عالم مصري على موعد مع نوبل بإنجاز أضخم من إنجاز زويل
محمد ثروت حسن، اسم بارز قد لا يسمع عنه من المصريين إلا عدد قليل، لا يحاكي شهرته العلمية التي تفوق شهرة الدكتور أحمد زويل، في تخصصه، حيث بات على مقربة من الانتهاء من مشروع بحثي يسعى إلى تطوير كاميرا الميكروسكوب لتصبح أسرع 1000 مرة من ذي قبل، لترصد حركة الجزيئات داخل المواد المختلفة في زمن الأُتوثانية، وهو مقياس زمني أسرع ألف مرة من الفمتو ثانية.
في حين شهد العام 2006، تطوير العالم المصري الراحل أحمد زويل سرعة التقاط كاميرا الميكروسكوب الإلكتروني للصور من مللي ثانية إلى فيمتو ثانية، ما مثَّل حافزًا لكثير من العلماء حول العالم للسير على خطاه، ليأتي محمد حسن الذي رافقه لمدة 4 أعوام كاملة، ويطور جهاز ليزر ينتج نبضات ضوئية تتحكم في المواد العازلة، مثل الزجاج ويجعلها موصلة للكهرباء.
يعمل العالم المصري محمد ثروت حسن، أستاذا في قسم الفيزياء والليزر بجامعة أريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية، منطلقا من محافظة الفيوم، حيث تخرج من فرع جامعة القاهرة بالفيوم قبل أن تستقل بذاتها، ودرس وفق نظام التعليم القديم الذي يهاجمه كل من هب ودب.. ولكنه وصل إلى درجة علمية مرموقة وشهرة واسعة جدا بين المتخصصين في مجال أبحاث الفيزياء والكيمياء عالميا.
شهرة تضع علامات التعجب، كيف لا نعرف ذلك الرجل الذي يترقب العالم نتائج أبحاثه بكل شغف؟
حقق محمد حسن إنجازات غير مسبوقة احتفت بها كبريات المجلات العلمية مثل نيتشر، ومن أبرز أبحاثه جعل أي مادة عازلة عبر النبضات التي طورها موصلة للكهرباء.. فهل كنت تتخيل يوما أن يتحول الزجاج لموصل كهرباء؟
بحسب ما نشره الصحفي “هشام المياني”، فإن مجلة “نيتشر فتونكس”، ذكرت أن أبحاث محمد حسن ستؤثر على كثير من مجالات العلوم والتكنولوجيا بما يشبه الثورة العلمية التى حدثت في القرن الماضي عندما تمكن زويل من تصوير حركة الجزئيات في المادة.
ويضيف المياني أن محمد حسن قال في حديث إن ما توصل إليه سيزيد من سرعة الأجهزة الإلكترونية مثل أجهزة الكمبيوتر وأجهزة الهواتف المحمولة 100 مليون مرة من السرعات الحالية.
ليس هذا فحسب، ولكن ثورة في نقل المعلومات والاتصال بين أماكن بعيدة ستنطلق قريبا، وقد نتمكن من الاتصال السريع بين الأرض والمراكب الفضائية على بعد مئات الآلاف من الأميال بسرعة كبيرة، ما يسهم في نقلة غير مسبوقة للمستقبل.
نال محمد حسن ثروت درجة الدكتوراة من معهد ماكس بلانك بألمانيا، وتتهافت المؤسسات العلمية الأمريكية على دعم أبحاثه لما لها من ثمار هائلة.
وتوجت أبحاثه بحصوله على جائزة مؤسسة كيك الأمريكية في العلوم والتكنولوجيا -منفردًا- لدعم أبحاثه بقيمة مالية قدرها 1.1 مليون دولار أمريكي، وهي جائزة تُمنح للباحثين الرواد في مجالهم داخل الولايات المتحدة الأمريكية؛ لما لهم من أبحاث متفردة قد تُحدث نقلةً نوعيةً عظيمةً في البحث العلمي، ونادرا ما تمنح للباحثين المنفردين، بحسب ما نشرته “Scientific American”
بحسب تصريحات سابقة للدكتور محمد حسن، فإن حركة الإلكترونات تُقاس بـ(الأتو ثانية)، وعليه سيتثنى لنا إلتقاط صور واضحة للإلكترونات، وبالرغم من التحديات التي يقابلها مشروعه البحثي، إلا أن رصيده البحثي وخبرته، تجعل الأمل معقودا عليه وفريقه البحثي لتحدث تلك الثورة العلمية الجديدة.
تعد الأتو-ثانية (Attosecond)، مليار من المليار من الثانية (18-^10 من الثانية). والفرق الزمني بين الأتوثانية والثانية الواحدة هو الفرق الزمني نفسه بين الثانية الواحدة وملايين السنين لعمر الكرة الأرضية.