ما بين “الماضي والحاضر” فجوة كبيرة في عالم الجامعات
ما بين “الماضي والحاضر” اختلفت الأجيال والقواعد وأسلوب الحياة والمأكل والملبس والتعليم أيضا، مثلما تغيرت عوامل الزمن والشكل والمكان كذلك تتغير الطباع والشخصيات، كانت الحياة في الماضي تتسم بالهدوء والرقي والمحبة والتواضع بين البشر، وكان المصريون يتمتعون بالكثير من الصفات الحميدة التي عرفوا بها حول العالم العربي والغربي.
الجامعات في الماضي:
أحبوا وعشقوا التعليم والتعلم واكتساب المهارات، كان التلاميذ والطلاب فى العصور الماضية أذنُ صاغية على عكس طلاب الوقت الحالي، لقد غيرت التكنولوجيا الحديثة وأدوات التواصل الاجتماعي الكثير من طباعنا وعاداتنا وأخلاقنا المصرية العربية، لقد أصبح الاحترام والتقدير موضة أو سلعة قديمة من يتبعها الآن ليس من الجمهور، والحديث هنا ليس على الطلاب فقط بل المنظومة التعليمية الكاملة والتي تتمثل في الطالب والمعلم والأستاذ الجامعي، الذين غاب بينهما الاحترام والتعليم.
في التقرير التالي تناقش منصة ” كلمتنا” مشكلة التعليم والجامعات مابين الماضي والحاضر، وما أسباب التغيرات عبر الزمن، وكيف نعود أصولنا التعليمية المصرية، وهل يمكن العودة للماضي أم مستحيل؟.
لقد تغيرت الأساليب التعليمية في يومنا هذا حيث انتهى عصر السبورة والطباشير وأصبح في وقت اللوحات الإلكترونية، وانتهت الأوراق والكتب وأصبح الطالب من خلال الهواتف يستذكر دروسه بمفرده من خلال مشاهدة الفيديوهات على المنصات الإلكترونية التابعة لوزارة التعليم وذلك الأمر ليس في المدارس فقط، بل عندما ينتقل الطالب إلى المرحلة الجامعية.
اقرأ أيضًا: كيف يستفيد الطلاب من الأنشطة الطلابية بالجامعة؟
تغيرات التعليم في الجامعات ما بين الماضي والحاضر:
تغيرات نفسية:
يعد العامل النفسي للإنسان من العوامل التي يجب مراعاتها في الحياة العامة، وبالتحديد حياة الطلاب، فجوة كبيرة ما بين حياة الطالب الجامعي في الماضي والحاضر، حيث إن الطلاب في السنوات الماضية كانوا على قدر أكبر من العقلانية والحكمة والراحة النفسية وظهر ذلك في متطلباتهم في الحياة كان الطالب يسعى للجامعة لكي يصبح طبيبا ناجحا أو محاميا مرموقاً، لقد تغيرت هذه الأفكار في الوقت الحالي، كما تغيرت الحالة النفسية والمزاجية للطالب، وغياب الرضا والقناعة وبروز الغرور وحب الشهرة وفعل الأشياء الخاطئة مثل معاكسة الفتيات والخروج والتنزه والضحك واللعب فقط، هذه الأمور التي تجعل الطالب بعيدا عن الطريق الصحيح، لذلك هناك اختلافا كبيرا ما بين “الماضي والحاضر”.
تغييرات اجتماعية:
ظهرت في السنوات الأخيرة بين طلاب الجامعة بعض التغيرات الاجتماعية، إلا وهي فكرة الشلة في الجامعات مجموعة من الطلاب يشابهون فى الصفات والمعيشة والفكر يصبحون أصحاب ويغلقون على أنفسهم مما يحدث حالة من الطبقية والتباعد الاجتماعي بين أبناء الدفعة، على عكس الماضي كان يوجد بين الطلاب حالة من الحب والمودة والنجاح والمساعدة بينهم البعض.
تغيرات اقتصادية:
بالرغم من التفاوت في الطبقات وكان يوجد الغني والفقير، إلا أن كان التعليم في حالة تساوي لا يفرق بين الطلاب في الجامعات سوى الاجتهاد والمذاكرة والقدرة على الحصول على الدرجات العالية، ولكن في الوقت الحالي برزت الفجوات الاقتصادية بين الطلاب وذلك لأن جميعهم ليسوا متساوين في المستويات الاقتصادية، ترى الطالب الثري اليوم متفاخرا بسيارته بين زملائه مما قد يحدث لهم حالة من النقم على حياتهم.
اقرأ أيضًا: تعرف على طرق التغلب على العوائق النفسية في السنة الأولى للجامعة ..رحلة إلى الأفضل
الانفتاح العالمي والتكنولوجيا:
قديما كانت وسيلة التواصل الاجتماعي بين طلاب الجامعات هي هواتف المنزل أو الهواتف في الشكل الأعم، وكانت وسيلة المذاكرة عن طريق الكتب والمراجع والمذكرات الكتبية، كما أنه كان عوامل الثقافة والتعرف على العالم من الصحف والجرائد، أما في العصر الحالي أصبحت منصات التواصل الاجتماعي ملازما للطلاب منها يحصلون على المعلومات فيتم تجاهل الأستاذ الجامعي والمحاضرات، ومنها يتعرفون على شكل الجامعات التي تظهر على وسائل التواصل الأجتماعي مما يحدث حالة من كره الجامعة والدراسة عن الطالب.
ضعف الثقافات:
كان الطلاب في السنوات الماضية عشاق للمعرفة والقراءة والتطلع والحصول على المعلومات سواء من الكتب أو المعلمين أو الأساتذة الجامعيين أو المكتبات أو التحدث مع الشخصيات القيمة، أما في الوقت الحالي أصبح المصدر الوحيد للتعرف على الثقافات أو العوالم الأخرى عند الطلاب هي السوشيال ميديا، ذلك الأمر الذي كان سببا في اندثار الكثير من أخلاقنا ومبادئنا وعاداتنا وتقاليدنا.
اقرأ أيضًا: ما هي أسباب فشل الطالب المتفوق في المرحلة الجامعية؟.. جهل الطالب وإغراءات الحياة