خروجتنا

اعرف تاريخك| تماثيل جسدت الحياة الأسرية عند القدماء

أنتج النحاتون المصريون القدماء منحوتات رائعة تعبر عن الحياة الزوجية أو الأسرية، ثنائية كانت أو ثلاثية أو مجموعة، خلال زمن الدولة القديمة، تعكس الحب والتعاطف الزوجي والأسري، لعل أبرزها تمثيلا لذلك تمثال الأمير “نيسان” ابن الملك سنفرو وزوجته الأميرة “نفرت” من الأسرة الرابعة المعروض في المتحف المصري بالقاهرة، من الحجر الجيري الملون وبارتفاع 1.2 متر، وقد نحت التمثال بمهارة احترافية نحتية فائقة، وتم تلوينه وطلائة بطلاء دام لأكثر من 4600 سنة.

المثال الرائع والمعبر عن هذه العلاقة الراقية بين الزوجين، من عصر الدولة الحديثة، هو تمثال زوجي لكاتب الخزانة الملكية خلال عهد الملك أمنحوتب الثالث، الأسرة الثامنة عشر، المدعو “نيسان” وزوجته “نيبت-تا”، المغنية فى معبد إيزيس، حيث يبدو الزوجان وقد أحاط كلا منهما الآخر بذراعه فى تواصل للتقاليد التى ظهرت فى تماثيل الأزواج منذ عصر الدولة القديمة، والتى تشير إلى التعاطف والحب.

تمثال “نيسان” وزوجته:

التمثال مصنوع من الحجر الجيري، أبعاده 40 × 21.8 × 23.5 سم، وهو مبني تبلغ مساحته 560 ألف قدم مربع، ويحوي مجموعة دائمة تضم أكثر من مليون ونصف قطعة أثرية وفنية تنتمي لحضارات وعصور تاريخية مختلفة تمتد من الحضارة المصرية القديمة، وحتى العصور التاريخية والفن المعاصر.

يمثّل هذا التمثال الزوجي زوجين جالسين على مقعد مشترك يشبه الكرسي، مع قاعدة مستديرة فى الخلف، وكلاهما جالسان مع ذراع بزاوية تسعين درجة على ركبتيهما، وذراع خلف الآخر دلالة على الحميمية والقرب، ومن أجل نقل هذا الشعور وإنشاء تصميم متناغم، قام النحات بمد الذراعين إلى أطوال غير طبيعية، وكلاهما يرتدى ما يبدو أغطية الرأس وحُلى حول العنق والمعصم.

كل هذا الثراء هو انعكاس للثراء الذى تمتعت به الإمبراطورية المصرية فى عصر الدولة الحديثة، وفي عهد أمنحوتب الثالث، وهناك نقوش هيروغليفية على جانبي قاعدة التمثال، وتتدلى من على منتصف ردائها، وعلى خلفية التمثال، تخبرنا أن التمثال صنع لمقبرة الزوجين من قِبل ابنهما بعد وفاتهما، مما جعلهما يبدوان على غرار أيامه، بدلا من ذلك الحال فى عهد تحتمس الثالث، عندما كانا يعيشان بالفعل.

تم وضع هذا التمثال فى معبد، إهداء من ابنهما، على أمل أن يتوقف بعض الأشخاص القادمين إلى المعبد ويقرأون نقشا أو يقولون صلاة نيابة عن صاحبيه، وهكذا كانت طريقته للمساعدة فى إبقاء والدية على قيد الحياة إلى الأبد، إضافة إلى جعلهما أكثر عصرية في أزيائها وحليها، فيذكر البعض أن تمثاله تم صنعه مرتين فى وقت لاحق، وبالتالى فإن مظهرهم مختلف تماما عما كان سيحصلون عليه في الحياة.

المكان المحتمل الذى تم العثور عليه فيه هو “سومينو”، وكانت مدينة مصرية قديمة تقع بالقرب من الأقصر، كان أبرز ملاذ الإله التمساح “سوبك” فى أوائل عصر الدولة الوسطى.

التمثال مصنوع من الحجر الجيري، وله لون فريد للغاية عندما تنظر إليه تحت أنواع مختلفة من الإضاءة الصناعية، تجده يأخذ اللون المائل للاصفرار بينما يبدو التمثال بلون أبيض فاتح مثل قشر البيض فى ضوء النهاري الطبيعي، وهو ليس كبيرا فى حجمه، ويبدو مربعا من الأمام ومن أسفل، بينما الجانبين والجزء العلوي يبدو كلا منهما مستديرا، وحالة التمثال العامة جيدة مع وجود شظايا سطحية مختلفة، الجزء العلوي الأيسر من المقعد به كسر، وكذلك القاعدة بها كسر عند الحواف.

أقرأ أيضا: اعرف تاريخك| آثار يونانية تزخر بها المحافظات المصرية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى