خروجتنا

«وادي الوشواش» ملاذ الباحثين عن الاستجمام فوق الجبال الفيروزية

على الرغم من أن بحيرة وادي «الوشواش» الفيروزية لا تبعد سوى 4 كيلومترات عن منطقة رأس شيطان شمال نويبع، وتُعتبر منطقة سفاري فريدة من نوعها، حيث تحيطها جبال الفيروز والجرانيت من جميع الجوانب، وتتساقط فيها مياه السيول والأمطار، فإنها تقع في طي النسيان، وتقتصر الرحلات إليها على التي ينظمها القادمون لمنطقة رأس شيطان، بمساعدة بدو نويبع عن طريق سيارات الجيب والدفع الرباعى، حيث إن الطرق غير ممهدة لسير السياح بها.

أرض الفيروز المحاطة بـ «وادي الوشواش»

تلك البقعة التي تتميز بطبيعة ومناخ ليس له مثيل، تاريخ عريق يمتد لأكثر من عشرة آلاف عام، كانت يومًا معبرًا للأنبياء، جاءها أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم علية السلام، وذلك قبل 1800 سنة قبل الميلاد، ليتزوج من شعبها السيدة هاجر، ولتنجب له سيدنا إسماعيل علية السلام، ثم هربت إليها السيدة مريم حاملة معها سيدنا عيسي علية السلام من بطش الرومان.

حكاية وادي الوشواش

سيناء هي أرض الجبال المقدسة والوديان الساحرة، والمحميات الطبيعية، أهم تلك الوديان ذلك الذي يقع في أقصي جنوب شرق سيناء، وتحديدًا في محمية أبو جالوم بمدينة نويبع، يُعد أحد أندر الأودية في العالم، يؤدي إلي بُحيرة عذبة خضراء أو فيروزية اللون، تلك البحيرة يصل ارتفاعها ما يقرب من 150 مترًا فوق سطح البحر، يقصدها المغامرين والباحثين عن الاستجمام والانعزال عن العالم.

منذ ملايين السنين يستقبل وادي الوشواش أمطار السيول الغزيرة، التي تجمعت داخل قاع منخفض بأعلى باطن الجبل، فتجمعت بها المياه العذبة مكونة ثلاثة بحيرات ساحرة، تتميز بدفئها طوال العام، حيث يتجمع داخلها عدد ضخم من الأحجار البركانية “الجرانيت”، ما جعلها أشبه ببحيرة سباحة طبيعية.

لذا اعتبره الزائر أفضل مكان للتخييم، بالإضافة لاستخدامه كموقع استشفاء طبيعي، خاصة وأنه غني بالكثير من النباتات والأعشاب التي يستخدمها أهل المنطقة كعلاج لبعض الأمراض، أهم تلك الاعشاب نبات “الزجوح”، والذي ينظف حسائه جهاز الكبد من السموم العالقة به.

صوت «الوش» كان سبب التسمية

ويُعد وادي الوشواشي أو “الوشواش”، والذي اكتسب اسمه نتيجة للصوت الذي تسببه الرياح عند اصطدامها بالجبال المحيطة بالعيون، جزءًا لا يتجزأ من وادي كبير يُطلق عليه وادي الملحة، والذي يتكون من ممرين، أحدهما يؤدي إلى واحة خضراء، ويتميز بأشجار النخيل المرتفة والمثمرة، والتي نمت بفعل مياه الأمطار الوفيرة، أما الممر الآخر فيؤدي إلى وادي الوشواشي، وهو عبارة عن وادي منخفض أعلى الجبال، تحيط به قمم جبال الفيروز، والتي ترتفع عن البحيرة نحو 150 مترا.

ثلاث عيون مياه عذبة وتسلق نصف ساعة.. الطريق إلى الوادي

يتكون الوادي من ثلاث عيون مياه عذبة نقية، يصل عمقها إلي حوالي 8 أمتار، والوصول إلي أول بحيرة يتطلب التسلق لمدة تقترب من الساعة والنصف، ثم السباحة في مياهه للوصول إلى العين الثانية والثالثة، البحيرة الخضراء، هو الاسم الذي عُرفت به البحيرة الثالثة، وقد أطلقه علية بدو سيناء منذ أن اكتشفوه قبل عشرات السنين، لما يتميز به من لون أخضر زاهٍ اكتسبه من أحجار الجرانيت التي تحمل المياه وتكون شكلها الرائع.

ورغم أن الوادي يدخل في نطاق محمية أبو جالوم الشهيرة، لم يحصل على البنية التحتية والخدمات المناسبة له، فالوادي لا يخدمه أي طرق ممهده، بل أن القائمين علي المحمية يرفضون إمدادها ببنية تحتية، مبررين ذلك بأن المحمية يجب أن تظل على طبيعتها.

اقرأ أيضًا: أبرزها «رأس شيطان».. 4 أماكن عليك زيارتها في نويبع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى