كلام رجالة

صلاح السقا.. من المحاماة إلى “رائد فن العرائس”

فن العرائس هو أحد الفنون الشعبية والهوية الثقافية التي تميز بها الشعب المصري عن غيره، هذا العالم الساحر الذي يجذب إليه الطفل ويسلب عقله، وينقله إلى عالم خيالي آخر، ليس الأطفال فقط وإنما أيضًا الكبار، فلا زالنا حتى اليوم نستمع بمشاهدة العرائس وهي تتراقص بأجسادها وتنحني يمينًا ويسارًا.

ونعود لأصل الحكاية، جاءت من عند صلاح السقا، الذي امتهن هذه المهنة عن حب، فبرع فيها، ولقب ب “رائد فن العرائس”

من هو صلاح السقا؟ 

نبدأ من أوبريت الليلة الكبيرة، من كلمات الشاعر الكبير صلاح جاهين، وألحان سيد مكاوي، من أشهر ما قدم على مسرح العرائس في مصر، ليصف المولد الشعبي بشكل رائع ومختلف مستعينًا ببعض الشخصيات: الأراجوز، بائع الحمص، بائع البخت، القهوجي، المعلم، العمدة، الراقصة، مدرب الأسود، الأطفال، المصوراتي، معلن السيرك، المنشد، الفلاح، استعين في العرض بعرائس من تصميم ناجي شاكر، وكان الإخراج لصلاح السقا.

وغنت الأغنية بكلماتها الجميلة:

بنات: قبة سيدنا الولي دول نوروها. ما أحلى البيارق والناس بيزوروها.

قبة سيدنا الولي في الجو عالية.

ما أحلى البيارق لما نوروها.

بائع: حمص حمص، تل ما ينقص، ع النار يرقص. يرقص يرقص ويقول. اللي شاف حمص ولا كلش. حب وإتلوع ولا ولا طالش.

تميز صلاح السقا في مجال العرائس، واعتبره فنًا مختلفًا عمل على تطويره والاجتهاد فيه، لتقديم العمل المميز، ليخلد بعد مماته، فأخرج”الليلة الكبيرة”.

“سيرجي أورازوف” الأب الروحي لفناني العرائس في العالم، فالتحق صلاح السقا بدورة تدريبية لتعليم فن العرائس على يده، ومن ثم سافر بعدها السقا إلى رومانيا وحصل على دبلومة الإخراج المسرحي، وتخصص في فن العرائس.

قرر صلاح العمل في مجال العرائس، بعد أن عمل مدة لا تقل عن عام في مجال المحاماة، لكنه لم يصمد كثيرًا، وانتقل إلى مجال العرائس، وبعد أن عاد من ألمانيا إلى مصر، حصل على ماجستير من معهد السينما قسم إخراج.

فقدم السقا عشرات الأعمال الفنية من أهمها: “الليلة الكبيرة، حسن الصياد، الأطفال يدخلون البرلمان، خرج ولم يعد، مقالب صحصح وتابعه دندش، حكاية سقا”.

إنجازات السقا في فن العرائس: 

ساهم في إنشاء مسارح العرائس ببعض الدول العربية الأخرى مثل سوريا، الكويت، قطر، وتونس، العراق، وحضر له الرئيس جمال عبد الناصر عرضا مسرحيا عام 1960 وأبدى إعجابه به بشدة، فقرر إنشاء مسرح للعرائس يكون السقا مديرا له، وبعد ذلك تولى رئاسة البيت الفني للمسرح من الفترة حتى 1988 حتى 1990.

جوائزه التي حصدها: 

حصل صلاح السقا على العديد من الجوائز، منها الجائزة العالمية الثانية من بوخارست في بداياته الفنية، وفي 1973 حصل على الجائزة الأولى ببرلين، كما نال شهادة تقدير من الولايات المتحدة الأمريكية في 1980، كما منحة عمدة “مستل باخ” بالنمسا وسامًا خاصًا بمناسبة عرض الليلة الكبيرة عام 1989، وكانت النمسا كرمته من قبل عام 1980، ونال الدرع المميز من مهرجان جرش الأردن 1985.

أسرته: 

هو والد الفنان أحمد السقا، وقد تزوج من نادية ابنة الفنان عبده السروجي، وأنجب منها أحمد وفاطمة.

توفي صلاح السقا صباح يوم السبت 25 سبتمبر 2010، متأثرا بهبوط في القلب وقصور في وظائف الكلى.

كيف جاءت بداية العرائس؟

وفن العرائس فن قائم منذ عهد الفراعنة، الذين تميزوا وعرفوا بتصميم العرائس ذات الفصائل ليمكنهم تحريكها والتمثيل بها على المسرح، وكان أول عرض مسرحي أسطورة ايزيس وأوزوريس.

على شكل عرائس وكانت لها أهمية كبرى لما بها من صراع بين الخير والشر والحب والوفاء، ومن أقدم عروض العرائس ذلك العرض الذي يقدم سنويًا، في احتفال كبير بفيضان النيل حيث يقدمون له عروسة غير آدمية كقربان للنيل لكي يفيض عليهم بمائه.

اقرأ أيضًا:  هل يفرق الآباء في المعاملة بين الولد والبنت؟ .. إليك الحقيقة

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى