“رينيه لاكوست”.. من رياضي فاشل إلى تمساح الموضة
في العاصمة الفرنسية “باريس” ولد لاعب “تنس” فاشل من وجهة نظر أصحابه، بطئ لدرجة جعلتهم يطلقون عليه لقب التمساح أو بالفرنسية “لاكوست”.. أعلم أنه قد تبادر إلى ذهنك الآن واحدة من أشهر الماركات العالمية، ولعلك تسأل إن كان له علاقة بالأمر أم لا، في هذه الرحلة تصطحبكم منصة “كلمتنا” في رحلة نجاح استثنائية، لنعرف كيف تحول محل صغير إلى عملاق تجاري.. قصة قصيرة بطلها “رينيه لاكوست”.
نشأته
وُلد “رينيه لاكوست” في 2 يوليو من عام 1904م في العاصمة الفرنسية “باريس”، كان طالبا متفوقا يسعى لدراسة الهندسة في المدرسة الهندسية الفرنسية ولكنه توقف عن الدراسة وذهب للعب “التنس” وتزوج من بطلة الجولف الشهيرة “سيمون دي لاتشوم”، ولديه ابنة “كاترين” التي أصبحت بطلة العالم في الجولف، وابنه “برنارد” الذي تولى إدارة شركاته.
تأسيس ماركة لاكوست العالمية
بدأ “لاكوست” حياته في لعب التنس وخلال وقت قصير تمكن من الحصول على بطولة فرنسا المفتوحة وبطولة “ويمبلدون” الفردية، ثم حصل على أول لقبين له في الولايات المتحدة الأمريكية، وتمكن من الفوز بسبع بطولات فردية كبرى، اثنين منهما كانتا بطولة فرنسا المفتوحة في عامي 1927 و1929، وبطولة ويمبلدون عام1928م، وكان عضوا في فريق كأس “ديفيس الفرنسي”، وفي آواخر عام 1928م خسر لاكوست لقبه الفرنسي بعد خسارة أربع مجموعات في النهائي ضد “كوشيت”، وعاد وانتقم منه بعدها واستطاع رينيه الفوز بالبطولة وحصد حقيبة من جلد “التمساح” كهدية له، وحينذاك اطلق عليه الجمهور ووسائل الإعلام لقب “Alligator” ومعناه التمساح.
من هنا بدأت الفكرة عند لاعب التنس لاكوست الذي قرر عمل ملابس رياضية مريحة وسهلة، حيث كان الزي الذي يرتديه لاعبو التنس في هذه الفترة مكون من قميص وبنطال رابطة عنق وذلك يصعب الحركة على اللاعبين، وبعد رؤية “رينيه” لشخص يرتدي قمصان بولو خفيفة اتفق مع مصمم ليخيط له ملابس مشابهة ليلعب بها.
اقرأ أيضًا: “أديداس”.. قصة نجاح ملهمة بدأت من المطبخ لتصل إلى العالمية
في عام 1931م وأثناء بطولة للتنس في الولايات المتحدة الأمريكية قام “رينيه” بارتداء قمصانه المصممة الجديدة بدلا من الزي الرسمي القديم واستمر في ذلك لمدة عامين، وفي عام 1933م وبعد نجاحه في نشر زي تنس جديد من فكرته قام بتأسيس “شركة لاكوست” بالاشتراك مع المصمم “اندريه جيلر”، وتعرضا للانتقادات بعد تأسيس متجر لاكوست، حيث لقبه البعض بالتمساح الفاشل، وادعوا أنه أسس هذه الشركة للتغطية على فشله كلاعب “تنس”، لم يلتفت “رينيه” لهذه الشائعات فهو نجح في تحقيق بطولتي كأس عالم عامي 1926م، 1927م.
تطور ماركة لاكوست
كانت البداية في عام 1933م عندما تم تأسيس متاجر لحياكة وبيع ملابس رياضية تتسم بالخفة والجودة العالية، وكانت تتميز هذه الملابس بأنها من نسيج متقن ومميز ومريح مما ساعد على انتشارها وجذب العملاء لها، وبعد شهرة هذه المتاجر توسعت فروعها ولاقت منتجاتها رواجا عالميا حتى وصلت بشكلها الحالى.
معلومات عن ماركة لاكوست
يبلغ عدد فروعها في أنحاء العالم ما يقترب من 1165 متجر في أكثر من 114 دولة.
تحقق لاكوست ارباحا تتجاوز 4 مليار دولار في العام الواحد.
ومع مرور الوقت لاقى شعار “التمساح” الكثير من المعجبين والمقلدين، فكثير من المصممين من مختلف العلامات التجارية اتخذوا الحيوانات شعارا لهم، فالحصان علامة لماركة “رالف لورين”، والأسماك المرلينية ماركة “تومي بهاما”.
اقرأ أيضًا: “توماس ليبتون”.. من بائع بسيط إلى تأسيس إمبراطورية الشاي
الآن وبعد مرور أكثر من 85 عاما على تأسيس ماركة “لاكوست” عملت الشركة على ماركة تجسد “أسلوب الحياة” تجمع بين الأناقة والراحة، كما شملت مجموعة واسعة من الملابس للنساء والرجال والأطفال فضلا عن الأحذية والعطور والمنتجات الجلدية والنظارات والساعات والأحزمة وأنسجة للمنزل واكسسوارات الأزياء، وحققت نجاحا كبيرا في كل دول العالم.
وفاته
توفى رجل الأعمال الشهير “رينيه لاكوست” في الثاني عشر من شهر أكتوبر عام 1996م في فرنسا عن عمر ناهز 92 سنة لينهي رحلة من الصبر والدأب، نجح خلالها في ترسيخ أقدام امبراطوريته العالمية، تاركا رسالة أنه ما زال لديك القدرة على النجاح ما دمت تسعى وتحاول بشغف وصبر.
اقرأ أيضًا: مؤسس “كنتاكي” .. رحلة نجاح تثبت أن العمر ليس عائقًا