حوارات

عضو مجمع اللغة العربية: “الإنتاج العلمي بلغتنا هو الوسيلة الوحيدة للتواصل الحضاري”

أسماء هنداوي وأمنية أحمد:

دائمًا ما كانت اللغة العربية هي لغة الحضارة والتاريخ والعلم، فقد كانت هي النافذة الوحيدة للمعرفة في أوروبا، مما يؤكد أهميتها لتحقيق التواصل الحضاري، لذلك كان لمنصة “كلمتنا” لقاءٌ مع أ.د عبدالستار الحلوجي، أستاذ متفرغ بكلية الآداب جامعة القاهرة وعضو بمجمع اللغة العربية بالقاهرة، لمعرفة الفرق بين اللهجة واللغة وعدد اللهجات الموجودة في مصر، وكيف تصبح اللغة العربية وسيلة للتواصل الحضاري.

يؤكد أ.د عبدالستار الحلوجي لمنصة كلمتنا أن مصر يوجد بها العديد من اللهجات المختلفة، فلكل أقليم أو قرى لهجة، ويوجد قرى لها لهجات لا تفهمها القرى الأخرى، موضحًا أن اللهجة هي التي نتكلم بها، واللهجات تختلف من بيئة لأخرى حتى داخل الدولة الواحدة، أما اللغة هي التي نكتب بها، وقد تكون اللغة الفصحى قريبة من العامية، مثل الكثير من كتابات نجيب محفوظ فهي عامية قريبة جدًا من الفصحى، مما يجعلها ميزة للكاتب المبدع.

ويضيف الحلوجي أن يوجد العديد من الكلمات والأشياء لا تكتب إلا باللغة العامية القريبة من الفصحى لتظهر معناها بشكل أفضل، لذلك فإن كل كاتب يحاول الاقتراب من لأنه إذا لجأ إلى العامية المصرية الدارجة لن تفهم في باقي الدول، فلكي يفهمها كل الشعوب العربية يحاول قدر الإمكان أن يتجنب لغته أو لهجته المحلية، ويكتب باللهجة أو بلغة عربية فصيحة قريبة من العامية حتى تفهمها كل الشعوب العربية.

تواصل حضاري:

“اللغة العربية لم تكن وسيلة للتواصل الحضاري إلا إذا كانت لغة علم” بتلك الكلمات يؤكد دكتور عبدالستار أن اللغة العربية هي النافذة الوحيدة للمعرفة في أوروبا، فكان من يريد أن يتعلم أي علم يخضع للغة العربية، مثل الطب فكانوا يقرأون مؤلفات ابن سينا الذي يدرس باللغة العربية لأنها كانت اللغة الوحيدة، لذلك إذا أردنا أن تكون اللغة العربية لغة حضارة لابد أن يكون لنا إنتاج علمي واكتشافات نعطيها اسم عربي.

ويشير عضو مجمع اللغة العربية لمنصة “كلمتنا” إلى أنه حينما تكون اللغة العربية لغة علم يكون لنا دورًا في التواصل الحضاري، لذلك لكي تكون لغتنا لغة للتواصل الحضاري لا بد أن يكون لنا إنتاج علمي في مختلف مجالات المعرفة، لتسميتها باسم عربي ينتقل إلى الأمم والدول الأخرى، مما يجعلنا نتقدم علميًا، فبدون التقدم العلمي لن نتطور.

من هو أ.د عبدالستار الحلوجي؟

أ.د عبدالستار الحلوجي هو رائد علم الوثائق والمكتبات والمخطوطات، مترجم، حصل على ماجستير مكتبات جامعة لندن سنة 1963م، ثم عاد إلى القاهرة فحصل على الدكتوراة في المكتبات جامعة القاهرة سنة 1969م، انتُخب عضوًا بالمجمع عام 2018م، وهو عضو في لجنة مناقشة الإعداد في مواد المعجم الكبير، وعضو في اللجنة الرابعة من لجان تنسيق المعجم الكبير، ومقرر لجنة المكتبة بالمجمع، وشغل عدة وظائف، فكان عضو بعثة دراسية بإنجلترا، ورئيس قسم فهرسة المخطوطات بدار الكتب المصرية، وأمين مركز تحقيق التراث بدار الكتب المصرية.

شغل د. عبدالستار منصب رئيس قسم المكتبات والوثائق، وكان وكيلًا لكلية الآداب جامعة القاهرة، ثم عميد كلية الآداب جامعة القاهرة، ثم أستاذًا متفرغًا، وقد رأس قسم البحوث والدراسات التراثية بمعهد البحوث والدراسات العربية التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم من أكتوبر 2013 حتى يوليو 2017م، له العديد من الكتب المؤلفة، الكتب المحققة، الكتب المترجمة، والأعمال الببليوجرافية، ومقدمات الكتب، بالإضافة إلى بحوث ومقالات نشرت في الدوريات، وأيضًا بحوث ومحاضرات نشرت في عدة كتب.

كما تولى د. عبدالستار الحلوجي منصب رئيس تحرير مجلة “تراثيات” التي تصدر عن دار الكتب بالقاهرة، وهو عضو اللجنة العلمية الدائمة للمكتبات والوثائق والمعلومات بالمجلس الأعلى للجامعات منذ 1981 حتى 2012، ورئيس لجنة إحياء التراث بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، القاهرة منذ 2005 حتى 2010م، وعضو اللجنة العلمية المشرفة على مركز تحقيق التراث بدار الكتب بالقاهرة عام 2000م، ورئيسها من عام 2018م.

وهو أيضًا عضو مجلس إدارة مركز جامعة القاهرة للطباعة والنشر منذ 1990 حتى 1995م، ومن عام 2001 – 2009م، وعضو مجلس إدارة مركز بحوث ونظم وخدمات المعلومات بكلية الآداب جامعة القاهرة من 2001 – 2003م، ومن 2007 حتى 2009م، وعضو مجلس إدارة مركز اللغات الأجنبية والترجمة التخصصية بجامعة القاهرة من 2007 حتى 2010م، وعضو لجنة الكتاب بالمجلس الأعلى للثقافة من 1994 إلى 1999م، وحصل على العديد من الجوائز أبرزها:

1- جائزة الملك فيصل العالمية في الدراسات الإسلامية عام 1998م.
2- الجائزة التقديرية لجامعة القاهرة في مجال العلوم الإنسانية والتربوية عام 2006م.
3- جائزة جامعة القاهرة للتميز العلمي في مجال الإنسانيات عام 2009م.

اقرأ أيضًا: “لغة الضاد”.. لماذا سميت العربية بهذا الاسم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى