صلاح عبد الصبور.. الشاعر الذي قضت “الليلة المشؤومة” على حياته
12 أغسطس 1981، ليلة وفاة صلاح عبد الصبور، جاءت عقب سهرة وصفها الناقد جابر عصفور في كتابه “رؤيا حكيم محزون” بـ “السهرة المشؤومة” وجاءت تفاصيلها كالتالي:
كانت السهرة في بيت الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي وحضرها الشاعر الراحل أمل دنقل وزوجته الناقدة عبلة الرويني، ووفقاً لما رواه عصفور الذي حضر أيضاً، “جاءت الوفاة إثر أزمة قلبية أصيب بها عقب نقاش حاد بين عبد الصبور ورسام الكاريكاتير الراحل بهجت عثمان الذي اعتبر الشاعر بمثابة “مثقف خائن باع قضيته بملاليم” حين هاجمه بالقول”بعت ب 3 نكله يا صلاح؟” في حين رد عبد الصبور على اتهامات بهجت، مؤكداً أنه لم يبع وطنه، ولم يتخلّ عن موقف اتخذه، واحتدم في التعليق على بهجت، شعر بعدها بإرهاق دفع رفاق سهرته إلى نقله إلى مستشفى قريب لتلقي العلاج، إلا أنه فارق الحياة هناك.
حركة الحداثة الشعرية:
يعد صلاح من رموز الحداثة العربية المتأثرة بالفكر الغربي، كما يعدّ واحداً من الشعراء العرب القلائل الذين أضافوا مساهمة بارزة في التأليف المسرحي، وفي التنظير للشعر الحر.
تنوعت المصادر التي تأثر بها الشعر الإبداعي لدى صلاح عبد الصبور، من شعر الصعاليك إلى شعر الحكمة العربي، مروراً بسيَر وأفكار بعض أعلام الصوفيين العرب مثل الحلاج وبشر الحافي، اللذين استخدمهما كأقنعة لأفكاره وتصوراته في بعض القصائد والمسرحيات.
تأثر صلاح بالشعر الرمزي الفرنسي والألماني عند بودلير وريلكه، والشعر الفلسفي الإنجليزي عند جون دون وييتس وكيتس وت. س. إليوت بصفة خاصة.
عمل على صياغة “باقتدار” سبيكة شعرية نادرة من صَهره لموهبته ورؤيته وخبراته الذاتية مع ثقافته المكتسبة من الرصيد الإبداعي العربي ومن التراث الإنساني عامة، وبهذه الصياغة اكتمل نضجه وتصوره للبناء الشعري.
اقرأ أيضًا: لمظهر متميز.. 9 طرق تساعد على العناية بالنفس للرجال
ومن مؤلفاته الشعرية:
رؤيا
زيارة الموتى
لحن
أغنية مين فينا
الظل والصليب
البحث عن وردة الصقيع
ذلك المساء
أما عن مؤلفاته المسرحية:
الأميرة تنتظر (1969)
.مأساة الحلاج (1964)
.بعد أن يموت الملك (1975)
.مسافر ليل (1968)
.ليلى والمجنون (1971)
والنثرية:
على مشارف الخمسين
.و تبقي الكلمة
.حياتي في الشعر
.أصوات العصر
.ماذا يبقى منهم للتاريخ
.رحلة الضمير المصري
.حتى نقهر الموت.
قراءة جديدة لشعرنا القديم
.رحلة على الورق
بدايات صلاح:
وُلد الشاعر في إحدى قرى دلتا النيل التابعة لمركز الزقازيق، محافظة الشرقية، تلقى تعليمه في المدارس الحكومية، ثم التحق بكلية الآداب جامعة القاهرة قسم اللغة العربية في عام1947 حيث درس اللغة العربية، وفيها تتلمذ على يد الرائد المفكر الشيخ أمين الخولي الذي ضم تلميذه النجيب إلى جماعة الأمناء التي كوّنها، ثم إلى الجمعية الأدبية التي ورثت مهام الجماعة الأولى.
وعلى مقهى الطلبة في الزقازيق تعرف على أصدقاء الشباب، مرسي جميل عزيز وشاب نحيف كان يكبره بعامين وتخرج لتوه من معهد الموسيقى و إسمه عبد الحليم شبانه وهو عبدالحليم حافظ فيما بعد، وطلب عبد الحليم حافظ من صديقه صلاح أغنية يتقدم بها للإذاعة وسيلحنها له كمال الطويل فكانت قصيدة “لقاء”.
بدأ ينشر أشعاره في الصحف واستفاضت شهرته بعد نشره قصيدته “شنق زهران” وخاصة بعد صدور ديوانه الأول “الناس فى بلادى” إذ كرسه بين رواد الشعر الحر مع نازك الملائكة وبدر شاكر السياب، وسرعان ما وظف صلاح عبد الصبور هذا النمط الشعري الجديد فى المسرح فأعاد الروح وبقوة في المسرح الشعري.
أما عن المناصب التي تقلدها:
عمل صلاح عبدالصبور عقب تخرجه من كلية الآداب في التدريس، ثم انتقل إلى العمل بالصحافة، وسافر مستشارًا ثقافي لمصر بالهند في الفترة من 1977 وحتى 1978، وكان آخر منصب تقلده رئاسة الهيئة المصرية العامة للكتاب، كما نال جائزة الدولة التقديرية.
اقرأ أيضًا: هل يفرق الآباء في المعاملة بين الولد والبنت؟ .. إليك الحقيقة