في ذكرى وفاة نجيب محفوظ.. هل كان توفيق الحكيم كريماً معه؟
تحل اليوم 30 أغسطس الذكرى السادسة عشر لرحيل الأديب العالمي نجيب محفوظ عن عالمنا، تاركًا خلفه تراثًا أدبيًا فريدًا وأعمالًا تمتلئ بها المكتبة العربية، وكان أديب نوبل يعتز بمعلمه الكبير الأديب الراحل توفيق الحكيم، وقال محفوظ “أعتبر روحي تكون كأديب من عودة الروح” تعبيرًا عن حبه وامتنانه لأستاذه ومعلمه توفيق الحكيم صاحب رواية “عودة الروح”، في التقرير التالي تأخذكم منصة كلمتنا في رحلة لاكتشاف العلاقة بين الصديقين توفيق الحكيم ونجيب محفوظ.
اللقاء الأول
وكان اللقاء الأول بين الصديقين بناءًا على طلب توفيق الحكيم، والتقيا في إحدى مقاهي وسط البلد، وجلس نجيب محفوظ مع أستاذه الحكيم وطلبا فنجانين من القهوة، وقال الحكيم لمحفوظ ساخرًا “شوف بقى، هاتقولي أنا اللي هأدفع الحساب وهقولك لا أنا اللي هدفعه، خلي كل واحد فينا يدفع حسابه أحسن بدل ما نتخانق!”
العلاقة بين الصديقين
ضرب توفيق الحكيم ونجيب محفوظ مثالًا حياً لأفضل صور العلاقات التي تتكون بين الأستاذ وتلميذه، فقد حرص توفيق الحكيم على التعرف على نجيب محفوظ قبل حصوله على نوبل وتشجيعه على الإبداع بلون جديد من الأدب تميز به صاحب نوبل، وتحولت علاقة الأستاذ وتلميذه إلى علاقة صداقة، وحضر توفيق الحكيم إحدى اللقاءات الإذاعية التي سجلت معه في بيت محفوظ احتفالا بميلاده.
مكتب توفيق الحكيم
واستمرت العلاقة الطيبة بين توفيق الحكيم ونجيب محفوظ، وظل محفوظ صديقًا وفيًا لأستاذه حتى وفاته، وللصدفة الغريبة قررت جريدة الأهرام عقب حصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل أن تخصص له مكتبًا في مقر الجريدة، ومنح حينها مكتب أستاذه توفيق الحكيم الذي لم يفتح منذ وفاته.
ولوفاء نجيب محفوظ وامتنانه الشديد لما تعلمه وعرفه مع أستاذه توفيق الحكيم، وافق أن يتم تخصيص هذا المكتب له، لكي يستعيد دائمًا ذكرياته مع أستاذه ومعلمه، لكنه لم يجلس أبدا على كرسيه، بل ظل يجلس على الأريكة التي كان يجلس عليها حين كان يأتي لزيارة توفيق الحكيم.
أديب عودة الروح
وصرح نجيب محفوظ خلال أحد اللقاءات الصحفية أن أقرب كتب توفيق الحكيم إلى قلبه هما “أهل الكهف، وعودة الروح”، لأنهما عاشا معه، واقتربا من وجدانه بشكل كبير، قائلاً “اعتبر روحي تكون كأديب من عودة الروح”.
المجاملات والإهداءات
كانت العلاقة بين الأديبين الكبيرين لا تخلو من المجاملات والإهداءات، فقد كان توفيق الحكيم حريصاً على تقديم الهدايا لتلميذه نجيب محفوظ تقديراً لما يقدمه فى عالم الأدب والرواية، وهو ما تسجله مقتنيات الراحل الكبير فى متحف نجيب محفوظ، ومنها قلمين من الحبر من نوع شيفر أهداهما الأديب الكبير الراحل توفيق الحكيم لصديقه وتلميذه نجيب محفوظ.
اقرأ ايضاً: أم كلثوم نجيب محفوظ تستعد لنشر كتابها الأول.. يضم مذكرات أديب نوبل لأول مرة