كلمتها

يختبيء صغيرك من العالم الخارجي؟.. إليكِ كيفية تعزيز ثقة الطفل بنفسه

ربما من أكثر المشاهد التي قد تؤلم المرأة، هي شعورها بأن طفلها يفقد الثقة في نفسه، يختبيء من العالم الخارجي بين جدران غرفته، يميل إلى الانطواء والصمت، لا يمكنه الاقتراب من أصدقائه أو العائلة ويفضل الوحدة تمامًا، وفي الآونة الأخيرة ومع احتكار التكنولوجيا العالم، اتخذ من الهاتف صديقًا يتوارى خلف شاشاته بعيدًا عن عيون المحيطين لدرجة أنه من الممكن أن يغفو الطفل وهو ما زال ممسكًا بهاتفه إلى حد الإدمان، ولأن فقدان الثقة بالنفس إذا لم يعالج ويعزز داخل الطفل، سيرافقه في حياته وصولًا إلى مرحلة الشباب وهي الأخطر.

ففي السنوات الأولى من حياة الطفل، هناك بعض الأمور الفارقة التي عليكِ غرسها في نفوس الصغير من خلال مواقف معينة، وكلمات محددة تساهم بشكل كبير في نشأة الطفل السوية، دون الحاجة إلى مزيد من التكلف والتصنع من أجل غرس صفات وقيم بعينها داخل قلب الطفل.

ستأخذ منصةكلمتنابيديكِ نحو رحلة قصيرة إلى عالم الطفولة، وتمنحكِ أسرار الوصول إلى قلب الصغير بسهولة من أجل تعزيز ثقة الطفل بنفسه، الأمر الذي بدوره سيشعره بقوة الذات والسعادة، ولكن اطمئني ليست المهمة صعبة على الإطلاق.

اقرأ أيضًا: كيف يمكنكِ غرس مهارات “التعاون” في طفلك الصغير؟

الانتقاد هو سبيل الطفل إلى الانطوائية:

الأم في المراحل العمرية الأولى للطفل هي بمثابة مرآته السحرية، فمن خلالك يرى الطفل نفسه، يدرك عيوبه ومميزاته من خلال عينيكِ، ويصدقها حتى لو أخطأتِ يومًا،فأنتِ انعكاس لصورته،وأنتِ من يرسم اللوحة، فاحرصي على ألا تكون مشوهة.

فيمكنكِ البعدعن النقد الدائم للطفل، واحرصي على ألا تقللي من شأنه دومًا، فذلك هو الطريق نحو فقد الطفل ثقته بنفسه وفي قدراته وأحيانًا أحلامه، كما عليكِ الحرص على عدم توبيخه أمام الآخرين، لأن ذلك يشعره بالإحراج وتقليل الذات وهذا ما لم يمحى من قلب الطفل أبدًا، لذا امدحيه دومًا أمام الناس بعبارات ثناء مميزة، وإذا أخطأ يمكنكما الحديث على انفراد بعيدًا عن الحضور.

اقرأ أيضًا: إذا كنتِ “أم لأول مرة”.. 5 نصائح للتعامل مع طفلك

هل المقارنة تفيد الطفل أم تضره؟

منذ سنوات طويلة مضت، نشأت أجيال كثيرة على فكرة المقارنة من أجل تشجيع الطفل على المضي قدمًا، وهذا بالتحديد كان السر وراء اضطرابات نفسية عانت منها أطفالًا كثيرة وصولاً إلى مرحلة الشباب.

فالمقارنة بحد ذاتها أمر عظيم، ولكن عليكِ مقارنة الطفل بنفسه وليس بالآخرين، لأن لكل واحد منهم قدراته وعقليته وشخصيته، لذا فإن المقارنة ليست عادلة على الإطلاق، وتفقد الطفل ثقته بنفسه.

حيث يشعر الطفل أنه أقل شأنًا ومكانة عن غيره، الأمر الذي يحطم نفسيته، لذلك يتدنى مستواه بشكل ملحوظ ولا يتقدم مثلما تعتقدين، كما يولد الكره والحقد بين الأطفال بالأخص إذا قارنتي الصغير بأخيه أو شقيقته، هنا تكمن الكارثة الحقيقية، يحمل بعضهم للآخر ضغينة لا تحمى أبدًا.

إذًا كيف يمكنكِ مقارنة الطفل بنفسه؟

إن الأمر الصحي والسوي، هو مقارنة الطفل بنفسه السابقة، بمعنى: “تتذكر يا صغيري حينما تفوقت في الامتحان الماضي كنت عظيم جدًا، وأعلم أن هذه المرة لم تكن أفضل حالًا لكنك قادر على النجاح من جديد بل والتميز أيضًا“.

فتلك الطريقة السابقة تعزز ثقة الطفل بنفسه وتساعده على حب الذات وتقبلها، وأيضًا تساهم في تشجيع الطفل على النجاح والإبداع، لذا عليك تذكيره دومًا بإيجابياته ومميزاته وامدحيه برفق حتى لا يصل الأمر إلى مرحلة الغرور.

كما عليكِ محاولة السعي دومًا إلى اكتشاف مواهب طفلك والعمل على تحقيق إنجازات فارقة فيها، وتشجعيه من أجل المواصلة والتألق، وإذا لم يكن يحمل أي موهبة من وجهة نظرك، يمكنك تسجيله في رياضات مختلفة من أجل اكتشاف شغفه وتنميته.

اقرأ أيضًا: كيف تتعامل مع طفل ال ADHD؟

هل اعتقدتِ يومًا أن العمل التطوعي يعزز ثقة الطفل بنفسه؟

من حينٍ لآخر عليكِ غرس صفات إنسانية تشكل وعي طفلك بطريقة غير مباشرة، فالعمل الخيري التطوعي هو السبيل نحو غرز قيم العطاء في الطفل وتعزيز ثقته بنفسه، فمساعدة الآخرين يشعر الطفل بقيمته وأهميته، وهو الأمر الذي سيجعله يتقبل ذاته ويقدرها وهذا بالتحديد هوالسر وراء الثقة بالنفس.

حيث يمكنكِ اختيار مبادرات وحملات يشارك فيها الأطفال والذهاب إليها برفقة صغيرك، ومن الممكن أن تتنوع بين مساعدة الفقراء وكبارالسن، زيارة إلى مستشفى الأطفال للهو برفقتهم وتشجعيهم على مواصلة العلاج، بالإضافة إلى مبادرات بيئية مثل تنظيف الشواطئ أو إزالة المخلفات ضمن حملة مجهزة بالفعل يشارك فيها عدد من الناس، وغيرها من الأنشطة التي ستؤثر في قلب طفلكِ حتى النهاية، وهي اللغز وراء بناء شخصيته الإنسانية.

اقرأ أيضًا: 5 حلول مبتكرة لتنمية تفكير طفلكِ ومهاراته

ماذا لو كان طفلكِ هو صاحب القرار؟

من الأهم الأمور الأساسية التي تساهم في زيادة ثقة الطفل بنفسه، هو تحمل المسئولية وشعوره بأنه يمكنه أن يتخذ قرارًا بمفرده دون اللجوء إليكِ أو لوالده.

ومن أسهل الطرق لتحقيق ذلك يمكنك اصطحابه برفقتك أثناء التسوق واجعليه يختار ملابسه بمفرده بمساعدة صغيرة منكِ في أول الأمر، كما يمكنه اختيار هدايا أصدقائه وعائلته حسب ذوقه الشخصي.

كما يمكنك طلب مساعدته في المنزل، في بعض الأمور الصغيرة، لتعزيز ثقته بنفسه أنه قادر على المساعدة وتحقيق انجازات هامة، وحاولي الثناء على أدائه دومًا مع إضافة بعض الملاحظات الصغيرة بطريقة حضارية ليست منفرة لتجنب تكرار الأخطاء من جديد.

اقرأ أيضًا: هل يمتلك طفلك صديقًا خياليًا؟.. انصت إليه وتصرف بعناية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى