كلمتها

كيف يمكنكِ تخطي مرحلة ما بعد الإجهاض؟

كتبت: أمنية أحمد

أغلب النساء حول العالم منذ نعومة أظافرها تحلم بذلك اليوم الذي ستصبح فيه أمًا، ربما بسبب الفطرة الطبيعية وعزيزة الأمومة والعاطفة التي خُلقنا بها، حتى أنها ربما تختار أسماء أطفالها وتبدأ في تخيل مظهرهم وتروي لهم حكايات عنها وعن أحلامها.

وما إن تقرر المرأة خوض تجربة الزواج، تبدأ تلقائيًا بالتفكير في أطفالها التي لم تنجبهم بعد، حتى تلك اللحظة التي تكتشف فيها أنها حامل بالفعل، حيث يجتاح قلبها سعادة عارمة لا توصف تكبر داخلها يومًا تلو الآخر، ولكن ماذا إذا تحول حلم الإنجاب ورحلة انتظار الجنين فجأة إلى كابوس مريع يعلن عن فقدانها له ويحدثالإجهاضبالفعل؟

تعلق ثم فقد:

في إحدى الشوارع أو المقاهي أو المتنزهات ستجد أن أغلب النساء والفتيات عندما يمرون بجانب طفل صغير، ولابد وأن تلهو بعضهم برفقته أو تقبله أو تعطي له الحلوى، كذلك إذا نظرت حولك عن كثب ستجد أن ما يقرب من 80% من النساء تتعلقن بأطفال العائلة والأصدقاء بالأخص إذا كان ابن شقيقتها أو شقيقها.

فهناك علاقة فطرية عاطفية تولد بين الأطفال والمرأة دون مجهود، يعشق بعضهما الآخر لذلك ستلاحظ أن أغلب مزحة للفتيات أن تريد أن تأخذ ذلك الصغير برفقتها إلى البيت لأنها أحبته وتعلقت به إلى درجة لا تصدق حتى وإن كانت تلك هي المرة الأولى التي تراه فيها.

وصولًا إلى زواج المرأة وتأسس بيتها وحياتها الخاصة، مع مرور الوقت ستحدث مشاكل زوجية طبيعية بين الشريكين، ولكن مهما تفاقمت تلك الخلافات والأزمات لا يمكن أن يكون هناك شيء يضاهي خسارة الجنين، الأمر الذي يؤثر على العائلة بأكملها بالأخص إذا كان هو الطفل الأول الذي انتظرته الأسرة طويًلا.

الإجهاض

لكن الأمر يكون مختلف كثيرًا بالنسبة للمرأة، لأن منذ اليوم الأول التي تتأكد فيه من حملها، تنشأ بينهما علاقة قوية عاطفة غير مرئية، لايشعر بها غيرها حتى وإن كان والده، لأن الأب لا تتحرك مشاعره تجاه الصغير إلا فور رؤيته، وإنما الأم تحمل داخلها تلك الروح الصغيرة التي تكبر يومًا تلو الآخر وتتعلق به الأم لحظة بعد الأخرى ويزداد شعورها بالاطمئنان والسعادة.

فعندما تستيقظ فجأة وقد خسرت جنينها، ستشعر وأنها فقدت جزءًا من روحها، حتى وإن لم تكن قد رأته، الأمر الذي يجعلها تصاب باكتئاب شديد وحزن عارم يجتاح قلبها لا يشفى بسهولة أبدًا.

فبعض من تلك السيدات قد تصاب بذعر شديد جراء أي حمل آخر، لأن ببساطة مؤلمة سيسطر عليها هاجس فقدان الجنين مرة أخرى، وهوالأمر الذي سيجعلها متوترة وقلقة أغلب الوقت، وبعض النساء الأخريات قد يعزفن عن الحمل من الجديد لأن تلك الفكرة تجسدت في عقدة سابقة لم تشفى منها بعد حتى تقرر استكمال حياتها دون طفل بدلًا من أن تخسر الآخر مجددًا.

لكنك يا عزيزتي قوية بإمكانك تحمل ذلك الألم، فالحياة مليئة بالمفاجآت التي تكسر قلبكِ أحيانًا، لكنكِ ما زلتِ تحاربين ما زال هناك أملًا طالما نحن على قيد الحياة ما زال هناك أمل، ولكن ما هي مراحل الألم الذي تتعرض له المرأة بعد الإجهاض؟

الإجهاض

اقرأ أيضًا: استراحة نفسية لكِ سيدتي بعيدًا عن صخب الحياة

ماذا تشعر المرأة بعد الإجهاض؟

أي صدمة أو ألم قد تتعرضين له يمر بعدة مراحل، تبدأ بعدم الوعي والنكران لما حدث، فقد يظن البعض أن الأمر ليس عادلًا بما يكفي، وأنها لا تستحق هذا الشيء، ولكن ذلك الشعور هو في الواقع ليس حقيقي، وإنما غلب الحزن عليها فترجم في هذا المعنى.

بعد مرور وقت ليس بكثير يتحول الشعور السابق إلى غضب وشعور بالذنب والاكتئاب، وهي المرحلة الأصعب في الألم، تكره المرأة كل شيء في الحياة وذاتها وتبدأ بالتفكير في الامتناع عن الإنجاب مرة أخرى أو قد يتحول الأمر إلى ذعر من الفكرة ذاتها والخوف من أن تتكرر مجددًا، الأمر الذي يجعل المرأة تفضل الوحدة في تلك المرحلة وتبتعد عن العائلة والأصدقاء باعتقادها أن ذلك سيقلل من أوجاعها ولكن هذا ليس حقيقي على الإطلاق.

الإجهاض

بعد تلك المرحلة تبدأ المرأة في تقبل الوضع شيئًا فشيء، وتشعر أن ربما ذلك هو الأفضل لها ولله حكمة بالتأكيد، والأمر الذي يآزرها قليلًا أنها ليست أول امرأة تصاب بتلك الحادثة المؤلمة، فعلى مدار عصور طويلة آلم الإجهاض ملايين السيدات حول العالم، لكنهم تخطوا تلك المرحلة وأنجبوا مرة أخرى وبقيت تلك الذكرى في الماضي، الأمر الذي قد يطمئن المرأة قليلًا وتبدأ في العودة إلى حياتها بالتدريج.

ولكن كيف يمكنكِ تخطي تلك المراحل المؤلمة بعد حادثة الإجهاض؟

الإجهاض

اقرأ أيضًا: إليكِ 6 خطوات تساعدكِ على مواجهة السرطان بشكل إيجابي

تجاوز مرحلة ما بعد الإجهاض:

ربما تتوقعي أن أخبركِ أن تتوقفي عن الحزن وتعودي إلى حياتكِ بشكل طبيعي كأن شيئًا لم يكن، أن تعود ابتسامتك من جديد وبأسرع مايمكن، لكن هذا ليس حقيقي يا عزيزتي.

فاحزني كيفما شئتي، ابكي كثيرًا ليزول الحزن والغضب الذي احتل قلبك، لا تتعاملي مع المشكلة بالصمت والتجاهل، لأن ذلك من شأنه أن يجعل الحزن يتفاقم حتى يستدعي الأمر زيارة الطبيب النفسي.

كما عليكِ محاولة التحدث عن الأمر مع زوجك أو صديقتك أي أحد أفراد العائلة، فالتحدث عما يحمله قلبكِ من شأنه أن يخفف أوجاعك قليلًا، وكذلك من أجل أن تتغلبي عن الحساسية والألم التي تصيبك عند ذكر الموضوع من حين لآخر، ولكن إذا اعتقدتي أن من حولكِ غير قادرين على فهم ما تشعرين به وذلك الأمر يسبب لكِ عدم الارتياح، فلا تفعلي ذلك حتى تشعرين أنكِ قادرة على مواجهة الأهل والأصدقاء.

الإجهاض

أيضًا يمكنك اشغال ذاتك في العمل أو الانخراط في بعض الأنشطة الاجتماعية التي من شأنها أن تشغلك عن التفكير في ذلك الأمر، وإذا أمكن السفر اذهبي أنتِ وزوجكِ بعيدًا إلى مكانٍ ما تحبونه حتى تستعيدوا حياتكم من جديد وبشكل طبيعي، لتعودوا بروح متفائلة راضية بما حدث، فالمشاركة في التعافي من ذلك الأمر من شأنه أن يقوي علاقتكم بشكل كبير.

ثقي دائمًا يا عزيزتي أن الأمر الذي تفقديه لم يكن خيرًا لكِ من الأساس وإلا كان دام، وتأكدي أن الحياة ستمض من جديد وسيصبح هذا الأمر ذكرى في الماضي، فما زالت الحياة تخبيء لكِ كثيرًا من المفاجآت السعيدة، انتظريها بحب وأنت تحملي طفلك القادم بين يديك وقدعادت الحياة إلى قلبك مجددًا.

الإجهاض

اقرأ أيضًا: بعدما أثاره مسلسل “ليه لأ”.. تعرف على الشروط والأوراق المطلوبة لاحتضان طفل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى