ما قصة “بيت السحيمي” الذي بيع ب ٦ آلاف جنيه وكلف ترميمه ١٠ ملايين؟!
كم منا تمنى أن يغمض عينيه للحظة فيعود به الزمان إلى عدة قرون للوراء؟، في عصر لم يعرف السرعة أو الانفتاح، واليوم ومن داخل بيت السحيمي نأخذك في جولة نتعرف خلالها على القصة وراء هذا البيت الأثري.
هنا من حارة الدرب الأصفر، التي تتفرع من شارع المعز الشهير نبدأ جولتنا، فإذا كنت من عشاق الخروجات المختلفة وتميل إلى الاكتشاف والتعرف على تراث وتاريخ البلاد، فاستعد لجولة مختلفة.
تاريخنا يعود إلي عام ١٦٤٨ ميلاديا أي قبل أكثر من ٣ قرون، حينما قرر الشيخ عبد الوهاب الطبلاوي اختيار بقعة من أرض حي الجمالية بالقاهرة لبناء منزل له.
حينها لم يختر الطبلاوي نظام بناء مصري تقليدي، بل كان التخطيط متأثرا بالعمارة العثمانية، فتم تخصيص طابق كامل للرجال تحت مسمى “السلاملك” ، وآخر للنساء ويسمى “الحرملك” وهو الطابق العلوي للسلاملك.
لكن الشيخ الطبلاوي لم يورث المنزل، فجاء من وراؤه بعدة عقود الحاج إسماعيل بن إسماعيل شلبي وأضاف للمنزل قسما بحريا جديدا ودمجه في القسم الأول وجعل منهما بيتاً واحداً.
إذا لماذا يسمى ببيت السحيمي؟
لعلك الآن تسأل إذا كانا من أقاما المنزل هما الشيخ الطبلاوي والحاج شلبي، فمن هو إذا السحيمي الذي اشتهر المنزل باسمه.
على عكس المتوقع فبيت السحيمي لم يحمل اسم أول من بناه، بل تُرك ليحمل اسم آخر عائلة أقامت به.
ففي عام ١٨١٣ م اشترى المنزل الشيخ شهاب الدين أحمد السحيمي، وكان من كبار علماء الأزهر، وأيضا شيخ رواق الأتراك في العصر العثماني.
وأقام به الشيخ شهاب الدين ومن وراءه قطنت عائلته بالمنزل لأكثر من قرن من الزمان، حتى جاء عام ١٩٣١ وحينها باع ورثة عائلة السحيمي البيت إلى لجنة حفظ الآثار العربية بمبلغ ٦ آلاف جنيه، ليحمل من يومها اسم “بيت السحيمي”.
كيف تحول لمركز للإبداع؟
إذا كنت ممن زاروا شارع المعز مؤخرا، فبالطبع لاحظت أن بيت السحيمي أصبح مركزا للإبداع الفني، واستضافة فرق التراث الشعبي، فكيف تم ذلك؟.
يعود بنا هذا السؤال إلى عام ١٩٩٦، أي بعد أكثر من نصف قرن من بيع عائلة السحيمي للمنزل، فقد قررت الدولة ترميم “بيت السحيمي” بمنحة من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي.
وحينها كلف المشروع نحو عشرة ملايين جنيه، و استمرت أعمال مشروع توثيق وترميم وتنمية منطقة بيت السحيمي طوال ٥ سنوات كاملة.
وبعد عملية الترميم صدر قرار بتحويل بيت السحيمى إلى مركز للإبداع الفنى، تابع لصندوق التنمية الثقافية ليكون مركز إشعاع ثقافى وفني بمنطقة الجمالية وظل يحمل اسم “بيت السحيمي”.
والآن انتهت قصة بناء المنزل وتحويله لمركز للإبداع الفني، وإذا رغبت في معرفة تفاصيل المنزل ومكوناته الغريبة من الإيوان والتختبوش والفسقية…تابع منصة كلمتنا باستمرار.