حوارات

كلمتنا تحاور “نهى داود” الروائية الحاصلة على جائزة الكاتب الأكثر مبيعًا

في لحظات من الشرود ممزوجة ببعض من الغموض، يأخذك خيالك في رحلة قصيرة إلى أحداث غامضة أو ربما إلى مكان لم يشهده واقعك يومًا لكن خيالك صادفه بشكل أو بآخر، ثم بخطوة غير مرتبة تبدأ أناملك في خوض تلك التجربة وسرد هذه الأحداث بلحظات تحبس الأنفاس تجعلك تَبحر بين سطور وصفحات هذه الرواية، وما إن تغلق أوراقها حتى تشعر أن الأدرينالين اجتاح عقلك تمامًا، هذا بالتحديد ما حدث مع الروائية الشابة “نهى داود”.

الروائية نهى داود:

منذ طفولتنا تعلقنا جميعًا بروايات الكاتبة العظيمة أجاثا كريستي، تلك الروايات البوليسية المغلفة بالغموض استطاعت أن تحتل قلب القراء بمختلف أعمارهم، رُغم ذلك فإن كتاب الروايات البوليسية شخصيات نادرة بالتحديد في مصر والوطن العربي، ومن بين هؤلاء الأشخاص تألقت الكاتبة “نهى داوود”، في هذا النوع الفريد من الكتابات حتى حصلت على جائزة الكاتب الأكثر مبيعًا من منصة “IRead”.

تلك المباردة هي الأكبر في الوطن العربي التي تجمع القراء والكتاب تحت مظلة واحد وهي “الإبداع”، من أجل إعادة إحياء الأدب العربي، في هذا الإطار وفي السطور التالية تصطحبكم منصة “كلمتنا” في رحلة قصيرة نحو حديث ممتع مع الروائية “نهى داود” وكيف حلقت بأحلامها في عنان السماء، لتصافح النجاح في فئة الروايات البوليسية الغامضة.

بدأت نهى داود حديثها لمنصة “كلمتنا” قائلة: “تخرجت في كلية الهندسة جامعة القاهرة قسم الاتصالات، وعملت في مجالي حتى عام 2017، عندما كتبت أولى رواياتي وهي “جريمة في الفندق”، فمنذ طفولتي أعشق القراءة، كما أن لديّ خيال واسع، لكن في الحقيقة كتابة الرواية كانت مفاجأة بالنسبة لي بالتحديد في صيف 2017”.

اقرأ أيضًا: “منة مدحت”.. تعود بالشباب لـ”نوستاليجا المراسيل” بطرق مبتكرة

أضافت نهى قائلة: “في هذا العام كنت في الغردقة في فندق ما، وكنت أحمل معي إحدى روايات الكاتبة أجاثا كريستي، ثم قرر خيالي أن يأخذني في رحلة غامضة ممتعة، “ماذا لو حدثت جريمة في هذا الفندق يا نهى.. ماذا ستكون؟”، وعندما عدتُ إلى القاهرة كان الحماس يتملكني لأكتب رواية تدور أحداثها في أجواء الفندق، وبالفعل انتهيت من كتابتها وقرأها المقربين لي وأبدوا إعجابهم وحماسهم بها، وكانت تلك انطلاقتي لدراسة الكتابة الإبداعية وحضور ورش عمل مختلفة مع كتاب مصريين وأجانب، حتى شعرت أنني على أتم استعداد لكتابة روايتي الثانية”.

ثم أردفت قائلة: “كتبت فيما بعد عددًا من القصص القصيرة نُشرت إحداهم في مجلة شبابيك مع دار تويا، كانت تحمل اسم “افتح عينيك كي ترى”، وهي رواية بوليسية أيضًا تدور في زمن الفراعنة، لقت إعجابًا كبيرًا من القراء، ولأن العالم العربي يفتقر إلى الكتابة البوليسية، اخترت هذا التخصص الكتابي، لأنه نادر جدًا على الساحة الأدبية في مصر وأغلب كتاب هذا المجال هم أجانب، فبعدما انتهيت من كتابة روايتي الثانية شعرت أنه حان الوقت لأنشر رواياتي”.

أكملت نهى داود حديثها قائلة: “قمت بمراسلة عددًا كبيرًا من دور النشر ولكن للأسف لم يصلني أي إجابة منهم، حينها كنت على وشك أن ينتاب قلبي اليأس، ولكن كان معرض كتاب يناير 2019 قد اقترب، فقررت أن أنشر أول روايتين لي نشر شخصي مع منصة كتبنا للنشر، وبالفعل كان المعرض ذلك العام يحمل على أرففه رواياتي لأول مرة، ثم شاركت برواية جديدة في مسابقة تويا للإبداع وبالفعل فزت بها، ونشرت معهم في معرض الكتاب 2020 روايتي الرابعة وهي “جريمة في ليلة ممطرة” وأحبت الناس رواياتي”.

اقرأ أيضًا: “دنيا جمال” تناشد من أجل تقبل الآخر بعدسة إنسانية حملت عنوان “مختلف”

صرحت نهى داود لمنصة “كلمتنا” قائلة: “هناك رواية جديدة في معرض الكتاب القادم 2022، ولأول مرة أصرح بهذه المفاجأة وهي أن الرواية الجديدة مختلفة بعض الشيء لأن فيها جزء جديد لأول مرة أقدمه وهو عالم الماورائيات أو البارانورمال، ولكن قبل صدور الرواية قرر هذا العام أن يختتم بحدث عظيم أسعدني كثيرًا وأثر في قلبي، وهو تكريمي من قبل منصة IRead في حفلها السنوي بأنني الكاتب الأكثر مبيعًا، وكانت المفاجأة غير متوقعة على الإطلاق”.

وأضافت قائلة: “التكريم أثر في قلبي إلى حد كبير، لأسباب كثيرة، أولها أن الأمر كان مفاجأة، كما أن طبعة رواياتي كانت ناقصة منذ فترة، لذلك لم أتخيل أن أكون على خريطة التكريم، كما أن عدد كبير من الناس تعتبر أدب الجريمة لون تجاري فقط لا يستحق التكريم، لذلك أعتز كثيرًا بهذه الجائزة لأنها تعتبر رأي الجمهور، وهو بالنسبة لي أهم حلقة في السلسلة الأدبية، كما أن لحظة إعلان النتيجة ضجت القاعة بالهاتف والتصفيق بشكل لافت للنظر ومختلف، جعلني أشعر بحب الناس لي، وهذه أعظم مكافأة وأغلى تكريم بالنسبة إليّ”.

أنهت نهى داود حديثها قائلة: “هناك مقولة أحبها كثيرًا تقول: “الحالمون يحلمون بالكتابة، الكتاب يكتبون”، فالشباب الذي يمتلك موهبة الكتابة لابد وأن يمارس الكتابة بشكل مستمر، ويجتهد في كتابة أعمال مميزة، فالنشر خطوة إجرائية مهما طال الوقت، لكن التحدي الحقيقي هو كتابة شيء قيم يستحق القراءة وحب الجمهور، فأنا أحلم أن توزع رواياتي بشكل موسع في الدول العربية وتترجم باللغة الإنجليزية، فأنا أشعر أن الأجانب من الممكن أن يجذبهم أدب جريمة يدور في أجواء مصرية”.

اقرأ أيضًا: “هبة شتلة”.. جسدت معاناة الإنسان النفسية بالأسلاك النحاسية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى