كلمتها

“رانيا أشرف”.. تجوب أروقة دهب بعجلة الأرز باللبن

أحيانًا قد تنتهي أحلامًا لتبدأ أخرى لم تكن بالحسبان يومًا، لتحقق تلك الأخيرة نجاحات غير معهودة تشعرك أنك حيث يجب أن تكون، بالتحديد إذا غلف هذه الحلم الحب والمساندة من العائلة والغرباء، وهذا تمامًا ما حدث مع الشابة الموهوبة “رانيا أشرف” التي قررت ألا تستسلم بعدما وقف القدر عائقًا في تحقيق حلمها، لتلتحق بآخر وتجوب شوارع دهب بعجلتها الوردية.

حلم ضاع وآخر رأى النور:

في أحد شوارع دهب حيث السلام والبساطة، تستقل الشابة رانيا أشرف ذات الـ 27 عامًا دراجتها الوردية، وتقودها بين أروقة محافظة دهب يستوقفها هذا وذاك من أجل شراء الأرز باللبن الأصيل مستقلة عجلتها الشهيرة، التي أطلقت عليها “بنوتة إسكندرانية”، ما هي حكايتها ولماذا الأرز باللبن ودهب بالتحديد؟.. دعونا نتعرف على ذلك.

قالت رانيا أشرف لمنصة “كلمتنا“: ” أنا من الإسكندرية حصلت على بكالريوس سياحة وفنادق، وكنت أحلم أن أصبح مضيفة طيران لأنني أعشق السفر، لكن للأسف ليست كل الأحلام تصبح حقيقة، ولم يحالفني الحظ للعمل في مجالي، فقررت ألا أستسلم لهذا الأمر وحاولت في آخر، من هنا طرحت والدتي عليّ فكرة أن اصطحب دراجتي في رحلة إلى دهب هناك حيث يعيش أخي، وأقوم ببيع الأرز باللبن لأن في الحقيقة طريقته سهلة ويعشقه الكثير، ثم بدأت والدتي شرح لي كيفية إعداده وساعدني أخي أيضًا حتى أيقنت طريقة عمله بمفردي”.

اقرأ أيضًا: “منة مدحت”.. تعود بالشباب لـ”نوستاليجا المراسيل” بطرق مبتكرة

أضافت رانيا أشرف قائلة: “كنت متحمسة كثيرًا لهذه الفكرة وبدأت بالفعل في تنفيذها، بسبب مساندة عائلتي، ففي بداية الأمر كنت أشعر ببعض الخجل لأنني غير مختلطة بالناس كثيرًا، لكن بمرور الوقت نالت الفكرة إعجاب الناس، وتلقيت منهم التشجيع والدعم، فدهب محافظة صغيرة وهادئة وأهلها رائعون، كما أنه من السهل التنقل فيها بالعجلة مقارنة بالإسكندرية، ومع تطوري في العمل اشترى لي والدي عجلة كهربائية حتى لا أشعر بالتعب من قيادة تلك العادية طوال اليوم”.

روت رانيا إلى كلمتنا قائلة: “كانت ردود فعل الناس تسعدني كثيرًا، وتشجعني على الاستمرار، فكان يخبرني البعض أنني فخر لمصر لأنني تركت عائلتي وبلدي من أجل أن أعمل على مشروعي الخاص، كما أن السائحين في دهب اذهلوا بالأرز باللبن وعندما أخبرهم أنني من صنعته يقومون بتشجيعي، فأنا أحلم أن أنشيء محل يحمل اسم “بنوتة إسكندرانية” لكنني رُغم ذلك سأظل أعمل بعجلتي لأنها سبب نجاحي بعد فضل الله ومساندة عائلتي وأصدقائي”.

أنهت رانيا أشرف حديثها قائلة: ” أنصح الشباب ألا يستسلموا لأن ليس هناك ما يدعى “مستحيل”، بل اعملوا ما تحبون حتى ولو كان شيئًا بسيطًا، فمشروعي رغم بساطته إلا أنه حقق نجاحًا كبيرًا، وأحب أيضًا أن أشكر عائلتي وأهل دهب وكل من دعمني، ولأمي شكر خاص لأنها تعبت كثيرًا من أجلي وتفعل المستحيل من أجل أن أنجح في حياتي، لذلك أوجه لها كل الشكر والتقدير، وأود أن أخبرها أنها أغلى وأعظم أم في العالم”.

اقرأ أيضًا: “هبة شتلة”.. جسدت معاناة الإنسان النفسية بالأسلاك النحاسية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى