بعد ابتكار “الرعاية الصحية” زيا جديدا للتمريض.. تعرف على الرحلة التاريخية لألوان الملابس الطبية
في إطار التنمية والابتكار التي تشهده مصر، لم تستطع إغفال من قاموا بانقاذ آلاف المصابين خلال جائحة كورونا ولقبوا بالجيش الأبيض، ففي المستشفيات التابعة لهيئة الرعاية الصحية، في محافظة بورسعيد، الإسماعيلية والأقصر، تم تغيير ملابس طاقم التمريض ورؤسائهم في تلك المستشفيات، وتبديلها بأخرى مبتكرة تواكب الهوية البصرية المذهلة للهيئة الصحية.
اقرأ أيضًا: في إطار المشروع القومي لمشتقات البلازما.. تعرف على أهمية بلازما الدم
ملابس مبتكرة لأطقم التمريض:
في كل قسم من أقسام المستشفيات التابعة لهيئة الرعاية الصحية، تم اختيار زي يحمل شكل خاص مميز، يختلف للإناث عن مثيله للذكور، لتحمل أقسام العمليات والتعقيم المركزي والأقسام الحرجة، بالإضافة إلى إدارة التمريض والوظائف الإشرافية في المنشآت الطبية، ملابس ذات طابع فريد بألوان مختلفة ومبتكرة لا تشبه بعضها الآخر.
الأمر الذي يعبر عن امتنان مصر الشديد لجهود الجيش الأبيض المذهلة، والحرص دومًا على ظهورهم في صورة عظيمة تلائم تطور البلاد الملموس في نظام الرعاية الصحية بكافة مستوياتها وتخصصاتها، ولأن هم المنقذ والمسعف ورحلة الشفاء للمريض والمصاب، كان لابد من الاهتمام بمظهرهم الخاص، لإضفاء التميز والابتكار على زي الملائكة البيضاء في المستشفيات، والسعي إلى تطبيق تلك الخطوة في محافظات مصر بالكامل، وفق خطة الحكومة المصرية ونظام التأمين الصحي الشامل.
لم يقتصر الأمر على استحداث الملابس فقط، حيث تسعى الهيئة العامة للرعاية الصحية إلى تنمية مهارات أطقم التمريض من الناحية المهنية من أجل التطور المستمر، والاستعداد الدائم للأزمات الخطيرة الطارئة مثل وباء كوفيد-19.
حيث قدمت دورات تدريبية متميزة للممرضين حول تنمية مهارات التواصل وأخلاقيات المهنة، بالإضافة إلى تنمية المهارات الإدارية وكيفية إدارة الأزمات، ومكافحة العدوى، ومن أجل تقديم الدعم الكامل للمريض وحرصًا على سلامته النفسية أيضًا، تلقت كوادر التمريض كيفية تقديم الدعم النفسي لمرضى كورونا، ولمواكبة التطور المذهل الذي تشهده البلاد، حرصت الهيئة العامة للرعاية الصحية على تنمية مهارات اللغة الإنجليزية لدى طاقم التمريض باعتبارها لغة العصر الحالي التي لا غنى عنها.
يأتي ذلك ضمن جهود الدولة المصرية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتوفير الصحة الجيدة وتحقيق الرفاهية للمواطنين، ضمن رؤية مصر2030، والتي تتكاتف أجهزة الدولة لتحقيقها في مختلف المجالات.
من خلال حديثنا عن تطور وابتكار ملابس التمريض، هل سألت نفسك يومًا عن رحلة ذلك الزي وما السر وراء ألوانه؟
اقرأ أيضًا: مرورًا بالحوادث الأشهر في تاريخ مصر.. حملة “المليون مسعف” هي سبيلك لإنقاذ حياة مصاب
رحلة ملابس طاقم التمريض:
من المتعارف عليه في العالم أجمع أن لون ملابس طاقم التمريض تشتهر باللون الأبيض، حيث يعتقد علماء النفس أن الرداء الأبيض للممرضين والأطباء هو سبب وراء التأثير الإيجابي على الحالة النفسية.
بالإضافة إلى أنه رمز للملائكية والسلام والهدوء، كما أنه يعبر عن النظافة والراحة، وهو أكثر ما قد يحتاج إليه التمريض والأطباء من أجل تعزيز الثقة بالنفس حول القدرة على علاج المريض وتقليل الخسائر الممكنة، بالإضافة إلى القدرة العالية على التركيز والانتباه إلى المرضى.
لكن في غرفة العمليات كان الوضع صعب للغاية، فتلك الملابس البيضاء تصيب الممرضين والأطباء بصداع لا يحتمل، الأمر الذي جعل المستشفيات والهيئات الصحية تقرر في القرن العشرين استبدالها باللونين الأخضر والأزرق، لأنها تصنف من الألوان المريحة للعين، بالأخص إذا كانت حالة المريض بحاجة إلى تركيز ومجهود كبير.
اقرأ أيضًا: ماذا لو تناولت دواء منتهي الصلاحية؟.. هل ستصاب بالتسمم؟
ماذا لو كان أصل ملابس الممرضات مقتبس من الراهبات؟
منذ مئات السنين كانت الراهبات يقمن برعاية المرضى والمصابين جراء الحوادث والحروب التي تخلف ملايين الجرحى، لأن العالم لم يكن يعترف بمهنة الممرضات آنذاك.
لكن عندما قامت “فلورنس نايتنجل” رائدة التمريض في العالم، بتغيير وجهة نظر الناس نحو مهنة التمريض التي كانت تعتبر وظيفة مهينة آنذاك، وطورت قواعد التمريض الأساسية التي ما زال الطب يتبعها حتى هذا اللحظة.
وفي أثناء الحروب التي شهدتها العالم، تطوع عدد من السيدات من أجل مهنة التمريض تحت إشراف “فلورنس نايتنجل“، لإنقاذ المرضى والمصابين، واتخذوا فكرة ملابس الراهبات، زيًا موحدًا لهن بالإضافة إلى قبعة صغيرة تغطي الرأس اشتهرن بها آنذاك.
حتى أخذ الأمر يتطور شيئًا فشيء وصولًا إلى الشكل الحالي لملابس طاقم التمريض التي تتنوع بين قميص وبنطلون للرجال والنساء باختلاف الألوان بين الأزرق والأخضر وأحيانًا الأرجواني، أما في بعض المستشفيات الأخرى قد ترتدي السيدات مئزر قصير بنفس الألوان السابقة إذا كانت من طاقم التمريض أو رؤساء التمريض، ولكن باختلاف الألوان وشكل الملابس، يجمع السلام والملائكية أطقم التمريض على مستوى العالم، فقد أنقذوا مليارات المرضى والمصابين على مدار مئات السنين، بسبب الحروب والكوارث، وأحيانًا أخرى حوادث مأساوية وصولًا إلى الأوبئة المدمرة التي اجتاحت العالم أجمع، فوقفوا في الصفوف الأولى متكاتفين بقلب واحد من أجل إنقاذ حياة البشر.
اقرأ أيضًا: من هي “فلورنس” التي نحتفل بيوم التمريض العالمي من أجلها؟