كاتب ومقال

كبسولة عم فؤاد| اللي بنى مصر كان في الأصل حلواني

“اللي بنى مصر كان في الأصل حلواني”.. واللي مقصود بمصر هي القاهرة أما اللي بناها وكان أصله حلواني فهو جوهر الصقلي اللي كانت أصوله بترجع إلى الأرمن في كرواتيا وهناك اتولد وعاش فيها قبل ما ينتقل لصقلية اللي ذاع شهرته فيها، وكان شاطر وبارع في عمايل الكنافة قبل ما يتباع مملوك للخليفة المنصور بالله اللي ألحقه بالجيش واترقى فيه لحد مابقى أشهر قواده واتسمى بالحلواني.

جوهر برع فى الحروب فانتصر على الإخشيديين وأسقط دولتهم، وأسس للعصر الفاطمي في مصر، وأجاد صناعة الحلوى، برع في الفن والمعمار، فقرر إنشاء القاهرة كعاصمة لمصر، لأنها تقهر أعداءها، معتبرين أن القاهرة الفاطمية تعتبر نموذجًا رائعًا متكاملًا أحسن جوهر الصقلى تصميمه، كما أحسن عمل الحلوى ليذاع بين الناس أن اللى بنى مصر كان في الأصل حلواني.

وفي شهر محرم سنة 968م جمع المعز لدين الله الفاطمى حوالي ألف فارس أغلبهم كانوا من قبائل البربر ومن الصقالية وأدى لجوهر الصقلى تفويض كامل بسلطاته العسكرية والسياسية والمالية عشان يقوم بفتح مصر ويقضي على الدولة الاخشيدية، وفعلا دا حصل في 6 يوليو سنة 969 بعدها فكر جوهر الصقلي في أنه يبني عاصمة جديدة للخليفة الفاطمي المعز لدين الله واللي كان وقتها لسه عايش في بلاد المغرب عشان تكون تمهيد لانتقاله لمصر، وكانت هي مدينة القاهرة..

ويجي السؤال الأزلي ليه ياتري اتسمت بالاسم دا؟، بصراحة الأقاويل اختلفت وكانت كتيرة فمثلا بيتقال إن جوهر الصقلي سماها في الأول المنصورية نسبة لمدينة المنصورية اللي أنشأها المنصور بالله أبو المعز وكانت خارج مدينة القيروان، وفضل اسمها المنصورية لحد لما جه المعز إلى مصر فقام مسميها القاهرة على أساس نوع من التفاؤل بأنها هتقهر الدولة العباسية المنافسة للدولة الفاطمية وقتها.

وكمان فيه روايات بتقول أن جه تسميتها نسبة إلى الكوكب القاهر، اللي هو كوكب المريخ اللي اتصادف مروره وقتها، المهم تم بناها وتحويطها بسور سميك وأخدت المدينة شكل مستطيلي وكان في كل ضلع من أضلاع السور بابين وماكنش مسموح للعامة بدخولها إلا بإذن خاص وعموما كانت أقرب للحصون عن المدن، ومن أشهر أبوابها باب زويلة وباب النصر وباب الفتوح.

وبعد أربع سنين وصل المعز للقاهرة في قافلة ضخمة وجاب معاه رفات آبائه وأجداده وقام عامل لهم مدفن، وسماه تربة الزعفران مكان خان الخليلي دلوقتي وكان معجب بالمدينة الجديدة جدا لكن كان مضايقه بعدها عن النيل، وفضلت تقوم القاهرة بعد كدا بدورها القيادي لحد سقوط الدولة الفاطمية وكمان في الوقوف أدام المد الصليبي وهجمات المغول.

ويعدي عليها الدولة الأيوبية والمملوكة وكمان العثمانية وكمان عصر محمد علي وأسرته، وكل مدي بتزداد اتساع ويتبني لها أسوار جديدة ومعالم جديدة وماتبقاش القاهرة الفاطمية بس لكن الأيوبية والمملوكة والعثمانية والخديوية والقاهرة الحديثة.

وكل ما تكبر القاهرة وتمر السنين عليها جمالها بيزيد وحاملة عبق التاريخ في جنباتها، ودلوقتي بنحتفل بذكرى بمرور 1054 سنة على إنشائها،  فكل سنة وأنتي طيبة يابنت المعز، ويارب دايما شابة وجميلة وطيبة، وكل ما السنين تعدي عليكي وتكبري بيزيد جمالك ويعلى مقامك..
مش كده ولا اييييييييييه؟

بقلم
عمرو مرزوق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى