«جبانة الحواشيش».. كيف صمدت نقوش مقابرها لمدة 800 سنة؟
تحمل مصر بين طياتها أماكن أثرية فريدة، يعود تاريخها إلى آلاف السنوات، محملة بكنوز وحكايات ممتعة، فتضم محافظات مصر المختلفة عددًا كبيرًا من الأماكن الأثرية، واليوم ستصطحبك منصة «كلمتنا» إلى محافظة سوهاج، للتعرف على «جبانة الحواشيش» وتاريخها.
جبانة الحواشيش
تقع جبانة الحواويش بالقرب من مدينة أخميم، فهي تحتوى على أكثر من 800 مقبرة، وتعود تاريخ تلك المقابر إلى عصر الدولة القديمة وعصر الانتقال الأول، وعلى الرغم من مرور آلاف السنوات على تلك المقابر، إلا أن بعضها مازال محتفظ بنقوشها وأيضًا المناظر الجنائزية التي حفرت عليها.
فقد تم اكتشاف جبانة الحواويش خلال بعثة استرالية في آواخر الثمانينيات واستمرت حتى بداية التسعينيات، ولكن رغم ما تحمله الحواويش من كنوز أثرية، إلا أنها أهملت حتى تم وضعها في الاعتبار في برنامج تنمية الصعيد بمحافظتي سوهاج وقنا.
فجبانة الحواويش وما تضمه من مقابر، توضح لنا الحياة عن كثب في عصر الدولة القديمة، وذلك من مهمة تقديم القرابين فضلاً عن الحياة اليومية آنذاك التي تتنوع بين الصيد والرقص والزراعة وذلك في منطقة أخميم القديمة.
اقرأ أيضًا: معبد الدر أقدم المعابد النوبية المنحوتة في الصخر.. اعرف تاريخه
مقابر جبانة الحواشيش
بالتحديد في النصف الثاني من القرن العشرين، قام عالم المصريات نجيب قنواتي ببدء حفائر علمية في هذه المنطقة، ولتوثيق هده اللحظات والاكتشافات نشر مجموعات المقابر الموجودة في جبانة الحواشيش كاملة في سلسلة كتب ضمت أعماله.
أسفر الحفر عن ظهور بعض المقابر الصخرية التي يعود تاريخها إلى العصر البطلمي، كما وجد 800 مقبرة، تخص وزراء وموظفين وكهنة وشخصيات مهمة في الدولة القديمة ومرحلة الانتقال الأول.
ومن أهم مقابر الحواويش هي مقبرة “حم مين” الذي حكم الصعيد في آواخر الأسرة الخامسة، كما أن هذه المقبرة توضح مدى الاهتمام الكبير بالفن آنذاك، وذلك بالإضافة إلى مقبرة “تتي إقر” الذي عاش في الأسرة السادسة، والتي توضح شكل الحياة الإدارية واليومية في تلك المنطقة.
اقرأ أيضًا: “أبو مينا”.. موقع سياحي لا يعرفه المصريون وهذا سر شهرته