معابد بلدنا| “معبد أبيدوس” تحفة فنية عمرها 33 قرنا
التاريخ المصري مليء بالكثير من الأعمال المعمارية الفريدة من نوعها، والتي لا يختلف عليها أحد في جمالها ونقوشها الرائعة، ومن ضمن تلك الأعمال النادرة “معبد أبيدوس” الذي يعد من ضمن المراكز الحضارية المهمة على مدار التاريخ المصري القديم، بالرغم أن عمرها 33 قرنا، إلا إنه مازال محافظا على تخطيطه وتراثه وروعة ألوانه، التي جعلته يكتسب أهمية خاصة تاريخيا.
موقع “معبد أبيدوس”:
يقع المعبد ضمن الإقليم الثامن من أقاليم مصر العليا، وكانت تسمى ب”تا ور”، وتعني الأرض العظيمة، وقد سميت أيضا “أب جو” ومن خلالها اشتق اسمها الحالي أبيدوس
أصل كلمة أبيدوس:
كلمة أبيدوس تعني الاسم الحالي لعاصمة أقاليم مصر العليا بالعصر الفرعوني، وهو اسم يوناني مأخوذ من أحد أسماء الهيروغليفية القديمة وهو “خنتي أمنتيو”، وذلك قبل أن يصبح مركزا رئيسيا لعبادة “أوزير”، ويعتبر من أغنى المواقع التراثية في مصر، وذلك نظرا إلى تخطيطه المعماري الفريد، وروعة ألوانه، إضافة إلى ذلك احتوائه على عدد كبير من المناظر المنفردة، أما بالنسبة إلى غرب المعبد يوجد “الأوزيريون” الذي يعد رمزا “أوزير” إله البعث والخلود والعالم الآخر.
أقرأ أيضا: 7 طرق تمكنك من السفر بأقل التكاليف.. تعرف عليها
بداية بناء المعبد:
بدأ الملك “سيتي الأول” بإنشاء المعبد في أواخر الثمانينيات القرن ال13، ثم أكمل بنائه ونقوشه ابنه الملك رمسيس الثاني، وهم من ملوك الأسرة ال19، وقد اشتهرت المدينة بمكانتها الدينية العالية، وذلك باعتبارها المركز الرئيسي لعبادة الإله أوزوريس إله البعث والحساب في الحياة الأخرى.
التصميم الداخلي لمعبد أبيدوس:
وقد بني معظم المعبد من الحجر الجيري الأبيض، وأعمدته من الحجر الرملي، وكانت على شكل حرف “L”، ولكن المعابد الفرعونية الشهيرة كانت مختلفة في شكلها فكانت تصمم على شكل مستطيل، ويبدأ المعبد بفنائين واسعين عند نهايتهما يوجد سلم يصل إلى قاعتين من الأعمدة، يبلغ طولهما 171 قدما، وعرضهما 37 قدما، كما يضم 24 عمودا على شكل حزم البردي، وشكل تيجانه على هيئة زهرة لم تتفتح، وأعمدته نظمت على صفين كل صف يتكون من 12 عمودا.
كما تشكل تلك الأعمدة ممرات تؤدي إلى قاعة أخرى، وقد نقشت عليها مشاهد مختلفة من حياة “رمسيس الثاني”، مثل مشهد يبين مدى رعاه إله حتحور وإيزيس للملك رمسيس الثاني، ومشهد آخر من حفل تطهير الملك، ويرجع النقوش التي حليت بها أعمدة تلك القاعة إلى عصر سيتي الأول، وتعتبر من أجمل ما صنع المصري القديم.
أما القاعة الثانية تضم 36 عمودا ينتظمون على ثلاثة صفوف، كل صف 12 عمودا، وقد اتخذت عمدان الصفين الأولين شكل أوراق البردي بتيجانها الزهرية، والصف الثالث عمدانه على شكل جذوع الشجر.