خروجتنا

الدير الأحمر في سوهاج.. تعرف على القدس الثانية

الأديرة والمساجد والمعابد تحمل الأديرة تاريخ عريق، تروي بين جدرانها ونقوشتها حكايات تاريخية تعود لآلاف السنين، زوار هذه الأماكن يفضلون الآثار وصمت المعابد وسرد الحوائط، أي أنهم سياح ومستكشفين من العيار الثقيل.

ومن أراد أن يبحث عن أصل الديانات وكيف بدأت ومنذ متى؟ يتوجه للكنائس والمساجد والأديرة، ليعرف الحقيقة من أهلها، هذا ما ستعرفه من جدران الدير الأحمر بسوهاج.

الدير الأحمر الكنيسة والحصن وسبب التسمية:

يقع الدير الأحمر بمحافظة سوهاج، ويبعد عن المدينة بنحو 21 كم، هو أحد أهم وأجمل الأديرة في مصر، أنشأه الأنبا بشاي أوائل القرن الرابع الميلادي.

يتكون الدير من كنيسة وحصن، الحصن يرجح أنه يرجع لعصر الإمبراطورة “هيلانة” وهو عبارة عن مبنى مربع تقريبا، ويحتوي على مجموعة من الوحدات التي تمكن الرهبان العيش لفترة طويلة بداخله ككنيسة، والقلل والمخازن ومصادر المياه.

والكنيسة الرئيسية عبارة عن  مساحة مستطيلة مقسمة إلى صحن يتكون من 3 أجنحة، ويوجد في الركن الجنوبي الغربي كنيسة ملحقة تعرف باسم السيدة العذراء.

سبب التسمية وحكاية الأنبا بيشاي: 

وسُمي الدير على اسم القديس “الأنبا بيشاي” والذى وُلد بقرية “باصونة –بأخميم” وفي شبابه صار يسلك بالشر، ولكن الله لم يتركه لشره، بل أصابه بمرض وأعلن له فى رؤيا مشهد العذاب الأبدي، فرفع “بيشاى” نظره إلى السماء وصرخ قائلاً “يارب.. إن شفيتنى من هذا المرض أتوب وأرجع إليك من كل قلبي” فشفاه الرب، فانطلق إلى الدير ليلتقى “الأنبا بيجول” خال الأنبا شنودة رئيس المتوحدين- فى جبل “أدريبا”، وصار “بيشاى” قديسًا عظيمًا.

عظمة تصميم الدير الأحمر: 

تظهر عظمة الفن القبطي فى الأيقونات الأثرية الموجودة فى الدير الأحمر، فهناك أيقونة القربانة المقدسة، وأيقونة للصليب والغطاء، وأيقونة الشبكة المطروحة فى البحر، وهى عبارة عن شبكة حلزونية ودوائر تمثل السمك وحمامة الروح القدس، وأيضًا توجد صورة لجدول الضرب القبطي، وأيقونة العشاء السري من القرن الثامن عشر الميلادي، وأيقونات أثرية أخرى.

أما الهيكل الأثري فيستعمل حاليًا كنيسة، وهو على شكل صليب وقباب بازيليكا، وبجوار القباب توجد مغارتان، واحدة قبلية والأخرى بحرية كانتا سكنًا للرهبان فى وقت من الأوقات، والجناح الشرقي للهيكل الأثري يوجد به تاج الأعمدة القبطي على شكل ورق العنب، مع وجه نسر في كل جانب منه يتوج كل أعمدة الهيكل.

والجناح الشمالي يوجد به عمودان كبيران فى الناحية الغربية البحرية، وتاج العمود من الفن القبطي ويمثل العرش الإلهي، والجناح الجنوبي وُجد به 12 عمودًا، وهم رمز لـ 12 رسول، ويوجد فى منتصف الهيكل عمود رخام كان يستعمل للإضاءة بالشموع أو بالزيت كقنديل.

الدير هو مقصد للسياح المحليين والعالميين، وتم الانتهاء من تجديده عام ٢٠١٢ وضمه لقائمة التراث العالمي في منظمة اليونسكو، واكتساب المكان شهرة كبيرة لانه أخر ما تبقي من المعالم الأثرية للعمارة البيزنطية.

قال راعي الدير الأحمر، انطونيوس الشنودي، إن كنيسة الدير الأحمر بنيت في القرن الرابع الميلادي على يد الملكة هيلانا التي بنت كنيسة القيامة، وأيقونات الهيكل الأثري مهمة جدا، فتوجد منها ٣ فقط على مستوى العالم واحدة في كنيسة القيامة وواحدة في كنيسة الدير الأحمر والأخيرة في السوريان.

ما الذي يجعل محافظة سوهاج تدخل ضمن المحافظات الأثرية؟ 

تمتلك محافظة سوهاج المقومات الأثرية المهمة التي تجعلها تستحق أن تكون على الخريطة السياحية في مصر، فهي تتميز بتنوع كبير للآثار، عبر العصور المتعاقبة، والمتمثلة في الآثار المصرية القديمة، الآثار اليونانية والرومانية، والآثار المسيحية، والآثار الإسلامية.

وهناك أيضا آثارها المهمة في غرب سوهاج كمعبد أتريبس، وآثارها الفريدة في شرق سوهاج كمقابر الحواويش ومقابر السلاموني، كما تزخر محافظة سوهاج بعدد كبير من الآثار المسيحية المهمة التي لها مكانتها العالمية الخاصة.

لا سيما ديريها الشهيرين في غرب سوهاج وهما دير الأنبا شنودة أو الدير الأبيض، ودير الأنبا بيشاي أو الدير الأحمر، هذا فضلاً عن الأديرة المهمة في شرق سوهاج كدير الأنبا بسادة ودير مارجرجس ودير السبع جبال، وكذلك كنيسة أبي سيفين وكنيسة الست دميانة.

وكذلك الآثار الإسلامية، وأهمها آثار مدينة جرجا كالمسجد الصيني، وجامع عثمان، وجامع الفقراء (الزبدة) ومئذنة المتولي، وحمام علي بك، ومنها أيضًا ما هو موجود في مدينة أخميم كمسجد الأمير حسن، ومئذنة الأمير محمد، هذا فضلاً عن عدد كبير من المباني التراثية.

والتي تربو عن سبعين مبنى لعمائر متنوعة كالقصور والمنازل والمنشآت المائية وغير ذلك، ومتحف إقليمي يزخر بعديد من الآثار والتحف الفنية المهمة التي ترجع إلى مختلف العصور المصرية، كالآثار المصرية القديمة والآثار المسيحية والآثار الإسلامية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى