ماذا تقول عنك قنوات الأخبار.. اختراق أم مزاح؟

كتب: رضا الشويخي

لا خصوصية في عالم اليوم، والقاعدة تقول: إن لم يكن هناك سلعة، فأنت السلعة!.. وهذا ما حدث جرّاء انتشار كبير لتطبيق فكاهي في ظاهره، ولكنه كارثي في أغراضه، يكفي أنه أعاد للواجهة مرة أخرى لوجو قناة «الجزيرة مباشر مصر»، إحدى القنوات التي لم تتورع عن نشر توجهاتها بين الحين والآخر وقت رواجها، حتى قامت السلطات المصرية بحجبها.

بيانات في مهبّ الريح:

بياناتك هي الثمن، ليست لهذه اللعبة الجميلة وفقط، ولكن لأي تطبيق ترفيهي أو غيره..أسمعك تسأل: وما فائدة معلوماتي وبياناتي وأنا “كحيان” بصوت خالد عليش؟
أقول لك يا سيدي: بياناتك تحدد اتجاهات الجمهور سياسيا وفنيًا ورياضيا وغيره، بالإضافة إلى أن بعض هذه التطبيقات يسمح بالحصول على الاهتمامات والصور وأرقام التواصل وغيرها من هواتف المستخدمين.

وعلى مدار السنوات الماضية بات أغلبنا يستغرب وهو يتحدث مع صديقه عن هاتف مثلا فترى الإعلانات تأتيه بالهواتف وأنواعها، يتحدث عن إيجار الشقة فترى السوق الإليكتروني محملًا بالشقق إيجار وتمليك وغيره.. الحسبة تجارية بحتة، فلا تكن أن الصيد الثمين وتبتلع الطعم دون وعي.

الجزيرة، مجددًا:

انتشار لوجو «الجزيرة مباشر مصر»، قد يكون مقصودًا بإعادة تجميل ما انتشر من قبح على مدار سنوات عجاف، وما يجعلني أعتقد ذلك بشدة أن يستمر التطبيق ذاته، بعد حذف اللوجو حين انتبه إليه الكثيرون، وباتوا يتعجبون أن صحفيين وإعلاميين يتداولون أمثال هذه الألعاب دون التفات لخصوصية أو مواقف سياسية أو غيرها، د. فتحي شمس الدين، أستاذ الإعلام بآداب بنها، يرى أن في نشر مثل هذه الأشياء عودة لتبييض قبح الجزيرة وإعادة ترويج لها.

الرسالة واضحة وأنت من يدفع الثمن باختراق لحساباتك ومعرفة معلومات عن عملك إن كنت تعمل في مكان ذي حيثية، ولا يمكن أن نغفل إعلانات الشركة المصرية الألمانية لمكافحة الصراصير مثلا، أو إعلانات التخفيضات على المقابر.. لنقول لك بصوت عال: أهلا بك في عالم اللاخصوصية.