فريال أشرف ذهبية الكارتيه.. البداية مكان مغمور وحلم يعانق النجوم
في مكان بعيد على أطراف القاهرة، حيث زراعات النخيل في شمال العاصمة، لم تكن تعلم الصيدلانية فريال أشرف عبد العزيز أنها على موعد مع العالمية بعد سنوات قلائل، وأنها ستتربع على عرش الكاراتيه في أولمبياد طوكيو؛ لتصبح أول سيدة مصرية تفوز بالميدالية الذهبية.
لم تدر د. فريال أنها وهي تتدرب في ذلك المكان المغمور “مركز شباب الأندلس” أنها ستصبح حديث العالم شرقًا وغربًا، بعد أن وصلت بأقل الإمكانيات إلى ما لم يحققه غيرها من اللاعبين الذين صممت لهم برامج تأهيل وإعداد ومتابعة، وكأنها تؤكد على أن المصري قادر على صنع المستحيل.
رحلة مستمرة من النجاح، رافقت فريال عبد العزيز، منذ حصولها على المركز الثالث عالميًا، فى بطولة العالم المقامة في أسبانيا، لتأتي في المركز السادس، وفقا للتصنيف العالمي الذي يعلنه الاتحاد العالمى للكارتية، في آخر تصنيف لعام 2017/2018، وختاما بالذهبية المصرية في هذه الدورة من الألمبياد “طوكيو 2020″، والتي تعقد في العام 2021؛ جراء انتشار وباء كورونا المستجد.
اقرأ أيضًا: هادية حسني.. من ريف الشرقية إلى البطولة العالمية
الاستثمار في الرياضة:
مع انتهاء المباراة الختامية لمنافسات الكاراتيه، طارت الأخبار في وكالات الأخبار وكبريات الصحف العالمية، لتعلن أن فريال عبد العزيز “بنت النيل” نجحت في اقتناص أول ذهبية لمصر، لتكتب اسمها في التاريخ أنها أول سيدة مصرية تفوز بالذهبية في الأولمبياد، دعاية لا تقدر بمال نجحت فريال أن تكون بطلتها، لتترك رسالة لكل مؤسسات الدولة أن الرياضة إحدى قوانا الناعمة التي يجب علينا استغلالها، ولتثبت أن شوارع مصر ملآى بالمواهب في كل المجالات.
اقرأ أيضًا: نور الشربيني تحرز البطولة للمرة الخامسة على مستوى العالم ” هناك دائمًا سبب للإبتسامة”
حياة كريمة ورسالة عظيمة:
منذ فترة قريبة، انطلقت المبادرة الرئاسية”حياة كريمة” لتواصل رحلة بناء الإنسان في المناطق الأكثر احتياجًا، تعلم وتطبب، تبني وتشيد، فلو أن القائمين عليها اهتموا أيضا بالمواهب الرياضية لصار الوضع مختلفًا بالمرة، فلو تصورنا أن فائزًا واحدًا سيصنع مثلما صنعت فريال، لكان بالإمكان أن تتوقع أن مشروعًا كبيرًا سيتم تدشينه في هذه الأماكن ليوفر الفرص للشباب.
لا يمكن أن ننكر ما تقوم به وزارة الشباب والرياضة من جهود مضنية لدعم الرياضيين، ولكن تعالوا نتخيل أنها أطلقت “المشروع القومي لاكتشاف المواهب الرياضية” .. كيف سيكون الأمر، وكم بطلًا سنجده في تلك الضواحي المغمورة، التي لا يكاد يعلم أحدهم عنها شيئًا.
في ناحية تسمى “نجع أولاد الشيخ” حرص أحد أساتذة التربية الرياضية بجامعة بني سويف، وهو الدكتور “ربيع سليمان” على أن يدرب الأطفال الصغار على رياضة الكاراتيه بكل حماس وثقة، وكأنه كان ينظر للغيب ويقول لهم:ستأتي فتاة مصرية من مكان مغمور، تتربع على عرش اللعبة، فلا تقللوا من أنفسكم.. فتحية لكل مصري يثق في قدرة بني وطنه على النجاح، وثقوا جدًا أن مصر بها آلاف الأبطال، سيلمع نجم إذا أتيحت لهم الفرصة العادلة”.
“ستأتي فتاة مصرية من مكان مغمور، تتربع على عرش اللعبة، فلا تقللوا من أنفسكم.. فتحية لكل مصري يثق في قدرة بني وطنه على النجاح، وثقوا جدًا أن مصر بها آلاف الأبطال، سيلمع نجم إذا أتيحت لهم الفرصة العادلة”.
كثيرة هي الأحلام، غير أن تحقيقها فاتورته مكلفة من العرق والاجتهاد والسعي والصبر والمثابرة، وقبل ذلك كله التوفيق الذي بفضله تحقق كل شيء.. فاحلم كما شئت؛ لا شيء مستحيل.
اقرأ أيضًا: شروط الاشتراك في مراكز الشباب