“أحمد رجب”.. الكاتب الساخر المبدع في “نصف كلمة”
أحد أهم الكتاب والصحفيين المصريين، استطاع من خلال كتاباته الساخرة الموجزة أن يتسلل إلى العديد من قلوب عشاقه، فقد كان يختلف عن غيره من الصحفيين والكتاب، فقد اختار أن لا يكتب كثيرًا لكن يبعث رسائل كثيرة قيمة في جملة قصيرة بمقاله اليومي، استطاع من خلالها عرض العديد من القضايا والمشكلات المجتمعية التي لم تكن تلفت أنظارنا، إنه الصحفي الكبير أحمد رجب.
خلال مشواره الصحفي المليء بالكتابات الساخرة آمن الكاتب أحمد رجب دائمًا بأهمية الكتابة الساخرة، وإنها ليست للضحك أو التنكيت فقط بل هي كتابة جادة يستطيع عن طريقها توصيل العديد من الرسائل المهمة، وبالفعل استطاع فعل ذلك من خلال عموده الصحفي الذي حمل اسم “1/2كلمة” في جريدة الأخبار لمدة تجاوزت أكثر من 50 عامًا، كما كان يشارك مع رسام الكاريكاتير صديقه مصطفى حسين في كاريكاتير الأخبار وأخبار اليوم يوميًا من أفكاره.
نصف كلمة
ولد أحمد رجب في محافظة الإسكندرية عام 1928، وتخرج في كلية الحقوق بجامعة الإسكندرية، وبدأ بعدها العمل مراسلًا لدار أخبار اليوم في الإسكندرية، كما كان يكتب عدة مقالات لمجلة “الجيل” وظل شهورًا يكتب دون الحصول على أجر أو مقابلة المسئولين عن المجلة، حتى طلب منه رئيس تحرير المجلة أن ينتقل معه إلى القاهرة للعمل.
بعد انتقال أحمد رجب إلى القاهرة تعرف وقتها على مصطفى وعلي أمين مؤسسي مؤسسة أخبار اليوم، وطلب منه علي أمين اختصار أحد الموضوعات التي تم كتابتها في 10 صفحات إلى نصف صفحة فقط، لتبدأ وقتها رحلة أحمد رجب الصحفية وعموده الصحفي “نصف كلمة” الذي كان ثابتًا يوميًا في جريدة الأخبار.
استطاع أحمد رجب من خلال عموده اليومي “نصف كلمة” أن يطرح قضايا ومشكلات مجتمعية مهمة لم تكن تلفت أنظار الجميع، ولكنها لم تكن كتابات جادة بل أضفى عليها روح البهجة والفكاهة، فجعل كلماته تتزين بالإبداع، ذلك الأمر الذي جعله يشارك صديقه الراحل الفنان مصطفى حسين في رسوماته الكاريكاترية، ليطرحا معًا أفكارًا مبدعة ما زالت تاركة أثرها في عقول العديد من قراء صحيفة الأخبار.
ومن خلال الرسومات الكاريكاترية خلق كل من أحمد رجب ومصطفى حسين عدة شخصيات كوميدية تعبر عن فئات مختلفة في المجتمع المصري بعيون ساخرة، لتظل تلك الشخصيات راسخة في عقول الكثير حتى الآن، وأبرز هذه الشخصيات “فلاح كفر الهنادوة، كمبورة، عبده مشتاق، مطرب الأخبار، عزيز بك الأليت، الكحيت، وعلي الكوماندا”، وغيرها الكثير من الشخصيات التي ابتكرها الكاتب الساخر أحمد رجب، ورسمتها ريشة صديقه مصطفى حسين، خلال مشوارهما الصحفي الذي امتد لأكثر من 50 عامًا.
في الـ 12 من سبتمبر عام 2014 رحل الكاتب الصحفي الكبير أحمد رجب، ليلحق برفيق كفاحه ومشواره الصحفي الطويل مصطفى حسين، الذي رحل قبله بمدة لا تتجاوز شهرًا واحدًا، تاركًا خلفه أفكاره وإبداعته التي ما زالت خالدة وراسخة حتى الآن في عقول العديد من القراء.
مؤلفات أحمد رجب
لم يكتفِ أحمد رجب بعموده اليومي ومقالاته بل أنه قدم العديد من المؤلفات والأعمال الأدبية القيمة ومنها:
- صور مقلوبة صدر عام 1969.
- الحب وسنينه صدر عام 1987.
- توتة توتة صدر عام 1971.
- الأغاني للأرجباني صدر عام 1973.
- كلام فارغ صدر عام 1991.
- نهارك سعيد صدر عام 1997.
- أي كلام صدر عام 2009.
- يخرب بيت الحب صدر عام 2013.
- ضربة في قلبك.
- الحب هو.
من أشهر مقولات الكاتب الصحفي أحمد رجب:
1. الحب يختارك ولا تختاره .. وعندما يختارك فعليك أن تقبل بشروطه.
2. الكلام نوعان، كلام فارغ، وكلام مليان بكلام فارغ.
3. نحن لا ننبهر إلا بالعمل الذي نعجز عن إتيانه أو بالشخص الذي لا نستطيع أن نكون في قدرته.
4. كل إنسان ضعيف أمام النفاق، فمن الذي يكره أن يقال له أنت الأذكى، والأقوى، والأصوب رأيًا والأعظم موهبة؟
5. الحياة رجل وامرأة وشراكة بينهما.. واحد شريك.. والثاني شريك مخالف.
6. هناك فترتان هامتان يعجز الرجل فيهما عن فهم المرأة: فترة ما قبل الزواج، وفترة ما بعد الزواج.
7. يبكى الرجل عند مولده بلا سبب وبعد زواجه يعرف السبب.
8. المرأة هي التي تضع فوق لسان الرجل طلب الزواج منها، ثم تطلب مهلة لكي تفكر!