إن السنوات الأولى من عمر الطفل هي التي تحدد نشأته وشخصيته ومدى إبداعه، لذلك يحدثنا دومًا أطباء النفس عن ضرورة الاهتمام بالصغير في تلك المرحلة بالتحديد، وبالتالي تنمية تفكيره وطرق الإبداع التي ستجعله شخصًا فريدًا في المستقبل، وموفقًا في دراسته وعمل هوكذلك حياته الشخصية لأن كل تلك الحلقات متصلة ببعضها بشكل أو بآخر، لذلك يا عزيزتي تخبرك منصة “كلمتنا” في السطور التالية كيف يمكنكِ تنمية تفكير طفلكِ نحو الأفضل.
مهارات التفكير:
قد تلاحظين في الآونة الأخيرة أن عدد كبير من الشباب أصبح يعاني من عدم القدرة على التفكير والإبداع بشكل عصري يواكب التطور الهائل الذي يشهده العالم، فأولئك المبدعين يجيدون اتخاذ قرارات مصيرية سليمة، يطورون من ذاتهم بشكل مستمر ويحرصون دومًا على تنمية تفكيرهم بشتى الوسائل الممكنة، لأنهم ببساطة نشأوا على تلك الفكرة العظيمة، فليس هناك أحلامًا ستصبح حقيقة دون تفكير مبدع حقيقي حول كيفية تنفيذها.
هذا بالتحديد يا عزيزتي ما عليكِ فعله مع صغيرك، حتى يكون قادر على اتخاذ قرارات صائبة والتخطيط الجيد لمستقبله وحياته الشخصية بمهارة، فالعالم الآن يبحث عن المبدعين وليس أولئك منعدمي التفكير والأحلام، ولأن الحكاية تبدأ منذ الطفولة وما تزرعيه داخل طفلك وماتفعليه باستمرار لتنمية تفكيره على نحو أفضل، فعليكِ اتباع الخطوات التالية بعيدًا عن تعلقه بالأجهزة الإلكترونية كغيره من الأطفال.
اقرأ أيضًا: كيف يمكنكِ غرس مهارات “التعاون” في طفلك الصغير؟
5 خطوات لتنمية تفكير طفلكِ:
1- ناقشي طفلكِ:
عليكِ دائمًا يا عزيزتي الحرص على محاورة طفلك في أمور مختلفة من شأنها أن توسع من مداركه وتفكيره وتجعله صاحب رأي وقرار، فعليكِ دومًا تشجيعه للتعبير عن آرائه دون أن يصاحب ذلك خوفًا منك وتردد بشأن ردة فعلكِ التي قد تجعله يرفض محاورتك لاحقًا، لذلك عليكِ طرح بعض الأسئلة التي تحفز من تفيكره والأسئلة التي تجعله يبدع في إجابتها مثل: يا عزيزي هل ترى تلك الطيور المحلقة؟، لماذا لا يمكننا الطيران مثلها وإن كانت لدينا تلك القوى الخارقة فماذا ستفعل حينها؟
2- قراءة القصص:
اعتدنا منذ طفولتنا على فكرة أن يقرأ أحدهم لنا قصة قبل النوم، لكن في السنوات الأخيرة وفي ظل احتكار التكنولوجيا العالم، أصبح الصغير ينام وهو يحتضن هاتفه وهو يسمع إحدى القصص المسجلة إلكترونيًا، الأمر الذي جعل التواصل بينكما شبه منعدم وبالتالي أصبح صغيرك صامتًا طوال الوقت يستمع بهدوء ومن ثم يخلد إلى النوم دون فرصة للنقاش والحديث الذي من شأنه أن يطور تفكير الصغير ويجعله شخصًا مبدعًا.
لذلك فإن قراءة القصص التي تناسب عمر طفلك وتفكيره، تنمي مهاراته الإبداعية وتحفزه على التفكير بشكل أفضل، كما يجب أن تدور أحداث تلك القصة حول ما يدور في بيئة الطفل من أجل ربطه بالأحداث بشكل جيد وإطلاق العنان لخياله لتعزيز قدرته على التفكير الأمر الذي سيعتاد على فعله بمرور الوقت وأيضًا سيخفف من تعلقه بالوسائل الإلكترونية التي تقتل إبداع الصغار أحيانًا.
اقرأ أيضًا: هل يمتلك طفلك صديقًا خياليًا؟.. انصت إليه وتصرف بعناية
3- حل الطفل لمشكلاته:
لأن الطفل بطبعه فضولي، فستلاحظين أنه يقحم نفسه في عدد من المشكلات من أجل اكتشاف الخبايا التي يجهلها، وأيضًا إذا كان في عمر المدرسة فإنه من الطبيعي أن يتعرض لبعض المشكلات التي قد يراها أزمة حادة، من هنا بالتحديد يا عزيزتي يأتي دورك في تنمية تفكير طفلك، لكن ما علاقة ذلك بالمشكلات؟، دعيني أخبرك ذلك.
أولًا عليكِ ألا تسرعي على الفور وتحاولين إيجاد حلول لمشكلة طفلكِ، بل عليكِ أن تهمليه بعض الوقت كي يفكر بشكل منطقي ويحاول الخلاص من المشكلة بنفسه، فقط استمعي إليه وحاولي إظهار أنكِ تقدمين له المساعدة عن طريق طرح بعض الأسئلة من أجل أن يطمئن ويفكر ويجد الحل الأفضل، الأمر الذي سيجعله بمرور الوقت قادر على التصرف بشكل صحيح دون تردد أو خوف.
4- إتقان مهارة:
عليكِ الحرص على تعليم طفلكِ مهارة أو تنمية موهوبة لديه تساعده على الإبداع والتفكير، فعلى سبيل المثال يمكنكِ إعطائه دروسًا خاصة في العزف على إحدى الآلات الموسيقية، الأمر الذي سيجعل طفلكِ يبدع ويعزز من تفكيره بشكل عصري، كما أن الرسم من شأنه أن يفعل نفس الأمر.
فرسومات الطفل تعبر عما يحمله داخله والحياة التي يعيشها، كما تعبر عن رؤيته لنفسه وكذلك للآخرين، لأن الرسم هو مهارة تعزز مهارة التحليل ومن ثم تعزيز التفكير والإبداع والابتكار بشكل تدريجي، فعن طريق وسيلة ترفيهية يا عزيزتي يمكنكِ بناء شخصية طفلكِ.
5- دعي طفلكِ يلعب:
قد تمنع بعض الأمهات طفلها من الاختلاط بالآخرين خوفًا عليه –كما تعتقد– بالتحديد في ظل جائحة كورونا والخوف من إصابة الطفل بتلك العدوى المميتة أحيانًا، لكن يا عزيزتي ما لا تعرفيه أن الأمر ليس عبارة عن مجرد لهو، فمن خلال ساعات اللعب المرحة يتعرض طفلك للكثيرمن المواقف التي تجعله يجيد التفكير والتصرف، وكذلك تنمية حب الاستكشاف الذي سيجعله يثير عدد من الأسئلة غير النهائية وهو أمر إيجابي يعزز من إبداع طفلك يا عزيزتي، كما أنه سيجعله شخصًا اجتماعيًا لا يهاب الناس وبالتالي ستزداد ثقته بنفسه وبمهاراته وهو ما سيقوده نحو الإبداع.
اقرأ أيضًا: يختبيء صغيرك من العالم الخارجي؟.. إليكِ كيفية تعزيز ثقة الطفل بنفسه