“شبرا بلولة”.. كيف نجحت قرية مصرية في تصدير العطور إلى فرنسا؟
المعروف أن فرنسا هي المصدر الأول لإنتاج العطور على مستوى العالم، ولكن البعض لا يعرف أن مصر هى منبع العطور وتقوم بتصدير العطور المخصصة إلى فرنسا وأمريكا، من خلال قرية صغيرة وهي “شبرا بلولة”، فهي المملكة الشهيرة لإنتاج العطور في مصر، هيا بنا نتعرف على هذه القرية ومنذ متى وهي تحتكر زراعة الياسمين والروائح المختلفة.
مملكة العطور
يستيقظ سكان القرية منذ الصباح بقرية شبرا بلولة فهي تقع بمحافظة الغربية التي يطلق عليها “مملكة إنتاج العطور العالمية” تعد القرية المصرية الوحيدة في مصر التي تقوم بزراعة العشرات من الروائح مثل الفل والياسمين واللارنج والريحان، تعد القرى المصرية الوحيدة التي لم تشهد بطالة إطلاقا فكل أبناء القرية يعملون بزراعة العطور منذ صغرهم.
زراعة الياسمين
موسم الزراعة يكون ٦ أشهر فقط في العام ويكون الحصاد يوميا بشكل مستمر، تبدأ زراعة الياسمين من بداية شهر يونيو إلى 30 ديسمبر، وتكون حصيلة الإنتاج بكميات كبيرة تصل إلى أطنان، إضافة إلى ذلك تكون المساحة المزروعة من نباتات الياسمين حوالي 2180 فدانا، يكون منها 60% في مركزه قطور، و70% من سكان القرية يعملون في الزراعة، فتكون أجرة المزارع 12 جنيها عن كل كيلو ويجمع كل مزارع 5 كيلوجرام من تجميع الياسمين ثم بعد ذلك تبدأ مرحلة صناعة الياسمين.
يستهلك الفدان ما بين 450 و500 متر مكعب من المياه في المرة الواحدة، ولا يجمع الياسمين سوى بالطريقة اليدوية مما يتطلب الكثير من العاملين حتى يقوموا بعملية القطف، إضافة إلى ذلك يتم تصدير الياسمين بنسبة مائة في المائة إلى الخارج إلى دول مختلفة مثل فرنسا وأمريكا وأوروبا.
اقرأ أيضًا: هل جربت التقاط صورة “سيلفي” مع بركان؟.. الأمر متاح وإليك التفاصيل
مرحلة الصناعة
تبدأ مرحلة التصنيع بعد الحصاد مباشرة، يتم تكويم العشب في كومات صغيرة في مكان مظلم لمدة 24 ساعة حتى يذبل، ثم بعد ذلك يدخل مصنع التقطير وهو مصنع عبارة عن غلايات ضخمة وعصارة، ويوضع بها العشب ليدخل في عملية التبخير مباشرة، وتكون مرحلة التقطير لا تقل عن 3 ساعات من عملية التكثيف، ولكن يجب أن يكون الضغط البخاري مناسبا ولا يكون مرتفعا فإذا ارتفع قد يحرق العشب، وينتج زيت محروق غامق اللون أو منخفض تكون رائحتة غير مقبولة، اللون المطلوب هو الأصفر الفاتح وهو ذو رائحة مميزة.
يجفف الزيت الناتج عن التقطير بفصله عن الماء، ويترك الزيت طوال الليل ثم يرشح ويعبأ بعدها في عبوات مناسبة من الألمنيوم والبلاستيك، ولكن يجب أن تعبأ العبوة تماما بالزيت، ولا يترك فراغات حتى لا يتفاعل الزيت مع أكسجين الهواء الجوي.
اقرأ أيضًا: “جزيرة الزبرجد”.. منبع أغلى الأحجار الكريمة بين طيات البحر الأحمر
معاناة المزارعين
يعاني المزارعون كثيرا بسبب قلة المقابل المادي الذي يحصل عليه الفلاح، مقابل ما يجنيه المصدرين لزيوت العتر، وايضا بسبب أن أصحاب المصانع يواجهون مشكلة الضرائب التي تتراكم عليهم بدون تقدير، مما أدى إلى إغلاق الكثير من المصانع بسبب ارتفاع الضرائب وأسعار المازوت، ويطالبون المزارعين بإنشاء غرفة تجارية لحمايتهم من احتكار المصدرين بسبب إحتكار المصدرين لسعر زيت العتر، ويتلاعبون بالمزارعين، وإنشاء جهة حكومية مختصة بتصدير زراعات الفلاح لتواكب الأسعار العالمية.
لا أحد يصدق أن تلك القرية الصغيرة تستطيع أن تخرج كل هذه العطور وتصديرها إلى البلاد الغربية، مصر مليئة بكثير من الخيرات لكن الكثير لا يعرف ذلك، وقد تعرفنا خلال موضوعنا عن مصدر استخراج العطور ومرحلة تصنيعها، والمعاناة التي يعانيها المزارعين.
اقرأ أيضًا: “كهوف تاسيلي” الحضارة التي تمكنت من الوصول إلى الفضاء