لماذا يعد إنجاز أحمد الجندي بطل الخماسي الحديث هو الفوز المصري الأصعب؟
«علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل» جملة حكيمة من التراث العربي توضح أن الرياضة شيء مقدس منذ آلاف السنين، ومن يطالع جدران المعابد يجد أن المصريين القدماء أيضًا كانوا بارعين في عديد المجالات الرياضية، ومع انتهاء فعاليات أولمبياد طوكيو برز اسم البطل الأوليمبي أحمد الجندي، كلمتنا ترصد أبرز محطات البطل، وحتى الفوز العالمي.
لماذا نحتفي بالجندي؟
تضمنت المنافسات في دورة الألعاب الأوليمبية في العاصمة اليابانية طوكيو هذا العام 33 رياضة أولمبية، من بينها خمس ألعاب رياضية لأول مرة أو تعود إلى المنافسات من جديد: لعبة البيسبول (رجال)/ السوفتبول (سيدات) والكاراتيه “والذي أقرته اليابان؛ باعتبارها البلد المضيف” ورياضة التسلق ورياضة ركوب الأمواج ورياضة التزلج، بسحب موقع “اليابان ترافل“.
ومع كل فوز كانت الأخبار تنطلق احتفاء بالبطل الفائز، ومع هذا العدد من المشاركين، لم يحصل البطل المصري أحمد الجندي على الحفاوة اللائقة.
الجندي ينطلق من القاع إلى القمة:
من بين 36 لاعبا في الخماسي الحديث بالأولمبياد جاء اللاعب المصري أحمد الجندي في المركز الـ 13، لتنصرف الأنظار عنه، مع تضاؤل توقعات الفوز والاتجاه إلى ألعاب رياضية أخرى توقعنا أن نحرز فيها نجاحات، ولكن الجندي الذي خاض الرياضة الأصعب، أبى إلا أن يجبرنا على المتابعة والتصفيق بعد أن عاد سريعًا ليؤكد أنه يستحق الفوز وبجدارة، ليأتي في الترتيب الثاني وينافس بين الفضية والذهبية، ويتوج بالمركز الثاني عالميًا، في واحدة من الألعاب التي لم تعرف اسم “مصر” في منصات التتويج منذ نشأتها، بفارق ضئيل عن صاحب المركز الأول.
اقرأ أيضًا: فريال أشرف ذهبية الكارتيه.. البداية مكان مغمور وحلم يعانق النجوم
اكتب يا تاريخ:
علينا أن نفخر ونحن نحكي لأودلانا أن اللاعب المصري أحمد الجندي حقق فضية سباق الخماسي الحديث ليصبح أول لاعب عربي أفريقي يحرز ميدالية بهذا النوع من الرياضة، ليحل ثانيًا بعد البريطاني جوزيف جونغ، في حين جاء لاعب كوري جنوبي في المركز الثاني، ممسكًا بزمام رياضة تتكون من خمس رياضات مختلفة وهم السلاح والسباحة والفروسية والجري والرماية، ويؤكد أنه ليس مهمًا أن تكون في المقدمة في أول الطريق، المهم أن تنطلق تجاه هدفك؛ لتحقق ما تريد.
النجاح طعمه حلو:
بخبرة السنين استطاع الجِندي أن يعود ليكتب اسمه في لوحة الشرف، كيف لا وهو صاحب العديد من الميداليات المهمة، لم ينه الجندي الربيع الـ 21 من عمره بعد، ولكنه استطاع في سن صغير أن يكون بطل العالم للناشئين، فضية بطولة العالم تحت١٩ سنة ناشئين عام 2017م، وبطل العالم للشباب، وبطل العالم للكبار، وأن يقتنص ذهبية أولمبياد الشباب عام 2018م، وذهبية بطولة العالم للشباب في العام نفسه، وبروونزية كأس العالم بالمجر عام 2019م، وبرونزية بطولة العالم للكبار عام 2021، وذهبية بطولة العالم للشباب في العام نفسه، وختامًا فضية أولمبياد الكبار في طوكيو 2020م، والتي عقدت في العام 2021، نتيجة وباء كورونا المستجد، ليثبت أن من بطن هذه الأرض يخرج وحوش لا تعرف المستحيل، وأن المعدن المصري الأصيل لا تزيده شدة المنافسات إلا إصرارًا على الفوز وعزيمة على النجاح، وهو ما حققه الجندي، ليصنع “ريمونتادا مصرية” بطلها الجندي، ونتيجتها فضية العالم، ليقف أمام كاميرات الإعلام ملتحفًا بالعلم المصري.
نظارة زجاجية، ولكن:
قلما نجد بطلًا رياضيًا يرتدي نظارة رياضية، ما بالك بلعبة من العيار الثقيل مثل الخماسي الحديث، إنها عقبة جديدة وتحديًا خاضه الجندي، وربما لا يدرك ذلك إلا أصحاب النظارات التي لا تفارقهم، فلأي شيء ينتبه أكثر، للعوائق التي أمامه، أم للنظارة التي قد تُكسر أو تسقط.. فعلها الجندي ليؤكد مجددًا:
“تفشل 100%، إذا سمحت لنفسك أن تعلق شماعة تستقبل أخطاءك”
فشكرا لك أيها البطل.
أحمد الجندي “يرفع إيده”:
ميدالية فضية، بعد احتلاله المركز الثاني في الترتيب العام برصيد 1477 نقطة، هكذا أسدل الستار على فعاليات أولمبياد طوكيو 2020م، بعد أن أحرز الجندي 208 نقاط في رياضة السلاح، و316 نقطة في السباحة، ثم 284 نقطة في رياضة الفروسية، و668 نقطة في رياضة الجري والرماية بالليزر، ليحقق لمصر الـ11 الفضية في تاريخها، بجانب 7 ذهبيات، و19 برونزية، وليرتفع رصيد مصر إلى 38 ميدالية متنوعة في تاريخ الأولمبيا، وهو ما جعلنا نحتل المركز الـ 38 من بين206 دولة مشاركة، بإجمالي 6 ميداليات لأبطالنا: «فريال عبد العزيز، أحمد الجندي، جيانا فاروق، محمد إبراهيم كيشو، هداية ملاك، وسيف عيسى»؛ لتصبح رياضة الخماسي الحديث هي الرياضة الثامنة تاريخيا التي تحصد فيها مصر ميداليات.
اقرأ أيضًا: هادية حسني.. من ريف الشرقية إلى البطولة العالمية