كاتب ومقال

كبسولة عم فؤاد| لا بيرحم ولا بيخلي رحمة ربنا تنزل

المثل بيقول لا بيرحم ولا بيسيب رحمة ربنا تنزل.. ودا للأسف اللي شايفه بيحصل الكام يوم اللي فاتوا من لحظة وقوع كارثة الزلازل اللي ضربت تركيا وسوريا وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بالكتير من المقاطع والصور اللي بتظهر لنا شدة الكارثة، من الدقائق الأولانية لوقوع الزلزال، انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة وفيديوهات وصور صادمة عن قوته والأضرار والخساير المادية والبشرية اللي كان سببها.

“كأنه يوم القيامة”.. دي عبارة رددها كثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في محاولة لتصوير تأثيرات الزلزال خصوصا مع اللي اتسبب فيه من انهيارات كبيرة للأبنية وسقوطها فوق رؤوس سكانها وسط صدمة الأهالي.

موت ودم وقتلى من ناحية ومن ناحية تانية الصورة أخف قتامة بس برضه بتوجع اوي وهي صور الناجين اللي جريوا إلى الشوارع ف منهم اللي جريوا من الخوف ومنهم اللي جريوا بعد سقوط بيوتهم اتشردوا في الشوارع.. دمار كبير في كل مكان فيديوهات وصور ومشاهد إنسانية بتوجع بجد.

الفقد كلمة صعبة جدا بتوجع اووي خصوصا لما تشوف اللي قصادك لا حول ولا قوة له، فقد أرواح.. فقد مأوى.. فقد أمان.. أسر كتير فقدت ناس منها بالموت.. أطفال كتير اتشردوا واتيتموا.. حتى عمليات فرق الإنقاذ اللي بتواصل عملها وسط ظروف طقس قارس البرودة وزادت آثار الزلزال في سوريا بسبب الدمار اللي لحق بها جراء الحرب الأهلية.

الأرقام كل شوية بتعلن عن ارتفاع أعداد ضحايا الزلزال ووصولهم ل أكثر من 6300 قتيل، دا غير توقعات منظمة الصحة العالمية أن تكون حصيلة قتلى الزلزال المدمر أعلى بثماني مرات من الأرقام الأولى لأنه دمار هايل في كل مكان.

في تركيا وحدها أحصت السلطات انهيار حوالي 5 آلاف مبنى دا غير اللي بيواجه الجرحى العالقين بين الأنقاض من اخطار وتدني حرارة الجسم بسبب البرد الصقيعي، وفي سوريا تواجه منظمة الصحة العالمية نقص في المعلومات الواردة بشأن أعداد الضحايا والمباني المتضررة من الزلازل.

لكن في وسط كل الوجع دا والسواد دا يظهر لنا آراء في غاية الغرابة وكل غايتها أنها تتصدر الترندات وأنها تبث الرعب في القلوب، هتلاقي آراء بتقول دي بداية القيامة وأن اللي حصل دا عقاب من ربنا لأن الناس فجرت ودا عقاب إلهي، هنا هقف شوية واقول لهم ونبي قبل ما تتكلموا لازم تكونوا عارفين بتقولوا ايه..

ف حضرتك ياللي بتقول دا عقاب من الله هو انت شفت الضحايا شفت بؤسهم وضعفهم، شفت كسرتهم ودمعة أطفال وآلامهم، شفت خوف أم على ولادها؟، مافيش صورة من اللي شفتها لمست قلبك؟..

لازم نعرف قبل ماتتكلم نفهم بننقول ايه، ياجماعة لازم تفهموا أن الزلازل والأعاصير والسيول وغيرهم من الكوارث مش دايما عقاب من ربنا، وأن اللي حصل في تركيا وسوريا كارثة طبيعية كثير بتتكرر في كثير من دول العالم على اختلاف دينها وعقائدها ومذاهبها لا وكمان اختلاف ضحاياها من حيث الدين والعقيدة، والصلاح والفساد.

لازم نخلي بالنا أن الكوارث دي لما بتحصل مش هتفرق بين بين طايع وعاصي، ولا بين تقي وفاسق، وإنما وقعت نتيجة لأسبابها الطبيعية، لازم نفهم أن زمن العقاب الإلهي بالطبيعة اللي حصل للأمم السابقة كان لأنهم حاربوا ربنا وعاندوا رسله أو قتلوهم زي قوم عاد، وقوم لوط، وقوم صالح، وقوم صالح، واليهود، وفرعون، وغيرهم وعشان كدا ربنا خلاهم عبرة لينا عشان ما نقعش في اللي وقعوا فيه.

ياجماعة احنا دلوقتي مافيش بينا نبي حي، لأن زمن الأنبياء انتهى بموت خاتم الانبياء سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم وأن اللي بيحصل في زماننا في الغالب وعلى الأصح مجرد كوارث طبيعية لا بتعرف دين أو عقيدة، ولا تفرق بين بلد وتاني طالما وجدت أسبابها الطبيعية، ويوم القيامة اللي في علم الله هيكون الحساب والثواب والعقاب.

لازم نعرف أن الزلازل من سنن ربنا في الأرض بيصيب بيها ما يشاء من البلاد، وبدل مانرمي كلام على أنه غضب ماتيجوا تشوفوا الجانب التاني، وهو أن كل من مات بالزلزال هيكون من الشهداء ودا اللي قال لنا عليه الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم من رواية أبي هريرة: الشهداء خمسة: المطعون والمبطون والغريق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله.

فصاحب الهدم من الشهداء سواء كان الهدم بزلزال أو سقوط عمارة أو انهيار بئر أو غيرهم، والنبي ياشيخ بدل ماتطلع تفتي وتتكلم قوم اتحرك اعمل أي حاجة مفيدة، أقل حاجة ممكن تعملها تسكت لسانك دا شوية واستخدمه في الدعاء ليهم سوا كان لأحياءهم أو أمواتهم.

دور على طريقة تتبرع بيها ولو بالقليل لأنهم في حاجة ماسة لعلاج ومأوى وأكل ولبس، أنت مش ف أيدك حاجة كفاية تصلي عليهم صلاة الغائب وتترحم عليهم، خليك إيجابي وأرحم عشان ترحم وساعتها مش هيبقى لا منك ولا كفاية شرك.
مش كدا ولا اييييييييييييه؟

بقلم
عمرو مرزوق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى