كاتب ومقال

ومضة| كان صديقي

بقلم: أحمد سليمان

أحمد سليمان

لقاء عابر على سلم عمارة في أحد أحياء القاهرة أعاد لأحمد ذكريات طحنتها السنوات طحن الرحى، لم يكن قد وضعها في طي النيسان، ولم يهتم في الوقت ذاته بتصنيفها في الخانات البيضاء أو السوداء رغم أنه كان شديد الكره للون الرمادي.

التقى أحمد جاره الشاب الذي يقاربه في السن، لقاء عابر لم يدم أكثر من ثوانٍ معدودة لكنها حملت في طياتها سنوات من الصداقة دامت طوال طفولتهما، ورغم ذلك جاء اللقاء بارداً مجرد تصافح بالأيدي بلا عناق… بلا سؤال عن الأحوال.. لم يكن سوى أداء واجب لاثنين أرغم القدر خطاهما على الالتقاء.

فكر أحمد فيما مضى وكيف كان يلعب مع صديقه في الطفولة، تذكر أحمد عندما كان يرفض أن يلعب الكرة سوى في فريق واحد مع صديقه، وإن قضت الظروف أن يلعب كل واحد في فريق كان يرفض أن يكمل اللعبة.

تذكر حين كانا يتحادثان هاتفيا بالساعات رغم أنه لم يكن يفصل بينهما سوى طابق واحد في السكن.

وتساءل كيف خفت بريق الصداقة حتى صار ظلاماً من يضع ذكرى فيه لم يكد يرها، أهذا الذي كان يرفض أن يفترقا في اللعب؟ كيف فرقتهما الحياة؟..

صبر نفسه بجملة إن هذه هي سنة الحياة واضطر لتصديقها رغم علمه بأنها كلمة حق كثيراً ما يراد بها باطل، فالطفولة كثيراً ما تسمح لنا بما لن يسمح به عنفوان الشباب وليس العكس.

أكمل أحمد خطواته وركب سيارته فاشلاً مرة أخرى في تصنيف تلك الذكرى إلى اللون الأبيض أو الأسود، ورغم ذلك كان متيقناً أنه من رابع المستحيلات أن يسأل صديق الطفولة لماذا لم تعد يا صديقي صديقي؟؟

 

نبذة عن الكاتب

أحمد سليمان

أحد الكتاب الشباب لمنصة كلمتنا

محرر صحفي تخرج في كلية الإعلام جامعة القاهرة

صدرت له 4 كتب
منهم ديوانا شعر باللغة العربية “بلاء عينيك أطلال”
مجموعتين قصصيتين “مواسم الموت وعيادة فقدان الذاكرة”

للتواصل :

[email protected]

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى