عقد كبير مدبب، يعلوه سقف حجري مدبب، ويقع الإيوان الغربي أمام إيوان القبلة.

وبجانب إيوان القبلة يقع القبة، التي تصل إلى باب الصحن ثم إلى المدرسة ثم إليها، وتكون أمامها طرقة كبيرة يتوسطها الضلع الشرقي ويعلوها طاقية ذات عقد مدبب.

وتقع مئذنة المسجد في الجانب البحري، إضافة إلى ذلك يضم المسجد قبة ضريحية، يعلوها غرفتي دفن السلطان برقوق، أما الغرفة الأخرى يوجد بها جثمان نساء من أسرة الظاهر برقوق.

أقرأ أيضا: البعثة الإسبانية تقيم لأول مرة معرض مدته عامين بمتحف النوبة

يعتبر ذلك المسجد من ضمن الآثار المصرية المميزة، باعتباره أول تصميم معماري في تاريخ المماليك، فهو بالفعل طراز أثري أصيل، لن نشاهد من قبل أو في عصرنا ذلك تصميم بتلك الدقة والجاذبية، وهكذا قد نكون أوفينا حديثنا اليوم عن موضوعنا.

 

أقرأ أيضا: كل التفاصيل عن طريق الكباش الذي تفتتحه مصر غدًا

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى