“بعلبك”.. المدينة الأولى الشاهدة على قوة العصور الرومانية
لبنان تتميز بجمالها الطبيعي الخلاب والجمال والمعابد، ولكن يظل مكانا مميزا يسمى “بعلبك” ويعد في قلب لبنان، يعتبر من الأماكن المميزة في لبنان، يحمل الكثير من الآثار التي تم تشييدها فيه، سنتعرف خلال موضوعنا على تاريخ ذلك المكان ومتى تم بناؤه.
تاريخ مدينة “بعلبك”:
تعد أحد أقضية محافظة البقاع الخمسة و أكبرالأقضية في لبنان من حيث المساحة، وتبلغ 2278 كيلو مترا مربعا، أي أقل بقليل من ربع المساحة الإجمالية.
يحتل قضاء بعلبك الأراضي الواقعة ما بين القمم الشمالية لسلسلة جبال لبنان الغربية والشرقية، وهي أراض معظمها ذات مناخ شبه صحراوي، جرداء ضفاف نهري الليطاني والعاصي، حيث تتمركز غالبية التجمعات السكانية في القضاء، بينما تخلو بقية المساحات لتشكل في أغلبها مناطق قاحلة تسمى “جرود بعلبك”.
كما تحدها من الشمال والشرق الحدود مع سوريا، ومن الغرب قضاء الهرمل في محافظة البقاع، وأقضية الضنية وبشري والبترون و جبيل و جونية في محافظتي الشمال وجبل لبنان، و من الجنوب الحدود مع سوريا وقضاء زحلة.
مركز القضاء والمحافظة في أن، ومدينة الشمس بعلبك، والمدينة التاريخية التي تعود بآثارها العربية والرومانية لأكثر من ألف وخمسمائة عام.
اقرأ أيضًا: “مدينة جيثورن”.. البندقية الهولندية بروح الطبيعة الساحرة
سبب التسمية:
يعود سبب تسمية المدينة من قبل الكنعانيين الفينيقيين قبل آلاف السنين، حيث ذكرت في التوراة باسم “بعلبك”، وقد ذكر أنيس فريحة في كتابه “أسماء المدن والقرى اللبنانية”، أن اسم المدينة هو سامي ومصدره كلمتي “بعل” وتعني “مالك”، وكلمة “بق” وتعني البقاع رافضا أن يكون اسم إله كما يدعي البعض لعدم وجوده في اللغات السامية، فيكون معناها “إله وادي البقاع”، وهناك من عرب اسمها إلى “مدينة الإله بعل”، وكان يطلق عليها المدينة أيام الرومان “هليوبوليس”.
السياحة في “بعلبك”:
تعتبر مدينة بعلبك من أهم المدن التاريخية والسياحية في لبنان وفي الشرق الأوسط، وتعد الهياكل الموجودة في بعلبك من أكثر الهياكل التي تعود إلى العصر القديم شهرة، ويعد موقعها الأثري هوالشاهد الأساسي على قوة وثروة وعظمة الإمبراطورية الرومانية.
تبعد على مسافة قصيرة من القلعة، ويوجد بها مجموعة من المعالم السياحية الإسلامية، التي بنتها الحضارات العربية المتعاقبة على المدينة، وتوجد بها العديد من المنازل العثمانية الجميلة التي تمنح المدينة جانب معماري مثير للاهتمام، وتجمع “بعلبك” بين المناظر الطبيعية الخلابة والتقاليد المختلفة والفنادق التاريخية الجميلة، وتم إنشاء بعض الفنادق الحديثة في السنوات القليلة الماضية، والتي تعكس تكيف المدينة مع الحداثة.
كما يوجد بها السياحة الدينية فإن مقام السيدة خولة في “بعلبك”، ليس مثل غيره من المقامات، حيث يعتبر جزءا أساسيا من السياحة الدينية في المنطقة، ويعتبر المكان محجا للزوار من كافة المناطق اللبنانية، حيث يصلون إلى الله، وقد ذاع صيت المقام، فتجد القاصدين لزيارته من سوريا وإيران ودول الخليج والدول الإسلامية.
المهرجانات:
أهم ما يميز “بعلبك” شهرتها بمهرجانها الدولي السنوي، والذي يقام في كل من معبد جوبيتر ومعبد باخوس، والذي يأتي إليها سنويا أهم وأشهر الفنانين العالميين، لإحياء حفلات رائعة في أحد أجمل الأماكن الأثرية في العالم، وقد افتتح رسمياً في صيف 1956، ومؤسسته “زلفا شمعون”عقيلة رئيس الجمهورية اللبنانية السابق كميل شمعون.
تعد “بعلبك” من أهم الأماكن الأثرية في لبنان، لذلك تظل لها مكانة خاصة لدى كل زائر يأتي إليها، وهكذا نكون أوفينا حديثنا عن موضوعنا اليوم وتعرفنا على تاريخ “بعلبك” الذي يعود لأكثر من 1500 عاما، لذلك تكون مميزة بكل ما تحمله.
اقرأ أيضًا: ثقافة “الفودو” في بنين وما علاقتها بالسحر.. تفاصيل غريبة