خروجتنا

“أبو مينا”.. موقع سياحي لا يعرفه المصريون وهذا سر شهرته

تعد مصر مهد الحضارات وملتقى الأديان على مر التاريخ، وتمتلك مصر ثلث أثار العالم وبها مواقع أثرية مدرجة على قوائم منظمة اليونسكو، ويعد موقع آثار أبو مينا العالمي في غرب مدينة الإسكندرية من المناطق الأثرية القبطية الفريدة على مستوى العالم أجمع، ويعتبر هذا الموقع الأثري من أشهر الأماكن السياحية المسيحية، وتصحبكم اليوم منصة كلمتنا في تقرير عن منطقة أثار أبو مينا بمحافظة الإسكندرية.

تقع منطقة أبو مينا الأثرية عند الحافة الشمالية للصحراء الغربية غرب مدينة الإسكندرية، بالقرب من مدينة برج العرب الجديدة، وكانت في الماضي قرية صغيرة بها مدفن القديس مينا، وحتى العصور الوسطى المبكرة كانت هذه المنطقة أهم مركز مسيحي للحج في المنطقة، وسجلت الحكومة المصرية منطقة أبو مينا كموقع أثري طبقًا للقرار 698 لعام 1956م، وفي عام 1979م قررت منظمة اليونسكو إدراج الموقع ضمن قائمة التراث العالمي، وبذلك أصبح واحدًا من أهم الأماكن التاريخية بمصر.

ويرجع تاريخ المنطقة إلى القرنين الرابع والخامس الميلادي، وارتبطت باسم القديس مينا، وهو مصري عاش في نهاية القرن الثالث وبداية القرن الرابع الميلادي، وانضم للجيش الروماني ثم فر من الخدمة عندما بدأ اضطهاد المسيحيين في عهد الإمبراطور دقلديانوس وأعلن مسيحيته، وصدر أمر بقطع رأسه لهذا السبب، وتم دفنه وتأسيس كنيسته لاحقًا في هذا المكان، وتحكي العديد من القصص أن جسده تم حمله على ظهر جمل من مدينة الإسكندرية، وفي هذا الموقع رفض الحمل أن يتحرك رغم الجهود التي بذلت لإرغامه على السير، وكان ذلك بمثابة علامة على الإرادة الإلهية وتم دفنه في هذا المكان، وأشارت العديد من الروايات بعد ذلك للمعجزات الخاصة بهذا الموقع الأثري الفريد وقدرته على شفاء المرضى، وأصبح هذا المكان لاحقًا موقعًا هامًا للحج والسياحية المسيحية.

وتضم منطقة أبو مينا الأثرية منشآت عديدة ذات أغراض دينية متنوعة منها مركز الحج، وهو المبنى الرئيسي ويقع في الجزء الجنوبي من المنطقة السكنية القديمة، ويتكون من منطقة يتوسطها فناء متسع على شكل ميدان محاط بصفوف من الأعمدة كان يتجمع فيه الحجاج الوافدون على المكان المقدس، وفي الجزء الشمالي من الفناء يوجد فندقان يتكونان من فناء داخلي حوله حجرات النزلاء، وفي أقصى الشمال يوجد حمامان مزودان بالمياه الساخنة اللازمة للحجاج بعد سفرهم الطويل، ويفتح الفناء القبلي على كنيسة المدفن والبازيليكا الكبيرة وتم تسجيل منطقة أبو مينا كموقع أثري طبقًا للقرار رقم 698 في عام 1956م، وفي عام 1979م تم تسجيل الموقع على قائمة التراث العالمي لليونيسكو.

أصبحت منطقة أبو مينا الأثرية مهددة بالخطر منذ عام 2001م بسبب ارتفاع منسوب المياة الجوفية والأملاح في المنطقة، وقامت الحكومة المصرية بعدة مشاريع لحماية المنطقة والحفاظ عليها حيث وضعت خطة لمعالجة مشكلة المياه الجوفية تتضمن سلسلة من التحسينات على نظام الصرف الصحي حول الموقع، وقد أنهت وزارة السياحة والآثار نسبة 80% من مشروع إحلال وتجديد ورفع كفاءة منظومة خفض منسوب المياه الجوفية بمنطقة أبو مينا الأثرية غربي الإسكندرية.

اقرأ ايضاً: قرية “جارة أم الصغير” كيف يشرب أهلها الماء المغلي.. وسر “الأقروز” في طعامهم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى