الأول عربيًا والثاني عالميًا.. تعرف على متحف سكك حديد مصر
يجسد متحف سكك حديد مصر ذاكرة حية لتطور وسائل النقل في مصر عبر العصور، إذ يضم المتحف العريق، الأول من نوعه في العالم العربي والثاني على مستوى العالم بعد المتحف البريطاني، خرائط ووثائق ومجسمات، تصور تاريخاً حافلاً للسكك الحديدية.
نصطبحكم اليوم في منصة “كلمتنا” بجولة داخل متحف سكك حديد مصر.
يضم المتحف العديد من المقتنيات الأصلية النادرة وحوالي 700 نموذج للقطارات البخارية منذ اختراعها، والتي كانت تعمل بالفحم ثم البخار، لذا جاء ترتيبه عالميًا.
أنشئ المتحف في أكتوبر، من عام 1932، خلال عهد الملك فؤاد الأول، وافتتح لاستقبال الزوار في يناير عام 1933، جاء الغرض من إنشائه توثيق تطور وسائل النقل في مصر، وأن يصبح أول متحف علمي فني بمجال وسائل النقل في البلاد.
كانت مصر في هذا الوقت هي الدولة الثانية في العالم التي عرفت القطارات عام 1854، بعد المملكة المتحدة، إذ بدأ إنشاء أول خطوط سكك حديدية في أفريقيا والشرق الأوسط في 1834، وبالفعل مدت بالقضبان خطوط وقتها في خط السويس الإسكندرية، غير أن العمل بها توقف بسبب اعتراض فرنسا لأسباب سياسية، ثم أحيت الفكرة بعد 17 عاماً في 1851.
مكونات المتحف:
يقع المتحف في طابقين داخل مبنى محطة مصر في ميدان رمسيس بوسط القاهرة؛ الأول يعرض تاريخ وسائل النقل المختلفة وتطورها من دواب ومراكب شراعية منذ تاريخ الدولة المصرية القديمة حتى اختراع القطارات البخارية، أما عن الطابق الثاني يحكي قصة تطور القطارات البخارية وأدوات السكة الحديد منذ دخولها مصر في خمسينات القرن الـ19 وحتى الآن، كما يضم مكتبة كبيرة بها نحو 500 مجلد وكتاب وثائقي ومجسمات عن تاريخ تطور وسائل النقل والسكة الحديد في مصر.
أقسام المتحف:
يقسم المتحف إلى أقسام فنية عدة تعرض الأدوات الخاصة بالسكة الحديد منها: قسم للخرائط، والجسور، والوثائق النادرة، ومجموعة منأجهزة الإشارات القديمة والحديثة، والمحطات والكباري، وقسم خاص عن ماكينة الطباعة التي كانت تستخدم في طبع التذاكر ومواعيدالقطارات.
ويضم المتحف العديد من المقتنيات الأصلية النادرة والتي هي حوالي 700 نموذج للقطارات البخارية منذ اختراعها، والتي كانت تعمل بالفحم آنذاك، ثم البخار ثم الديزل، إضافة إلى الأجهزة والمعدات، وأهمها نموذج لقاطرة بخارية هي ثاني أكبر قاطرة بخارية في مصر، والقطار الملكي المذهب للخديوي إسماعيل، والذي صنع خصيصاً في نيو كاسل بإنجلترا ويرجع لعام 1859، ويتكون من 6 عربات مخصصة للخديوي إسماعيل وعائلته والضباط والأميرات وسائقي القطار.
ومع هذا يحوي المتحف نماذج لعربات الديزيل وأقدمها تعود لعام 1855 والمصنعة في بودابست بالمجر، وعربات “السبنسة” المخصصة لنقل الأثاث، والسلع، والبضائع والبريد، ويرجع بعضها لعام 1872، وهي مصنوعة في إنجلترا، كما يحتفظ المتحف بنموذج أول قاطرة للسكة الحديد وصُنِعت في ورشة بولاق.
كما يوجد بالمتحف مجسمات ونماذج تحكي بداية بناء المحطات في مصر منها محطات سيدي جابر، وبورسعيد، وطنطا، والقاهرة، وأسيوط، وإدفو، علاوة على نماذج للجسور الثابتة والمتحركة وأهمها جسر بني على فرع دمياط عام 1854، وجسر “إدفينا” على فرع رشيد عام 1933.
والمتحف يضم أيضًا 500 مجلد وكتاب ووثيقة وخريطة، لتحكي تاريخ السكة الحديد في مصر وتطورها، وهي أرشيف كامل لتاريخ مصر الحديث وأهمها وثيقة النص الأصلي للعقد الذي وقعه عباس الأول خديوي مصر عام 1851 مع روبرت ستيفنسون لإنشاء أول خط سكة حديد بقيمة 56 ألف جنيه، وأيضاً رخصة سير لصاحب حمار للتجول في شوارع المحروسة.
أما عن المواعيد والأسعار، فيفتح المتحف بابه يوميا ما عدا الجمعة، من الساعة 8 ونصف صباحا حتى 2 بعد الظهر، وتبلغ أسعار تذاكر الدخول خمسة جنيهات للمصريين، وخمسين جنيها للأجانب ورسوم التصوير داخل المتحف بكاميرا شخصية بقيمة عشر جنيهات التذكرة.
اقرأ أيضًا: “شارع الصليبة”.. الشاهد الأول على عصور مصر المختلفة